"الأسوشيتدبرس": انهيار "مرسى" سيمثل نكسة كبرى لحركة حماس

قالت وكالة "الأسوشيتدبرس" الأمريكية، إن قوات الأمن المصرية شنت حملة شرسة لإحباط التهريب إلى غزة، مما أسفر عن نقص الوقود ومضاعفة أسعار البناء وإغلاق بعض مواقع البناء فى غزة، وذلك حيث شن الجيش المصرى حملة على شبه جزيرة سيناء قبل المظاهرات المزمع خروجها يوم الأحد المقبل، والتى ينظمها نشطاء بالمعارضة المصرية يحاولون خلع الرئيس المصرى محمد مرسى.

وأشارت الوكالة إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت هذه الحملة مؤقتة، أم أنها سياسة طويلة المدى من إجراءات أمنية مشددة تستهدف الحد من التهريب عبر الأنفاق التى تمر من مصر إلى غزة، وهو ما سيكون له تأثير مدمر على غزة التى تعتمد على المهربين منذ أن فرضت إسرائيل عليها حصارا حدوديا، فى أعقاب استحواذ الجماعة الإسلامية المسلحة "حماس" على السلطة فى 2006.

وأضافت الوكالة، أن حملة سيناء بدأت خلال الشهر الجارى، عندما أرسل الجيش المصرى قوات إضافية، وأنشأ العشرات من الحواجز فى المنطقة الصحراوية التى تمتد من قناة السويس إلى حدود غزة، ومن ثم لم تعد الشاحنات المصرية التى تحمل الأسمنت والحديد والوقود وغيرها من البضائع تصل إلى غزة، فيقول أبو خالد، 44 عاما، أحد أصحاب الأنفاق فى غزة: "لا شىء يمر عبر الأنفاق، فقد أصبحنا مثل البحيرات الجافة.. ونحن ندعو الله أن ينتهى ذلك فى وقت قريب".

وأشارت الوكالة إلى أن غزة لديها احتياطى محدود من الأسمنت والحديد وغيرها من المواد التى تستخدم فى البناء، وذلك لأن إسرائيل تحظر مثل تلك المواد خوفا من أن تستخدمها "حماس" فى الأغراض العسكرية.

وإثر الحملة الأمنية فى سيناء، ارتفع سعر الأسمنت للضعف، حيث وصل إلى 220 دولارا للطن، وهو ما أجبر أكثر من 200 موقع للبناء الخاص على التوقف. كما أن نقص الوقود المصرى رخيص الثمن أجبر أصحاب السيارات فى غزة على التزود بالوقود مرتفع السعر من الموردين الإسرائيليين.

وأضافت الصحيفة أن حكومة غزة تلتزم الصمت حتى الآن، حيث إن حماس وحزب الحرية والعدالة، الحاكم فى مصر، ينتميان لجماعة الإخوان المسلمين، ومن ثم فيبدو أن قيادات حماس مترددة فى زيادة متاعب مرسى من خلال الإفصاح بالشكوى.

ومن المعروف، وفقا للوكالة، أن الجيش المصرى حذر تجاه العلاقات الوثيقة بين مرسى وحركة حماس، وهو ما يعتبره تهديدا للأمن القومى. ويبدو أن الجيش ملتزم بأن يلعب دورا حيويا فى المعركة الجارية بين مرسى وخصومه، حيث يحاول كلا المعسكرين أن يحصل على دعمه. وبالطبع سوف تضعف حماس موقف مرسى إذا ما طلبت منه إنهاء الحملة الأمنية بسيناء الآن، فعن ذلك يقول محمود الزهار، القيادى بحركة حماس، إن الحركة مدركة لمشكلات مرسى المحلية: "ونحن منتظرون حتى تصبح الإدارة أكثر تماسكا واستقرارا قبل أن نرفع مطالبنا بنظام حدودى جديد".

وأشارت الصحيفة إلى أن انهيار حكومة مرسى سوف يمثل نكسة كبرى لحركة الإخوان المسلمين بصفة عامة، بما في ذلك حركة حماس. وذلك حيث إن الربيع العربى الذى جلب الإخوان المسلمين إلى السلطة فى مصر وتونس وليبيا كان قد خفف من العزلة السياسية التى تعانى منها حماس، خاصة وأن نظام مبارك الموالى للولايات المتحدة كان يساعد فى فرض الحصار على غزة رغم أنه كان يغض الطرف عن الأنفاق نظرا لتعاطف الشعب المصرى مع الفلسطينيين.

وأضافت الوكالة، أن آمال حماس فى تطبيع العلاقات الحدودية بين غزة ومصر فى أعقاب تولى الرئيس مرسى السلطة لم تتحقق. فبالرغم من أن الاتفاق على وقف إطلاق النيران بين غزة وإسرائيل، الذى تم برعاية مصرية، لإنهاء حرب الثمانية أيام فى نوفمبر الماضى اقتضى وضع اتفاقات حدودية جديدة فإن أى منها لم يتحقق حتى الآن.

وأشارت الوكالة إلى أن فتح الحدود مع غزة للتبادل التجارى يمثل انتهاكا للاتفاقيات الدولية السابقة، وهى خطوة تحتوى على مخاطرة لم يرغب مرسى أن يتخذها فى بداية رئاسته، بل قام فقط بتخفيف القيود على حركة سفر الأفراد، وسمح بنقل محدود لمواد البناء، المخصصة للمشروعات الكبرى التى تبنيها قطر بغزة، عبر الحدود.

وأضافت الوكالة، أن مسئولا كبيرا بالاستخبارات المصرية قال إن الحملة التى شنها الجيش سوف تستمر، وإن كان بمستوى أقل من المستوى الحالى، حتى إذا ما انتهت الأزمة السياسية بمصر. ولكنه أكد أن قرار إغلاق الأنفاق بالكامل لا يجب أن يأتى من الجيش بل يجب أن يكون بقرار من مرسى.