لا تجد حرجا فى أن تمتطى حمارها وتسير وسط الطريق بين سيارات الأجرة والملاكى بمنطقة المهندسين، لا أحد يعرف كيف أتت إلى هذا المكان بالحمار وماذا تفعل ورغم كل ذلك ترى نظرات الجميع من وراء ستار أسود يغطى معظم وجهها لا يشغل الزحام أو نظرات المارة بالها لأنها تعرف طريقها جيدا.
نزلت شادية "26 سنة" منتقبة من على حمارها دون أن تتلفت كثيراً فقد غدت أكثر تمرساً على المهنة، اتجهت صوب مقلب قمامة وأخذت تجمع البلاستيك والمواد الصلبة فى كيس كبير و انطلقت بحمارتها تشق الشوارع المتربة، مثيرة فى سيرها عاصفة من الغبار.
"شادية" من بدو سيناء جاءت إلى القاهرة برفقة عائلتها منذ سنوات ولكن أحوالها تبدلت بعد وفاة زوجها الذى كان يعمل فى وزارة الرى، وظلت منذ ذلك الحين تناضل من أجل إقناع عائلتها البدوية أن تعمل لتنفق على طفلتها الصغيرة، وعلى الرغم من جهودها فلم تفلح فى ما تريده، فقررت محاولة الإقناع بطريقة عملية، فاشترت حمارة لتجمع عليها المواد البلاستيك والمعدن من أكوام القمامة المنتشرة نظرا لقيمتها العالية واختارت المهندسين والزمالك والدقى لممارسة نشاطها اليومى.
يوم "شادية" يبدأ منذ طلوع الشمس حيث تحزم حقائبها وتقطع مسافة كبيرة من محل سكنها فى السيدة عائشة لتبدأ جولتها فى الأحياء الراقية، وبعد أن تجمع الفوارغ البلاستيكية والكارتون وعلب الصفيح وغيرها من مواد أخرى تقوم ببيعها إلى وسطاء معروفين لديها وهم تجار خردة ومصانع "بير السلم".
"شغلانة بتكسب دهب" هكذا بررت "شادية" اختيارها مهنة "نباشة القمامة"، مؤكدة أنها إذا اجتهدت فى عملها يزيد دخلها عن 200 جنيه يوميا، وأضافت أن طن الزجاجات البلاستيكية الفارغة المستعملة يباع بــ2350 جنيها، مشيرة إلى أن هناك من يحاول مزاحمتهم فى مهنة النباشة وبكثرة فى العامين الماضيين.
وعن السر وراء ارتدائها النقاب قالت إنها لا تنتمى لأى فصيل سياسى كما يعتقد البعض ولكنها تخاف من انكشاف أمرها لدى عائلتها وحماية لها من المضايقات والمعاكسات فى الشارع لذا قررت أن ترتديه بصفة مؤقتة لحين انتهاء يومها بعدها تُمارس حياتها بشكل طبيعى.
تسير بحمارها فى شوارع المهندسين والزمالك فقط..وتؤكد:شغلانة بتكسب دهب
الأربعاء، 17 يوليو 2013 06:48 م
شادية أجدع " نباشة " فى مصر..
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
أبو ميدو
والله فكرة هايلة !!!!
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
انتى فخر لكل مصرية