جمهورية إشارة «رابعة»..البلتاجى غضب من وصفه «برئيس جمهورية رابعة» واتهم أمن الدولة بالوقوف وراءها.. ياسين يقود التفاوض مع القوات المسلحة.. وقناة مصر 25 تبث من هناك.. والمركز الإعلامى يضم 20 ناشطا

كان السؤال مباشرا وكان رد الفعل عنيفا.. حدث ذلك حين توجهت للدكتور محمد البلتاجى عضو المكتب التنفيذى لحزب الحرية والعدالة  وسألته: هل صحيح ما يتداوله النشطاء على «الفيس بوك» بأن المنصة الرئيسية للاعتصام أعلنت تنصيبك رئيسا لجمهورية «رابعة».. أقصد رئيسا مؤقتا للجمهورية؟.. انفعل البلتاجى بشدة وقال: «دى تأليفة جديدة من عندكو.. بس هى الوقاحة وصلت للدرجة دى.. أمن الدولة والمخابرات بيشغلوكو.. وإحنا سايبينكو تقعدوا وسط الناس المحترمة.. بس متوصلش السفالة للدرجة دى»، وسريعا ما تدخل المتواجدون داخل المركز الاعلامى لاعتصام رابعة العدوية وفصلوا بيننا لكن رد فعل القيادى الإخوانى العنيف كشف أن مصطلع «جمهورية رابعة» هو مصطلح مقلق للقائمين على الاعتصام ويثير غضبهم لدرجة لا يتوقعها أحد.

الثابت أن الحديث عن جمهورية رابعة هو من قبيل المبالغة المقبولة مثلما كان يحلو للبعض أن يتحدث عن «جمهورية التحرير» أثناء اعتصام الـ18 يوما فى ثورة 25 يناير  والمتابعة أيضا تؤكد أن  اعتصام أنصار الرئيس المعزول فى محيط مسجد رابعة العدوية  لا يختلف عن أى اعتصام آخر حدث فى مصر خلال العامين الماضيين إلا بأشياء بسيطة مثل أنه يمتاز بدرجة عالية من التنظيم وأن التركيبة الاجتماعية للمعتصمين تعكس شرائح محدودة من المجتمع المصرى نظرا لأن غالبية المعتصمين إن لم يكن كلهم ينتمون لفصيل سياسى معين وهو الإسلام السياسى  وسلوكهم الاجتماعى يميل بالتبعية  إلى الالتزام والمحافظة.

من الصعب للغاية توزيع المناصب على القيادات الموجودة فى الاعتصام على نحو السؤال الذى وجهته للبلتاجى ولكن يمكن ملاحظة أدوار بعينها لبعض الشخصيات فمثلا لا يمكن أن تخطئ عين المراقب عن الدور الذى يلعبه المهندس أيمن عبدالغنى أمين الشباب بحزب الحرية والعدالة وصهر خيرت الشاطر نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين فتقريبا الرجل لم يغادر الاعتصام منذ اليوم الأول له أى قبل عزل مرسى بنحو أسبوع، بالإضافة إلى أنه حلقة الوصل بجميع اللجان المشرفة على الاعتصام فتجده يتابع المنصة ويتابع لجان التأمين والنظام وأيضا يتابع اللجنة الإعلامية واللافت أنه يفعل كل ذلك دون أن يظهر فى الواجهة فلا يصعد المنصة للحديث ولا يقف أمام الكاميرات فى المؤتمرات الصحفية التى تعقد تقريبا كل ساعتين.

أيضًا كما لا يمكن أن تخطئ العين الدور الذى يلعبه الدكتور مراد محمد على المستشار الإعلامى لحزب الحرية والعدالة الذى يشرف على النشاط الإعلامى للاعتصام بشكل لا مركزى  لكن يظهر فى الواجهة وائل يحيى مدير المركز الإعلامى والذى توسع نشاطه بشكل ملحوظ خلال الأيام الماضية فتحولت قاعة 2 الملحقة بمسجد رابعة العدوية إلى مقر دائم للمركز الإعلامى يعمل فيه أكثر من 20 ناشطا يتابعون كل ما يكتب وينشر عن الإخوان وعن الاعتصام بما فى ذلك ما يتم تداوله عبر شبكة الفيس بوك وتويتر وفى الساعات الأولى من الصباح تتحول هذه القاعة إلى غرفة إعاشة كبيرة حيث يتم وضع المراتب على الأرض ينام فيها القيادات والنشطاء.

ولم يقتصر النشاط الإعلامى على  قاعة 2 فقط بل تمكن الإخوان من تحويل الطابق الذى يعلو القاعة إلى مقر لقناة مصر 25  التابعة للجماعة والتى تبث من خارج مصر تحت اسم «أحرار 25» ولذلك يتواجد جميع العاملين فى القناة بالمركز الإعلامى وكذلك فى المقر الجديد باعتباره مقر عملهم، هناك كثير من القيادات لا يظهرون كثيرا فى الاعتصام لكنهم يتواجدون فى الأوقات الحاسمة مثل أسامة ياسين وزير الشباب السابق الذى كان يقود التفاوض مع ضباط القوات المسلحة وقوات الأمن لفتح طريق صلاح سالم  أمام مسيرات مؤيدى مرسى والتى تم فتحها بالفعل واللافت أن ياسين حرص فى الكلمة التى ألقاها بالمؤتمر الصحفى الختامى لمليونية الجمعة على الإشادة بما أسماه تجاوب الضباط والمجندين مع المتظاهرين.

فى مقابل هؤلاء هناك من يتواجد بشكل دائم فى الاعتصام مثل الدكتور محمد بلتاجى الذى لا يغادر المكان وكذلك حمزة زوبع وفريد إسماعيل وأحمد عارف ومحمود فتحى رئيس حزب الفضيلة وإيهاب شيحة رئيس حزب الأصالة ويركز هؤلاء دائما على الحديث لوسائل الإعلام، حيث إن أغلبهم يجيد اللغة الإنجليزية للحديث مع وسائل الإعلام الأجنبية.