تتناول مجموعة كبيرة من أفلام مسابقات مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة موضوعات شائكة تتعلق بالمرأة والأطفال وترصد معاناتهم ومحاولاتهم إما للحصول على حقوقهم الطبيعية أو حتى مواصلة الحياة فى ظروف غير أدمية.
وترصد أغلبية الأفلام فى المهرجان موضوعات بينها قمع المرأة والطفل وتطلعات الأطفال والنساء إلى عالم أفضل وتأثير الرجال على نسائهم أو الآباء والأمهات على أطفالهم بما يخالف مبادئ الحرية والحق فى الحياة.
ويتناول فيلم افتتاح المهرجان "المحتال" للمخرج البريطانى بارت لايتون قضية اختفاء الأطفال فى العالم من خلال قصة طفل أمريكى فى الثالثة عشرة تواصل أسرته البحث عنه رغم مرور ثلاث سنوات على اختفائه.
بينما يرصد فيلم الإنتاج المشترك "منطقة محرمة" للمخرج الهندى سوراف سارانجى يوميات طفل فى الرابعة عشرة يعمل بتهريب الأرز من الهند إلى بنجلاديش عبر المنطقة الحدودية المارة بنهر الجانج وما يتعرض له من أخطار.
ويقوم حائط أسمنتى بدور البطولة المطلقة فى الفيلم اللبنانى "الحيط" للمخرجة أوديت مخلوف الذى يدور فى إحدى ضواحى بيروت حول مجموعة من العائلات التى ارتبطت بحائط قوى فى منزل إحدى أسر الحى كان يحميهم من القصف أثناء الحرب قبل عشرين عاما، بينما يرغب ابن صاحبة المنزل فى هدمه لتوسيعه وسط رفض شديد من شقيقتيه وكل نساء الحى.
ويرصد المخرج اللبنانى مهدى فليفل فى فيلمه "عالم ليس لنا" لوحة عرضية لأسرة مكونة من ثلاثة أجيال يغلب عليها النساء والأطفال يعيشون فى معسكر "عين الحلوة" للاجئين الفلسطينيين فى جنوب لبنان مظهرا محاولات الأجيال الأكبر بث الأمل فى نفوس الصغار حتى لا يفقدوا الرغبة فى الحياة بسبب قسوتها وانسداد أفاق المستقبل فيها.
وفى إطار قريب يرصد فيلم "وجهان للوحدة" للمخرج التركى سيرهات تشاتاك قصة أم وابنتها الصغيرة تعيشان فى جزيرة منعزلة وسط بحيرة أميك فى مقاطعة هاتاى التركية بعيدا وسط جو خانق تبث فيه الطفلة الأمل فى الأم التى تعيش من أجل بقاء طفلتها على قيد الحياة.
فى فيلم "بورتريه شخصى" وفيه تلجأ مخرجة مصرية شابة إلى تصوير نفسها فى محاولة لتقديم أفكارها التى تعبر عن أفكار الكثير من أبناء جيلها الذين يرفضون كل ما يمت للقديم بصلة ويحرصون على إظهار آرائهم الخاصة والمتباينة أحيانا فى قضايا كثيرة يعتبرها المجتمع من حولهم محرمات.
بينما عانس عجوز فى فيلم "الحارة" للمخرج اللبنانى نيكولا خورى تعيش وحيدة فى منزلها القديم وسط ذكرياتها بعدما هجرها كل الأشقاء لتتذكر كل ما مر بها فى حياتها من أحزان وأفراح وأسرار.
فى الفيلم الصربى الهولندى "7/25" ، للمخرجين سرديان سلافكوفيتش وزيفويان سليتش، عودة للماضى من خلال شاب وفتاة يلتقيان فى عيد مولدهما الثالث والثلاثين ليرويان ما عاشاه يوم عيد مولدهما الرابع عشر عام 1993، حيث كان الشاب البوسنى المسلم محاصرا وسط مجزرة صربية تجرى فى البوسنة بينما الفتاة الصربية تحتفل بعيد مولدها وسط عائلتها فى محاولة جادة لرصد معاناة الأطفال وسط الحروب.
فى الفيلم التشيكى "تريزا دراتفوفا" للمخرج أدم سدلاك قصة فتاة فى العشرين تقاطع الناس وتلجأ للحياة أسفل السيارات المتوقفة فى مرأب كبير باعتبار المرأب الخالى عادة من البشر أكثر أمنا من الإختلاط بالناس.
فى حين يرصد فيلم "وحدة" للمخرج الرومانى ليوفا جدليكى تفاصيل ليلة واحدة فى حياة فتاة ليل رومانية صغيرة فى فرنسا تعرضت للإغتصاب الوحشى ولجأت إلى اتخاذ إجراءات قانونية لكنها تقع فى أزمة عدم معرفتها باللغة الفرنسية مما يضطرها إلى الإستعانة بمترجم يكون فى الفيلم البطل الموازى لرواية القصة.
فتاة ليل أخرى فى الفيلم المجرى "الله يعلم ماذا" للمخرج بيلا باتزولاى تعمل لدى قواد يستخدمها بين الحين والأخر لرشوة رجال الشرطة جنسيا لكنها تقع يوما فى خطأ يعرضها للعقاب القانونى فيلجأ رجال الشرطة الذين كانت على علاقة بهم للإيقاع بها بدلا من مساعدتها وسط مشاعر مختلطة برغبتها فى الخروج من الأزمة وفضح رجال الشرطة الفاسدين.
فى فيلم "بناية الأمة" للمخرجة الفلسطينية لاريسا صنصور مزيج من الدراما والجرافيكس فى إطار فانتازى حول شابة فلسطينية تعيش فى بناية متخيلة تجمع العالم كله وتحاول بكل طاقتها الحفاظ على هويتها الفلسطينية من خلال مقتنيات وأكلات وملابس وطقوس خاصة بأهلها مع حلمها الدائم بتوفير حياة أفضل لطفلها الذى بات على وشك الولادة.
ويروى فيلم "حرمة" للمخرجة السعودية عهد كامل جانبا من الأزمات التى تعيشها المرأة فى السعودية بسبب المجتمع الذكورى المسيطر من خلال "أريج" السيدة السعودية الفقيرة التى تعيش وحيدة فى مدينة جدة والتى باتت مستعدة لفعل أى شيء لحماية مستقبل ابنها الذى بات على وشك أن يولد.
سيدة أخرى تعيش قصة عذاب أخرى مع زوجها فى الفيلم التركى "اختفى فى الزرقة" للمخرج عبد الرحمن أونير حيث يبدأ الفيلم بها تجهز العشاء لزوجها الذى تعانى من تصرفاته على مدار عقود مليئة بالإختلافات الزوجية لينتهى الفيلم بحل غاية فى التطرف.
أما السيدة العجوز اليائسة فى فيلم "الوقت لن يتوقف" للمخرجة الإستونية مونيكا سيميتز فإنها لا ترغب فى الحياة أصلا وترفض مغادرة سريرها مكتفية بمشاهدة التليفزيون بينما تقوم ابنتها برعايتها وقضاء حوائجها لكن الحياة بالكامل تتغير فى يوم من الأيام من خلال هدية مفاجئة تجدها على بابها.
فى الفيلم المصرى "وراء الباب" للمخرج الشاب أدهم الشريف يحكى قصة أم تقوم بمحاولة قاسية لإرهاب طفلها الصغير الذى لا يطيعها على الإطلاق تاركة إياه فى المنزل وحيدا لفترة طويلة نسبيا وسط مخاوفه ومشكلات لا تنتهي.
ويروى المخرج الجزائرى طاهر حوشى فى فيلمه "يدير" قصة إنسانية سياسية تتعلق بطفل على أبواب عامه الأول فى المدرسة التى حرم منها لسنوات بسبب كون والده سجينا سياسا مركزا على مشاعر الإحباط والخوف التى يعانى منها الطفل فى أول أيام ذهابه إلى المدرسة للمرة الأولى.
ماتيلدا" هى بطلة فيلم إيطالى يحمل نفس الاسم للمخرج فيتو بالميرى وهى طفلة خجولة لكنها ذكية بالفطرة تعانى فى حياتها من أمرين فقط أولهما يتعلق بالدراسة التى لا تروقها كيفية سيرها ومعلمتها التى لا تتفهم أسلوب التعامل مع الأطفال إضافة إلى العناية بأدوات حلاقة الشعر المملوكة لأمها مما يجعلها تلجأ إلى وسائل غير تقليدية للتغلب على تلك المشكلات.
وافتتح مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة فعاليات دورته الـ16 يوم الثلاثاء الماضى ويختتم غدا الأحد بتوزيع الجوائز على الفائزين وتكريم المنتج والمخرج الإيطالى جيان فيتوريو بالدى والمخرجة المصرية تهانى راشد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة