وصول جماعة الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم فى مصر بتولى مرشحها الدكتور محمد مرسى مقعد الرئاسة، اعتبره البعض بمثابة القوة الدافعة لمزيد من الانتشار الدولى للجماعة حول العالم، وتزايدت التكهنات مع كل تطور فى علاقة مصر بالدول التى يحكمها إسلاميون، وعلى رأسها تركيا وتونس، فضلا عن العلاقة القوية مع حماس الحاكمة فى قطاع غزة، إلى أن جاء عزل مرسى يوم الثالث من يوليو الجارى لتتبدل التوقعات بشأن التنظيم الدولى الذى يتأثر بدرجة كبيرة بأحوال جماعة الإخوان فى مصر باعتبارها «بلد المنشأ» للجماعة، ووصلت إلى حد القول بأن التنظيم «انهار» بانهيار التجربة الإخوانية فى مصر، ولعل ما تداولته تقارير إعلامية قبيل عزل الرئيس السابق مرسى وعقب عزله من تحركات من قبل التنظيم يكشف عن محاولاته المستميتة لتفادى تأثير التغيرات فى الخريطة المصرية على مصير التنظيم بشكل عام، حيث وصلت التحركات إلى حد مطالبة مكتب الإرشاد للتنظيم فى الخارج بالتحرك لدى أطراف فاعلة فى المشهد الدولى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية ومنظمات حقوق الإنسان الدولية من أجل وقف الملاحقات لقيادات الإخوان والإفراج عمن هم فى السجون حاليا.
أبرز مظاهر الضغوط التى مارسها التنظيم بدت فى محاولة الدفع بأزهريين لإصدار فتاوى مساندة للرئيس المعزول، وتحريم الخروج عن الحاكم، فيما تجاوز الأمر هذا الحد بتهديد الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع على لسان الأمين العام للتنظيم الدولى للإخوان إبراهيم منير، الذى قال فى تصريح له: «الوضع فى مصر سىء، وإذا لم يتراجع السيسى فالأمر لن يمر بسهولة».
ولأن مصر هى بلد النشأة لجماعة الإخوان وقلب تنظيمها الدولى الذى أنشأه مؤسسها حسن البنا تحت اسم «قسم الاتصال بالعالم الإسلامى»، فإن التحول الكبير الذى حدث فى مسار الجماعة التاريخى والسياسى منذ 30 يونيو دفع إلى تصاعد المطالب بنقل قيادة التنظيم من مصر لأى دولة أخرى تكون حالة الإخوان فيها أفضل خاصة أن قوة التنظيم بشكل عام كانت مرتبطة بقوة التجربة المصرية، وبحسب أحمد بان، الباحث المتخصص فى شئون تيارات الإسلام السياسى، فإنه بعد أن همشت الجماعة فى مصر وأنهيت تجربة حكمها لمصر أصبح واجبا البحث عن أى دولة أخرى تتولى دور القيادة.
ويضيف بان: من الطبيعى أن يؤدى هذا التراجع إلى تدهور فى دور التنظيم بشكل عام، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة إعادة النظر فى فكرة استمرار التنظيم نفسه ككيان عابر لكل دول العالم، إضافة إلى أن كل دولة ستحاول أن تخلق لنفسها تجربتها الخاصة وتمد ذاتها بصلاحيات متفردة، وسيتم إخضاع تجربة التنسيق ما بين المسار الدعوى والسياسى للمراجعة مستقبلا، خاصة بعدما عجزت التجربة المصرية عن تحقيق هذا الاتساق بين المسارين.
ويؤكد «بان» أن التحدى الذى واجهته الجماعة فى مصر سيدفع لمراجعة هذا التنسيق، وسيخضع التنظيم الدولى أيضا لثورة ثقافية لإعادة التفكير فى عودة الجماعة للمربع صفر، بعدما تركت مجال الدعوة والتربية واتجهت للعمل السياسى، مضيفا: ما نشهده فى مصر هو نتاج طبيعى لفكرة الابتعاد عن المسار الإسلامى الدعوى، فيما يؤكد «بان» أن قيادات التنظيم الدولى تضغط حاليا على الجماعة حتى لا تكرر أخطاء 1954، ولا تدخل فى صدام مع السلطة الجديدة لأنهم بذلك يعاندون المجتمع والشعب وليس القادة العسكريين، بما يعنى أن الحل يجب أن يتمثل فى البحث عن «الخروج الآمن» للإخوان من الحياة السياسية المصرية لضمان الحفاظ على صورتهم.
القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين، الدكتور عبد الستار المليجى يقول، إن تجربة جماعة الإخوان المسلمين فى مصر كانت العصب المركزى الذى يقوم عليه التنظيم الدولى للجماعة ككل، ويسيطر على كافة مفاصله ويلعب دورا حيويا فى طريقة اتخاذها للقرارات، وبالتالى فما حدث فى مصر سيضعف من قوة التنظيم ولن يصبح له أى تأثير يذكر فى بقية الدول التى توجد فيها الجماعة، لافتا إلى أن التنظيم مر بنفس الحالة فى الفترة من 1954 حتى 1975، عندما كان ضعيفا للغاية وليس لوجوده أى مظهر سوى لقاء سنوى بين القيادات خلال موسم الحج كل عام، حتى تمت إعادة بناء وهيكلة التنظيم والجماعة مرة أخرى فى أواخر السبعينيات وحتى وقتنا الحاضر.
ويتابع: تجربة جماعة الإخوان المسلمين انتهت فى مصر، وتلك الجماعة التى تعيش على خلاف القانون والدستور ولها مكتب إرشاد فى المقطم لن تعود مرة أخرى وكل ما سيبقى من تجربتها مجرد حزب سياسى، متوقعا أنه لكل ذلك سيعيد التنظيم هيكلة نفسه ذاتيا بطريقة انقلابية، خاصة أن طريق الدعوة الإسلامية فى مصر صار واضحا أنه لن يتم السماح لأى طرف أن يكون فاعلا فيه سوى الأزهر والمؤسسات الإسلامية المستنيرة. فى المقابل فإن المحامى مختار نوح، أحد القيادات المنشقة، عن جماعة الإخوان المسلمين يؤكد أنه لا يوجد من الأساس تنظيم دولى للإخوان، ولكنها جماعة منتشرة فى مجموعة دول، وتتخذ من الأفكار والسياسات ما يتماشى مع طبيعة الحكومات التى يعيش فى ظلها، وبالتالى فلا يوجد تنظيم دولى حقيقى- بحسب نوح- بل الأمر كله عبارة عن مجرد تنسيق بين «الإخوان» فى بعض البلدان حول كيفية اتخاذ القرارات، مؤكدا أن ما ظهر من خروج «إخوان مصر» عن الطابع السلمى الذى أسسه حسن البنا ووقوفهم ضد إرادة الشعب سيلحق ضررا بالغا بطليعة الحركة الإسلامية، خاصة أن أول تطبيق للفكرة الإخوانية بعد وصولها لحكم مصر فشل بشكل واضح وسريع، وسقطت الجماعة فى الاختبار، وأثبتت أن كل ما تهدف إليه هو البقاء فى السلطة.
فشل مرسى يهدد مستقبل التنظيم الدولى للإخوان ..وخبراء: البحث عن قيادة بديلة للتنظيم الدولى.. باحث: ثورة ثقافية تنتظر الجماعة حول العالم.. مختار نوح: يوجد «تنسيق» وليس «تنظيم دولى»
السبت، 13 يوليو 2013 12:38 م
مرسى وبديع
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
جمعه الشوان
تونس على خطر عظيم
عدد الردود 0
بواسطة:
الزينى
تنظيم دولى ايه
عدد الردود 0
بواسطة:
khaled saoudy
من اراد ان يمزق مصر مزقه الله
عدد الردود 0
بواسطة:
عمرو
حسن البنا وسيد قطب لعنة الله عليهما
عدد الردود 0
بواسطة:
غادة العباسى
اللى عاوز شهرة!!!