قوة مصر فى تماسكها ووحدتها وترابط شعبها، وعدونا يعلم هذا جيداً، لذلك فهو يسعى بكل الطرق لمحاولة تفتيت هذه الأمة، تماسك مصر منذ أيام الملك مينا موحد القطرين وحتى الآن ورغم ما مر عليها من عهود احتلال ظل الشعب متماسكاً وسيظل فى رباط إلى يوم الدين، وهناك من يريد زعزعة الاستقرار ويتآمر ويتدخل فى شئون مصر الداخلية فى محاولة لكسر مصر وتقسيم شعبها لتحقيق مصالحه وأهدافه فى منطقة الشرق الأوسط، والشعب المصرى أصبح لديه وعى ويعرف جيداً كيف يدافع عن ثورته وشرعيته ويحافظ على المكتسبات التى حصل عليها، وتحضرنى هنا قصة "أسد وثلاثة ثيران".. كان هناك ثلاثة ثيران "أبيض وأسود وبنى"، وكان الأسد يريد أن يلتهمهم لكنه لم يستطع مهاجمتهم لتماسكهم فى وحدة واحدة، فحاول أن يوقع بينهم فاستخدم الدهاء وتحالف مع اثنين ضد الثورالأبيض، فهجم الأسد عليه وتخلى عنه الاثنان الآخران ولم يدافعا عنه، ثم استخدم نفس الحيلة فتحالف مع الثورالأسود ضد الثور البنى، وهجم عليه وأكله، وعندما حان موعد الثور الأسود ليفترسه، قال الثور تبينت الآن أننى قد أُكلت يوم أكل الثور الأبيض وليس الآن، بمعنى أنه حكم على مصيره منذ البداية لأنه لم يفطن لدهاء الأسد والخطر الذى ينتظره لانعدام النظرة المستقبلية لديه.
إذا فكرنا فى من يحاول تفتيت مصر فعلينا أن نبحث عن صاحب المصلحة والمستفيد لنعرف من هو الجانى عن طريق ربط الأسباب بالأهداف، ومحاولة إثارة المشاعر لتحويل الحالة العقلانية إلى حالة هستيريا، فيصبح العقل أكثر قابلية للإيحاء تحت تأثير الفكر الجمعى (فكر القطيع)، الذى قد يوجهه إليه أتباع المتآمرين على مصر وهدمها، إلى جانب أنه فاقد القدرة على الاستبصار والفكر المستقبلى فيقع فريسة للذئب الذى يضع فرو الحمل الوديع حتى يتمكن من مهاجمة فريسته وتحقيق مصالحه الشخصية بغض النظر عن الخسائر التى ستتكبدها مصر وشعبها.
فتنبهوا أيها المصريون العقلاء واستبصروا مصلحتكم فى المستقبل ولا تضعوا أنفسكم موضع اللعبة فى يد الخونة، فى أى جانب تفضلون أن تكونوا إلى جانب المنساق المخدوع الذى يؤدى إلى هلاكه أم إلى جانب الإنسان المفكر الذى يستطيع أن يضع الأمور فى نصابها الصحيح، وبذلك يؤمن مستقبل الأمة الذى فيه تأمين لمستقبله ومستقبل أولاده، فتنبهوا أيها المصريون لما يحاك ضدكم فى الظلام، وأنتم شعب عرف عنه العبقرية، شعب علم العالم منذ القدم وحتى الآن، شعب سبعة آلاف سنة حضارة، فكروا وتدبروا ولا تنظروا تحت أقدامكم بل دائماً ضعوا فى اعتباركم ماذا بعد..؟
إن الإنسان المصرى يشبه الذهب الذى اعتلاه الغبار بمجرد أن يجد من يزيل الغبار عنه تتضح حقيقة وقيمة هذا المعدن، وإمكانيات مصر تؤهلها بجدارة لأن تكون أحد النمور الاقتصادية فى المستقبل القريب، وحيث إن هناك من لا يريد لمصر أن تكون قوية وألا يتمتع أبناؤها بالحياة الكريمة والمستقبل المبشر نستطيع أن نتصور من لا يريد لنا النجاح ومن يحاول العبث فيما فشل فيه الدهر بتقسيم مصر وتفكيك وحدة شعبها.
الخبيرة النفسية راندة حسين تكتب "محاولة تفتيت مصر"
الخميس، 22 أغسطس 2013 01:16 م
الخبيرة النفسية راندة حسين
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
Eng.Sameh Sabry
موضوعى جداً