رويترز: شوارع بيونجيانج بكوريا الشمالية لا تشى بما تعانيه البلاد

الإثنين، 29 يوليو 2013 05:27 ص
رويترز: شوارع بيونجيانج بكوريا الشمالية لا تشى بما تعانيه البلاد رئيس كوريا الشمالية
بيونجيانج (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عانى اقتصاد كوريا الشمالية من سنوات طويلة من سوء الإدارة والعزلة والعقوبات الرامية لكبح طموحاتها النووية ما افقده الكثير من مقوماته لكن كل هذه المحن لا يظهر لها أدنى أثر فى العاصمة بيونجيانج.

وسمحت كوريا الشمالية لمجموعة كبيرة من الصحفيين الأجانب بتغطية الاحتفالات الضخمة التى أقيمت أمس السبت بمناسبة الذكرى الستين للهدنة التى أنهت الحرب الكورية بين عامى 1950 و1953 التى تقول كوريا الشمالية إنها خرجت منها منتصرة.

وأنفقت كوريا الشمالية بلا حساب لإقامة عدة منشآت لتخليد ذكرى الحرب -التى كانت ركيزة وجودها- من بينها مقبرة لضحايا الحرب أزيح عنها الستار فى احتفال تصدره الرئيس كيم جونج اون يوم الخميس الماضى.

ووسط صخب كبير افتتح متحف جديد للحرب أمام الجمهور أمس السبت. ويزخر المتحف بأحدث شاشات عرض فى العالم ومجسمات لمواقع المعارك ويتوسطه تمثال ضخم لكيم ايل سونج الأب المؤسس لكوريا الشمالية وجد الرئيس الحالى وبداخله يلتقط الزائرون صورا بكاميرات يابانية رقمية.

وصاحب مرافقون رسميون الصحفيين الأجانب عن كثب خلال إقامتهم. واكتفى الصحفيون بما شاهدوه من خلف النوافذ أثناء تجولهم بحافلات مخصصة للصحفيين فى شوارع بيونجيانج لتكوين انطباع عن الحياة فى العاصمة.
ولا ترى أى دلائل على الفقر المدقع والجوع والقمع الذى يصفه منشقون كوريون شماليون كسمات للحياة فى الريف.

وتقول وكالة المخابرات المركزية الأمريكية فى كتاب الحقائق العالمية إن متوسط الدخل السنوى للفرد فى كوريا الشمالية بلغ 1800 دولار سنويا فى 2011 وتحتل البلاد المرتبة 197 عالميا من حيث القوة الشرائية وتمثل نحو 5.5% من نظيرتها فى كوريا الجنوبية.
وفى التسعينات اودت المجاعة بحياة مليون شخص ويذكر مسح نشر فى مارس آذار تحت رعاية الأمم المتحدة أن نحو ربع أطفال كوريا الشمالية يعانون من سوء تغذية مزمن،لكن لا تشاهد فى بيونجيانج ما يدل على ذلك.
ويعتمد سكان العاصمة الموالين للنظام بالضرورة نظرا لان الحكومة هى التى تقرر من يقيم فى العاصمة على شبكة عربات مترو أصابها الصدأ فى تنقلاتهم وتظهر الطوابير الطويلة فى أوقات الذروة.
ويسير المواطنون لمسافات طويلة فى الشوارع شديدة النظافة ولكنها تخلو من المارة تقريبا. وفى الأيام الأخيرة حملت النساء مظلات بألوان مختلفة لحماية أنفسهن من حرارة شمس الصيف.
ومعظم السيارات من طرز أوروبية ويابانية قديمة لكن يوجد عدد أقل من السيارات الأحدث من إنتاج تويوتا ومرسيدس بنز واودى.
ويتناثر عدد قليل من المتاجر فى المدينة لاسيما متاجر الكتب والملابس. وتوجد مطاعم ومحال صغيرة لا تبيع إلا مشروبات غازية محلية بنكهات التفاح والعنب والبرقوق،ويجلس كثيرون فى الظل فى الميدان وعلى الأرصفة والبعض يتحدث فى الهاتف المحمول.

وقد تبدو المبانى السكنية قديمة مثلما هو الحال فى الكثير من المدن الآسيوية غير أن عددا كبيرا من قاطنيها يزين الشرفات بأصص الزهور.
ولا تتضح المشاكل الاقتصادية التى تعانى منها كوريا الشمالية إلا بعد الغروب إذ إن يغلف الظلام الكثير من شوارع العاصمة ولا تنيرها إلا أضواء الدارجات وتبدو إمدادات الكهرباء غير منتظمة.
ومن البديهى إلا تكون هناك أى بوادر لاضطرابات أو استياء تجاه النظام فى عاصمة واحدة من أكثر دول العالم سلطوية ورئيس البلاد البالغ من العمر 30 عاما.
وقال دبلوماسى عن الرئيس الشاب "يشغل منصبه منذ ما يزيد عام ونصف العام ولا نرى أى بوادر انشفاق أو معارضة أو استياء فى الداخل تجاه زعامته”.
وفى حين يظهر كيم فى مناسبات عامة أكثر من ذى قبل لاسيما فى الأسبوع الماضى حيث بدا واثقا ومسترخيا أثناء الاحتفالات بذكرى الهدنة إلا انه لا يلوح فى الأفق أى تغيير فى السياسات التى انتهجها والده وجده،وقال الدبلوماسى الذى طلب إلا ينشر اسمه "تغير الأسلوب دون المضمون”.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة