أكد المحلل الإيرانى المنتمى للتيار المحافظ، هانى زادة، أن خروج هاشمى رافسنجانى من سباق الترشح للرئاسة الأمريكية لن يؤثر على إقبال الناخبين فى الانتخابات المقرر إجراؤها فى 14 من يونيو الجارى، كاشفا عن أن تصريحات رافسنجانى الأخيرة بشأن عدم وجود عداء بين إيران وإسرائيل، كانت السبب القوى لاستبعاده من جانب مجلس صيانة الدستور.
وأكد زادة فى حواره مع "اليوم السابع" عبر الهاتف أن الرئيس الجديد لإيران الذى سيأتى خلفا للرئيس الحالى محمود أحمدى نجاد، لن يغيرا شيئا فيما يتعلق بالملفات شديدة الحساسية فى إيران مثل الملف النووى والموقف من الثورة السورية، لافتا إلى أن هذه الملفات من اختصاص المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية.
وإلى نص الحوار...
*كيف تقيم قرار رفض مجلس صيانة الدستور لترشيح هاشمى رافسنجانى فى الانتخابات الرئاسية.. وهل سيكون للرفض تأثير على المشاركة الانتخابية للشعب؟
- الشيخ هاشمى رافسنجانى ما زال يتمتع بشعبية كبيرة في
المجتمع الايرانى، لكن القرار يرجع إلى مجلس صيانة الدستور الذى رفض ترشيحه لعدة أسباب.
السبب الأول يكمن فى أن رافسنجانى يناهز الـ 80 عاما وهذا يحد من قوته
لأداء واجباته كرئيس، لأن رئاسة الجمهورية فى إيران ليست متعة أو نزهة بسبب وجود مشاكل داخلية وخارجية تتطلب جهدا كبيرا لمواجهة مثل هذه التحديات، أما السبب الثانى فيتعلق بالتصريحات التى أدلى بها رافسنجانى قبيل تقديم أوراق ترشيحه حينما قال: "لا يوجد عداء بين إيران والكيان الإسرائيلى، والقضية الفلسطينية ليست قضية إيران الأولى"، فهذه التصريحات فسرت على أنها ضوء أخضر للدول الغربية والولايات
المتحدة بأن إيران وبالتحديد رافسنجانى إذا ما فاز في
الانتخابات الرئاسية سيقيم علاقات مع كل دول العالم حتى إسرائيل، وهذا
يعتبر خطا أحمر بالنسبة لإيران ولمبادئ الثورة الإسلامية.
والمؤكد أن هذا التصريح أفقد الشيخ هاشمى رافسنجانى مكانته لأن المجتمع الإيرانى المحافظ لم يكن يتوقع من رافسنجانى الذى لديه سجل حافل بالنضال ودعم القضية الفلسطينية أن يصرح بمثل هذه التصريحات.
ومن هذا المنطلق فإن رفض طلب ترشيح رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام لا يترك أثرا سلبا على سير الانتخابات، لأن هناك 8 شخصيات أخرى من كل التيارات تتنافس فى معركة الانتخابات الرئاسية.
*التوقعات كلها كانت تشير إلى أن رافسنجانى هو المنافس القوى.. الآن وبعد استبعاده من تراه أكثر الأشخاص من بين الثمانية مرشحين سيكون له فرصة عالية فى الفوز؟
- الآن كل الأنظار موجهة نحو 4 شخصيات بارزة هى محمد باقر قاليباف عمدة طهران، وسعيد جليلى كبير المفاوضين الإيرانيين السابق، وعلى أكبر ولايتى وزير الخارجية الأسبق، وحسن روحانى السكرتير السابق للمجلس الأعلى للأمن القومى وهو محسوب على التيار الإصلاحى وقريب جدا من الرئيس الإيرانى الأسبق محمد خاتمى.
أما المرشحان الأوفر حظا فى الفوز فى الانتخابات هما سعيد جليلى وعلى
أكبر ولايتى لأن التيار الأصولى يدعمهما بقوة.
* من سيلقى دعم الإصلاحيين من بين المرشحين محمد رضا عارف أو روحانى؟
- طبعا التيار الإصلاحى سوف يدعم حسن روحانى لأن محمد رضا عارف غير
معروف لدى شرائح المجتمع لاسيما الطبقات الفقيرة وذوى الدخل المحدود.
* فى رأيك هل اختيار رئيس جديد سيغير سياسة الجمهورية الإسلامية فى ملفات مثل لملف النووى وستؤثر على القضايا المتعلقة بالأمور السياسة الخارجية وملف سوريا؟
- القرارات المتعلقة بالملف النووى والعلاقات الخارجية هى فى يد قائد الثورة الإسلامية أية الله على الخامنئى، فالرئيس لا يستطيع أن يتخذ أى قرار دون استشارة قائد الثورة ولكن الرئيس القادم كل ما يكون أقرب إلى القائد يستطيع أن يحدث تغييرات جذرية فى السياسة الخارجية والملف النووى، كما أن موضوع سوريا هو يرجع إلى قائد الثورة وسياسات النظام مع تغيير الرئيس لا تتغير بالنسبة لسوريا.
* هل ترى أن دخول "جليلى" الانتخابات فى المرحلة الأخيرة سيغير الخريطة الانتخابية؟
التنافس بين الأصوليين سيبقى محصورا بين سعيد جليلى وعلى أكبر ولايتى ولكن وفق التكهنات ووفق التصريحات لبعض الوجوه المحسوبة على التيار الأصولى قد ينسحب فى آخر لحظة أحد من هاتين الشخصيتين لصالح الطرف الآخر، وربما سعيد جليلى قد ينسحب لصالح ولايتى، لكن حتى الآن لا يوجد قرار حاسم للتيار الأصولى لدعم شخصية أصولية معينة من بين ولايتى وسعيد جليلى.
* ما هو تقييمكم لمعدل الأصوات المتوقع أن يحصل عليها جليلى؟
- سعيد جليلى شخصية متزنة وصاحب خبرة واسعة فى مجال السياسة الخارجية، ولدية تجربة كبيرة فى هذا المجال وبما أن الشعب الإيرانى يتطلع إلى أن
يتم رفع الحظر الاقتصادى المفروض ضده، فهو يرى أن جليلى بسبب
قربه لقائد الثورة يستطيع إن يتعامل مع الدول الـ 5+1 ويقنع هذه الدول
لرفع الحظر الاقتصادى المفروض ضد إيران، ومن هذا المنطلق فإن جليلى
يحظى بشعبية هائلة بين أوساط الشباب الإيرانى.
محلل إيرانى يكشف فى حواره لـ"اليوم السابع": رافسنجانى استبعد من الانتخابات الرئاسية بسبب تصريحاته عن إسرائيل.. هانى زادة: رئيس إيران القادم لا يستطيع اتخاذ أى قرار دون استشارة مرشد الثورة
الإثنين، 03 يونيو 2013 03:09 م
المحلل الإيرانى هانى زادة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة