مؤسسة حقوقية ترصد 7 ملاحظات فى أول خطابات الرئيس منصور.. أكد على الهوية الإسلامية للدولة.. وتفادى التحدث بـ"الأنا".. وشدد على احترام حقوق الإنسان.. ودعا لمصالحة وطنية.. وأشار إلى امتثاله لإرادة الشعب

السبت، 20 يوليو 2013 10:40 ص
مؤسسة حقوقية ترصد 7 ملاحظات فى أول خطابات الرئيس منصور.. أكد على الهوية الإسلامية للدولة.. وتفادى التحدث بـ"الأنا".. وشدد على احترام حقوق الإنسان.. ودعا لمصالحة وطنية.. وأشار إلى امتثاله لإرادة الشعب الرئيس عدلى منصور
كتب عبد اللطيف صبح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدرت وحدة تحليل الخطاب السياسى بمنتدى رفاعة الطهطاوى، التابع لمؤسسة عالم واحد للتنمية، قراءة تحليلية لكلمة الرئيس المؤقت المستشار عدلى منصور، بمناسبة الذكرى 41 لحرب العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر 1973م.

وقال المنتدى فى قراءته التحليلية الصادرة فى بيان عنه اليوم السبت، إن الرئيس عدلى منصور أرسل فى أول خطاب له بعد أن أُسندت إليه رئاسة الجمهورية بشكل مؤقت، فى خطابه الذى لم يتعد الـ7 دقائق، عددا من الرسائل الهامة والمحورية، التى وجهها لكافة الأطراف المعنية بالخطاب داخليا وخارجيًا، والتى تأتى فى ظل المخاض السياسى والانتقال الديمقراطى الذى تعيشه البلاد فى مرحلة تستهل فيها الإدارة السياسية الجديدة خارطة الطريق نحو تحقيق أهداف ثورة 25 يناير، وكذلك التحديات الداخلية التى تواجه تنفيذ الخارطة، وما ينتظر الحكومة الجديدة من إشكاليات وملفات إصلاحية عاجلة، وتلويح وتهديد رموز النظام السابق – جماعة الإخوان المسلمين- بتصعيد العمليات الاحتجاجية رفضا لما وصفوه بالانقلاب العسكرى على الشرعية، وأيضا فى ظل التحديات الخارجية المتمثلة فى اعتراف دول العالم والرأى العام العالمى بالسيادة والشرعية للشعب المصرى.

ورصد منتدى رفاعة الطهطاوى من خلال الخطاب عددا من الملاحظات، التى ربما تجعلنا نتلمس أركان خارطة الطريق فى بداية المرحلة الانتقالية المقررة.

وقال المنتدى فى قراءته التحليلية "أول تلك الملاحظات أن البداية والنهاية كانت بآيات من القرآن الكريم، والتحدث بصيغة الجمع، فى إشارة ربما تكون مقصودة، أكد الرئيس على الهوية الإسلامية للدولة المصرية، ولعله أيضا جاء استرضاء للجماعة الإسلامية والأحزاب ذات المرجعية الدينية الإسلامية، والتى تتعامل مع الإدارة الحالية للبلاد بحذر شديد وتحفز تجلى فى رفضهم لتولى الدكتور محمد البرادعى رئاسة الوزراء على خلفية انتمائه لأيدلوجية الليبرالية، وربما جاء ذلك على خلفية زعم رموز الإخوان المسلمين وغيرهم من الجماعات الإسلامية المتشددة بأن عزل الرئيس السابق جاء برعاية الكنيسة المصرية، بما يهدد الهوية الإسلامية للدولة المصرية، فبدأ الخطاب وانتهى بآيات من القرآن والتى جاءت بصيغة الجمع، فجاء بالآية الافتتاحية "ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق، وأنت خير الفاتحين"، واختتم خطابه بالآية الكريمة "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب".

ولفت المنتدى أن التحدث بصيغة الجمع لم يكن فى الآيات القرآنية فقط، بل كانت هذه هى الصيغة الأساسية للخطاب بشكل عام، فلم يذكر الرئيس لفظة "أنا" ولم يتحدث بصيغة المفرد سوى فى 3 مناسبات، كانت إحداهما مقرونة بصيغة الجمع، "إننى أؤكد لكم جميعا التزامى والتزام الحكومة بتحقيق الأمن والاستقرار فى بلانا" وجاءت الصيغ المفردة للتهنئة، "يطيب لى أن يجىء أول خطاب لى إليكم فى مناسبة النصر المجيد فى حرب العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر"، "إننى أجدد التهنئة للشعب المصرى العظيم بمناسبة نجاح ثورتنا وبمناسبة نصر العاشر من رمضان"، وجاءت باقى الضمائر لتكون بصيغة الجمع بما يدل على العزم على حل ومواجهة المشكلات، "سنخوض، سنحافظ، سنبنى، سنمضى، إننا ندرك، نمد أيدينا".

كما أكد المنتدى الحقوقى أنه لأول مرة تُذكر "حقوق الإنسان" فى الخطاب الأول لرئيس مصرى، لافتا إلى أن الرئيس المؤقت عدلى منصور، هو أول رئيس فى تاريخ مصر يأتى على خلفية قضائية، بحكم منصبه السابق للرئاسة، كرئيس للمحكمة الدستورية العليا، ولعل ذلك كان له دورا فى دفعه للتأكيد على احترام حقوق الإنسان قائلا "يريدون لها ان تكون مدخلا إلى العنف والدماء، ونريد لها أن تكون تأسيسا لصون الحياة وترسيخ حقوق الإنسان"، مضيفا أن ذلك يأتى إقرارا من رئيس الجمهورية بوضع ملف حقوق الإنسان على أولوية خارطة الطريق، قائلا "الأمر الذى يدفعنا للتساؤل هل جاءت الفقرة ترهيبا من ممارسة العنف والدماء، أم ترغيبا وتأكيدا على احترام الحق فى الحياة وترسيخ حقوق الإنسان".

ولفت منتدى رفاعة الطهطاوى إلى أن ذكر "حقوق الإنسان" فى أول خطاب لرئيس الجمهورية، يعطى دلالة مباشرة على التزام مصر فى المرحلة الانتقالية الراهنة، بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وتأصيل مبادئ حقوق الإنسان لدى الدولة والمجتمع.

كما رصد المنتدى فى قراءته التحليلية أنه رغم اعتبار الخطاب "تهنئة"، إلا أنه بدأ بـ"الامتثال لإرادة الشعب"، وتشكيل "حكومة كفاءات وطنية"، موضحا أن الرئيس استغل خطاب تهنئة الشعب المصرى بذكرى انتصارات العاشر من رمضان، ليؤكد فى بداية خطابه على الامتثال لإرادة الشعب، مضيفا أن ذلك يأتى استباقا لتأكيد ما تنتظره جموع الشعب المصرى بشأن الملفات الداخلية الأكثر إلحاحا واحتياجا خلال الفترة الراهنة.

وقال المنتدى إن الرئيس منصور أراد أن يبادر أولا بالإشارة إلى تشكيل الحكومة الجديدة والتى وصفها بـ"حكومة كفاءات وطنية"، معترفا فى ذلك بأهمية العمل سريعا نحو وضع الأطر التنظيمية لمؤسسات الدولة وزاراتها فى إطار عملية الانتقال الديمقراطى بما تشمله من ملفات عاجلة.

ولفت منتدى رفاعة الطهطاوى، إلى أن الملاحظة الرابعة على أول خطاب للرئيس كانت رسالة طمأنة بشأن احترام الدستور والقانون، مضيفا: "لم يكن غريبا أن يرسل الرئيس المؤقت عدلى منصور، رسالة طمأنة للشعب المصرى، ومؤسسة القضاء، على مبادئ سيادة واحترام القانون"، مؤكدا أن الرسالة كانت واضحة جلية حين أكد أن تشكيل هذه الحكومة جاء "خطوة سبقها إعلان واضح عن مسار لتصحيح ما أعوج فى الوضع الدستورى"وتأكيده فى فقرة لاحقة قائلا "لقد دعونا مؤسسات الدولة والمجتمع للعمل معا على إنجاز هدف السلم المجتمعى القائم على العدالة وسيادة القانون"، وأضاف المنتدى أن ذلك أمر يدعو لطمأنة المؤسسة القضائية من الإجراءات الاستثنائية التى نالت من استقلاليتها وانتهاك سيادتها بحكم القانون والدستور.

كما رصدت القراءة التحليلية الدعوة "للمصالحة الوطنية" كرسالة للخارج قبل الداخل، حيث أكد المنتدى أن دعوة الرئيس للمصالحة الوطنية لم تأت باعتبارها من البنود المتفق عليها بخارطة الطريق فحسب، لكنها جاءت لتؤكد للخارج أن ما حدث فى 30 يونيو ليس انقلابا عسكريا –كما يروج أنصار النظام السابق- يتم بموجبه إقصاء القوى السياسية والأحزاب المناهضة لعزل محمد مرسى، سواء كان هذا الإقصاء من الساحة السياسية، أو من التعايش المجتمعى، حيث قال فى كلمته "إن إطار العدالة والمصالحة يتجه إلى الجميع، دون إقصاء أو استثناء"، ويعود ليؤكد الدعوة –أيضا بصيغة الجمع- "لقد دعونا مؤسسات الدولة والمجتمع للعمل معا على إنجاز هدف السلم المجتمعى القائم على العدالة وسيادة القانون وقيم التعايش الإنسانى" حيث تؤكد جملة "قيم التعايش الإنسانى" على أنه لا مجال لنبذ أى فصيل سياسى حتى وإن كان ذا مرجعية دينية أو ساهم فى إفساد الحياة السياسية.

وأكد منتدى رفاعة الطهطاوى، أن الرئيس اعتمد على عبارات المواجهة لا التصادم، لافتا إلى أن الرئيس لم يرد فى خطابه وفى حديثه عن من يحشدون للعنف ويحرضون عليه، أن يكون خطابه تصادميا موجها بالاعتماد على صيغة المخاطب، بل بالاعتماد على ضمير الغائب، فيقول "إننا نمر بمرحلة حاسمة من تاريخ مصر يريد لها البعض أن تكون طريقا إلى المجهول، يريد لها البعض أن تكون مقدمة للفوضى، يريدون لها أن تكون مدخلا للعنف والدماء، الذين يريدون طريق الدماء يرفعون رايات خادعة وشعارات كاذبة، إنهم يدفعون الوطن إلى حافة الهاوية" علاوة على أنه لم يصف هؤلاء بأية انتماء سياسى أو أيدلوجى، فلم يقل أنصار الرئيس السابق أو المنتمين لحزب أو تيار بعينه.

وقالت القراءة التحليلية للخطاب أن الرئيس هنا يتحاشى تأليب أو إثارة المعارضين لثورة 30 يونيو، فى محاولة للإمساك بالعصا من المنتصف، فيذكر ما تقوم به الإدارة الحالية بشأن مواجهة دعاوى الفوضى والعنف من جهة، ويحافظ على استقرار الوضع العام والشارع المصرى من أية تصادمات أو عبارات من شأنها تزيد حالة الاحتقان والانقسام المجتمعى.

وأشار المنتدى إلى أن تذكير المصريين بنكسة 67 كونها حافزة للانتصارات رسالة مبطنة أرسلها الرئيس المؤقت فى خطابه قصد توجيهها إلى من يخرجون بتصريحات من شأنها تثبيط الهمم، حيث كثرت تصريحات تذكر الجيش المصرى بنكسة 67، وذلك على خلفية معارضتهم موقف القوات المسلحة فى 30 يونيو وإعلانه الوقوف إلى جانب مطالب الشعب المصرى، لافتا إلى أن مفاد هذه الرسالة أن نكسة 67 كانت لها دور داعم ومحفز لانتصارات تالية انتهت بالانتصار العظيم فى العاشر من رمضان.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد ناصف قمصان

خطاب رجل دولة مسئول

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة