أكدت صحيفة "الأوبرزفر" البريطانية أن الغرب بات فى حاجة ماسة لمعالجة الأزمة السورية بكل جوانبها، وليس إطلاق العنان للخطابات التى لا جدوى منها.
ولفتت الصحيفة البريطانية - فى مقال افتتاحى أوردته على موقعها الإلكترونى اليوم الأحد - إلى أن العالم يبدو وكأنه عند مفترق طرق؛ فالأدلة الصارخة على ارتكاب فظائع واسعة النطاق، بما فى ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية خارج دمشق الأسبوع الماضى، مما أسفر عن مقتل المئات من الناس، تأتى وسط تزايد الإدراك بأن المجتمع الدولى بات أكثر ضعفا وانقساما وعجزا وتقاعسا عن اتخاذ إجراءات حاسمة ضد جرائم الإنسانية.
وأضافت "إن شعور المعارضة السورية بإفلات النظام السورى المستمر من العقاب سيغذى لديهم إحساس الجرأة وتصعيد الأمور، فالنظم القائمة حاليا سواء فى دمشق أو بعض دول منطقة الشرق الأوسط باتت تتخذ قرارات خطيرة اعتمادا على أنهم لن يحاسبوا".
ورأت الصحيفة أنه بالنظر إلى ما وصلت إليه حالة الأزمة السورية، فإن الخيارات المتاحة قد تكون جميعها سيئة، ولكن الخيار الأسوأ سيكون التقاعس عن اتخاذ أى فعل مناسب.
وتابعت "إن التدخل العسكرى فى سوريا قد يكون أحد الحلول المطروحة على الطاولة، إلا أنه يبدو طريقا محفوفا بالمخاطر، فى ظل عدم وجود ضمان للنجاح واحتمالات مخاطر اندلاع حرب إقليمية على نطاق واسع".
ومع ذلك، يبدو أن الأزمة السورية تقترب بدرجة سريعة من نقطة اللاعودة، فالتصريحات الأخيرة لوزير الخارجية البريطانى وليام هيج والرئيس الأمريكى باراك أوباما رفعت احتمالية اتخاذ إجراء ما أو فرض عقوبة إذا ما ثبت بشكل قاطع أن النظام السورى استخدام الأسلحة الكيميائية ضد مواطنيه، حسبما أشارت الصحيفة.
وتعليقا على تصريح وزير الخارجية الفرنسية لوران فابيوس بأنه قد تكون هناك حاجة لاستخدام القوة فى حال وقوع هجوم كيميائى، تساءلت الصحيفة ولكن أى نوع من القوة، ومن أين، وإلى تحقيق ما؟ وماذا بعد ذلك؟ وهل سيصاحب هذه القوة أى مبادرات سياسية أم لا ،فالمجتمع الدولى بحاجة إلى معالجة التفاصيل، وليس إطلاق العنان للخطابات.
وأوضحت الصحيفة أنه ومع تدهور الحالة هناك مسئولية تقع على عاتق الجميع للانخراط بشكل مفيد فى هذا الجدل الدائر والنظر فى الخيارات التى قد يواجهها المجتمع الدولي؛ وفى حال تم اتخاذ قرار بترك الأمور كما هى، فإنه من الضرورى أن يتم توضيح وتفسير السبب وراء اختيار هذا القرار.
واختتمت صحيفة "الأوبرزفر" البريطانية -افتتاحيتها- قائلة "إن الإجابة على ماسبق من تساؤلات لن يكون من السهولة بمكان، ولكن من الضرورى دراسة كافة الخيارات المطروحة، فمن الممكن تجاهل احتمالية أن يكون قد تم استخدام الأسلحة الكيميائية، ولكن فى حال ثبت صحة هذا الأمر وتم تجاهله أيضا، فمن الضرورى أن يتم تفسير سبب هذا التجاهل لهؤلاء الذين يعيشون فى هذا الكابوس المستمر".
لأوبزرفر: الغرب بحاجة ماسة لمعالجة الأزمة السورية بكل جوانبها
الأحد، 25 أغسطس 2013 05:51 م
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة