نقلاً عن اليومى..
«19 نوفمبر 2011» متظاهرون موجودون بشارع محمد محمود بميدان التحرير يطالبون بنقل السلطة من المجلس العسكرى إلى سلطة مدنية منتحبة، وقوات الشرطة تستخدم أقصى أساليب العنف ضد المتظاهرين وجماعة الإخوان المسلمين ترفض الاعتراف بالتظاهرات ضد «طنطاوى» و«عنان» وتصف المتواجدين بالتحرير بالبلطجية المأجورين، وتهتف: «العسكر مية مية»، ويتبدل هذا المشهد هذا العام، باحتلال أنصار المعزول، كوبرى أكتوبر، رفضا لما وصفوه بالانقلاب العسكرى من الجيش على الشرعية، بينما المواطنون يرفضون تظاهراتهم، ويتهمونهم بالإرهاب، الفارق الزمنى بين المشهدين عامان، تغيرت فيهما الأوضاع، وعادت بعدهما جماعة االإخوان المسلمين، التى كانت على رأس السلطة، إلى الشارع، كجماعة ملفوظة من المجتمع، تطالب بعودة الرئيس المعزول إلى السلطة، بعد ثورة عارمة ضده انحاز لها الجيش.
المفارقة أيضا فى المشهدين السابقين أن كل الاتهامات التى وجهتها جماعة الإخوان المسلمين للمتظاهرين وقتما كانت لديها مقاعد بمجلس الشعب وحتى بعد وصول مرشحها الرئاسى لكرسى الحكم.
والمتابع للمشهد يجد أن جماعة الإخوان المسلمين لم تنجح فى كسب تأييد أى فئة من الفئات، بل كانت توجه الاتهامات للمتظاهرين وترفض وجودهم فى أماكن المواجهات، وتلقى باللوم دوما عليهم رغم وقوع اعتداء عليهم.
وكانت تبريرات الجماعة فى رفضها للتظاهرات قد تعددت وقتها، وكان من أشهرها الرفض الدائم لوجود المواطنين فى أماكن التظاهر بالعبارة الشهيرة «إيه الى وداهم هناك»، وكانت هذه العبارة بداية الخلاف بين الطرفين، جبهة أحزاب المعارضة وما يسمى بالقوى الثورية، والتيار الإسلامى.
وتم إطلاق عبارة «إيه اللى وداهم هناك» للمرة الأولى مع أحداث مجلس الوزراء التى قامت قوات من الشرطة العسكرية خلالها بالاعتداء على متظاهرين أمام مبنى مجلس الوزراء وسحل واحدة من الفتيات وتعريتها، ورغم أن هذا الحادث كان صادما للكثيرين حتى إن المجلس العسكرى نفسه اعترف به وقتها، وأكد أنه سيحقق فى الأمر فإن جماعة الإخوان بررت ما فعله الجنود.
ورفضت وقتها النزول لمساندة الثوار أمام جنود المجلس العسكرى، وأصدر حزب الحرية والعدالة الجناح السياسى للجماعة بياناً، جاء فيه «ندعو شباب مصر إلى تفويت الفرصة على من يحاولون إعاقة مسيرة الثورة، وأن يحافظوا على المنشآت والممتلكات العامة التى تخص الشعب المصرى»، معتبرا أن حرقها أو تدميرها لا يصب إلا فى مصلحة أعداء الثورة المصرية، وأن يلفظوا من بينهم من يرونهم بلطجية ومأجورين لتدمير مصر ومنشآتها وشعبها.
ودعا الدكتور محمود غزلان المتحدث الرسمى باسم جماعة الإخوان المسلمين وقتها، المتظاهرين المعتصمين عند مجلس الوزراء للانصراف والتهدئة والعودة للمشاركة فى المسيرة الديمقراطية التى تشهدها البلاد.
وكان الدكتور محمد البلتاجى، قد شن هجوماً حاداً على المتظاهرين فى محيط شارع محمد محمود، مؤكداً أن هذه الممارسات تأتى فى إطار أعمال التخريب والبلطجة.
وقال البلتاجى فى تصريحات صحفية وقتها: «على القوى السياسية أن تتبرأ من هؤلاء المتظاهرين فى محيط شارع محمد محمود ومجلس الوزراء والذين يشتبكون مع قوات الأمن من أجل أن يطبق القانون عليهم ويتم إلقاء القبض عليهم ومحاسبتهم».
لم يختلف الموقف كثيرا الآن فالتبرؤ من المتظاهرين ووصفهم بالبلطجية والتساؤل عن سبب وجودهم فى أماكن التظاهر نفس التهم رُدَّت لجماعة الإخوان المسلمين، وظهر هذا فى الاعتصام أمام الحرس الجمهورى الذى قام به مؤيدو الرئيس المعزول، رافضين ما أسموه بالانقلاب على الشرعية، فوجهت تساؤلات بسبب وجودهم أمام أحد الأماكن الحيوية، الخاصة بالمؤسسة العسكرية والمعروف أنه مرفوض تماما وجود متظاهرين بها، وهو نفس ما قالته قيادات الإخوان وقت اعتصام محمد محمود، فقال الدكتور محمد البلتاجى، ما يحدث فى محيط وزارة الداخلية لابد من مواجهته بالقانون لأنه يأتى تحت طائلة التخريب والتدمير وليس العمل السياسى.
الدعوة للعصيان المدنى من قبل قوى المعارضة كانت مرفوضة تماما من قبل قيادات الإخوان فوصف الدكتور محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، الدعوة للعصيان المدنى فى الذكرى الأولى لتنحى الرئيس المخلوع بأنها فى غاية الخطورة على مصلحة الوطن ومستقبله، وأكد أن هذا يؤدى إلى تفكيك الدولة وانهيارها.
ورغم أن قيادات جماعة الإخوان لم تدع إلى عصيان مدنى الآن بعد عزل الرئيس محمد مرسى، لكنها دعت إلى الحشد فى كل الميادين والمناطق الهامة ومن ضمنها الكبارى، فى حين أن مرسى كان قد رفض فى حوار سابق مع الإعلامى عمرو الليثى قطع الطرق والكبارى أو محاصرة المنشآت الهامة، قائلا: «إن محاصرة المنشآت العامة ومؤسسات الدولة ممنوع تماما، والاعتداء عليه أمر ليس له علاقة بالثورة».
الإخوان يعودون للشارع والثورة فى «السلطة».. عامان من الاتهامات المتبادلة.. الجماعة رفضت تظاهرات محمد محمود ضد «طنطاوى وعنان» وهتف أنصارها: «العسكر مية مية» ووصفت المتظاهرين بالبلطجية
السبت، 20 يوليو 2013 11:00 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
د عاطف ابو العينين
الثورة انتحرت والسلطة للعسكر والحكومة لمتقاعدين اليسارين