قال الرئيس الإيرانى المنتخب حسن روحانى اليوم السبت إنه سيعين وزراء من كل ألوان الطيف السياسى بعد أن اختار الناخبون الإيرانيون مسارا من الاعتدال بدلا من التشدد.
وأشاع فوز روحانى فى الانتخابات التى أجريت فى 14 يونيو جوا من التفاؤل إزاء تحسن علاقات إيران مع الغرب فيما يمكن أن يكون بداية لحل نزاعها النووى مع القوى الدولية.
وتعهد روحانى بإتباع نهج أكثر ميلا للتصالح عن ذلك الذى انتهجه سلفه محمود أحمدى نجاد وجر على البلاد عقوبات دولية هى الأشد صرامة.
ومن الممكن أن يطمئن وعد روحانى بتشكيل حكومة توافقية المحافظين المتشددين الذين ينظرون بعين الارتياب للتأييد الذى حصل عليه من الإصلاحيين فى الانتخابات.
وفى المقابل سيأمل الاصطلاحيون فى استعادة قدر من النفوذ السياسى - بهدف تخفيف القمع فى الداخل وعزلة إيران على الساحة الدولية - بعد إبعادهم خلال حكم أحمدى نجاد الذى حال القانون دون ان يخوض الانتخابات على فترة رئاسية ثالثة على التوالى.
وقال روحانى المفاوض السابق فى الملف النووى الإيرانى فى خطاب نقله التلفزيون الإيرانى الحكومى على الهواء مباشرة: "يجب أن تعمل الحكومة القادمة فى إطار عمل من الاعتدال.. (وعليها) أن تتجنب التطرف وهذه رسالة للجميع.
"الحكومة القادمة ستكون متعددة الأطياف... هذه الحكومة ليست مقصورة على أى حزب أو فصيل بعينه وستعمل على اختيار المؤهلين من كل الإطراف والفصائل وفق شروط الاعتدال وضبط النفس".
ويقول محللون إن روحانى رجل الدين الشيعى المعتدل الذى شغل مناصب أمنية حساسة منذ الثمانينات يتمتع بعلاقات وثيقة مع الزعيم الأعلى الإيرانى على خامنئى ومن الممكن أن يبنى جسور التواصل بين الفصائل المختلفة لإنجاز إصلاحات.
لكن خامنئى سيحتفظ بالقول الفصل فى السياسات التى تهم القوى الدولية بما فى ذلك البرنامج النووى ودعم إيران للرئيس السورى بشار الأسد ضد المعارضة المسلحة التى تحاول الإطاحة به.
كما دعا روحانى أيضا إلى الاعتدال فى السياسات الإيرانية تجاه بقية العالم ودعا إلى التوازن بين "الواقعية" والحفاظ على مبادئ الجمهورية الإسلامية.
وقال: "الاعتدال فى السياسة الخارجية ليس بالخضوع ولا هو بالعداء وليس بالسلبية ولا هو بالمواجهة، الاعتدال هو التعامل الفعال والبناء مع العالم".
"الجمهورية الإسلامية الإيرانية كقوة إقليمية كبرى أو القوة الإقليمية الأكبر يجب أن تلعب دورها ولهذا نحتاج للاعتدال".
وتشك القوى الغربية فى أن إيران تسعى لامتلاك قدرة على تصنيع السلاح النووى وهو ما تنفيه طهران، وترزح إيران فى الوقت الحالى تحت عقوبات صارمة تحد من صادراتها النفطية وهو ما يؤثر بشكل كبير على عائداتها ويحد من تجارتها الخارجية ويسبب ارتفاعا فى التضخم والبطالة.
وأشار أصدقاء إيران وخصومها بعد وقت قصير من فوز روحانى فى الانتخابات إلى أنهم لا يعتقدون أن فوزه سيحقق تغييرا كبيرا فى السياسة الخارجية الإيرانية.
ويدور نزاع بين طهران والقوى الغربية فى عدد من موضوعات السياسة الخارجية من ضمنها البرنامج النووى الإيرانى الغامض وتأييد طهران للأسد وحزب الله اللبنانى وحركة حماس الفلسطينية.
كما اتهمت دول خليجية عربية حليفة للولايات المتحدة إيران بالتدخل فى شؤونها بينما تنفى إيران محاولة إثارة الاضطرابات فى السعودية ودول الخليج العربية الغنية.
وقال روحانى الذى يتسلم مهام منصبه فى مطلع أغسطس إنه ملتزم "بالتخفيف المتبادل للتوتر" مع الدول الأخرى.
روحانى يلمح إلى أنه سيحقق التوازن بين مطالب المتشددين والإصلاحيين
السبت، 29 يونيو 2013 05:36 م
الرئيس الإيرانى حسن روحانى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة