الطبيعى فى هذا الوقت من العام قبل رمضان بأيام ألا يتوقف العمل داخل بلاتوهات التصوير من أجل اللحاق بالموسم، لكن بلاتوهات صوت القاهرة للصوتيات والمرئيات، بعد أن كانت لا تتوقف عن العمل لحظة واحدة طوال أشهر العام، من أجل التحضير لمسلسلات وبرامج شهر رمضان الكريم، أصبحت مغلقة تمامًا ليس بها سوى العناكب على جدرانها تسكنها الأشباح فى عهد وزير الإعلام الحالى صلاح عبدالمقصود الذى سبق أن صرح للتليفزيون التركى بأنه لن ينفق على دراما رمضان لأنها حرام وتلهى المسلمين عن الشهر الكريم، الأمر الذى جعل المسلسلين الوحيدين اللذين أنتجتهما شركة صوت القاهرة فى عهده وهما «جداول»، للفنانة القديرة سهير رمزى، والمخرج عادل الأعصر، و«كش ملك» لمجدى كامل، والمخرج حسام عبدالرحمن، يتوقفان بعد أن صور مخرجا العملين ما يقرب من ثلث أحداثهما، مما أغضب صناع المسلسلين وجميع العاملين بصوت القاهرة ومنهم فريق عمل الإخراج والإنتاج وفنيى الصوت والإضاءة والكوافير والإكسسوار وغيرهم.
فبعد أن نجح سعد عباس، رئيس مجلس إدارة صوت القاهرة، فى تحريك المياه الراكدة داخل الشركة، وتشغيل العشرات من أبنائها من مخرجين ومصورين وفنيين وغيرهم فى هذين العملين، ودبر أقل الأموال لتوفير المتطلبات الأساسية التى يحتاجها أى عمل، ومنها تأجير لوكيشنات لبدء تصوير أعمال الشركة، حتى يمده بعد ذلك وزير الإعلام بالأموال اللازمة التى تتيح لهم استكمال التصوير، فوجئ عباس وجميع العاملين بالشركة بتجاهل الوزير لهم وعدم إمدادها بأى أموال فتوقف تصوير العملين تماما بعد أن أصبحا غير قادرين على توفير حتى ثمن وجبات العمال.
وقال عدد من العاملين بصوت القاهرة لـ«اليوم السابع»، إن وزير الإعلام أصبح يتعامل مع الشركة بأنها تقدم أعمالا للتسلية فقط، وأن هذا الوقت لا يجوز فيه الترفيه، وتناسى وتجاهل أهمية الدراما فى تثقيف الشعب المصرى، فضلا عن أن المئات من أبناء صوت القاهرة يعتمدون على دخلهم المادى من إنتاج الأعمال الدرامية التى تتولى الشركة إنتاجها فى موسم كل عام، متهمين الوزير الحالى بأنه خرب بيوتهم بعد أن توقف دخلهم عن هذه الصناعة.
ولم يختلف الأمر كثيرًا فى قطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى، فبعد أن كان كخلية النحل التى تعجز العين عن تحديد كم الموجودين به، أصبح فارغًا لايوجد به شخص واحد سوى رئيس القطاع عادل ثابت وفريق عمل مكتبه.
ويقول رئيس قطاع الإنتاج عادل ثابت لـ«اليوم السابع» إن القطاع سيكتفى بعرض 3 أعمال مؤجلة من العام الماضى خلال شهر رمضان المقبل على شاشات التليفزيون المصرى، وهى «ونيس والعباد وأحوال البلاد»، للنجم محمد صبحى، من تأليفه وإخراجه، ويشاركه البطولة سماح أنور ومها أبو عوف وجميل راتب وعايدة عبدالعزيز وسماح السعيد وخليل مرسى، و«أهل الهوى»، من بطولة فاروق الفيشاوى وإيمان البحر درويش، وإيمان سركسيان وسميرة عبدالعزيز، للكاتب الكبير محفوظ عبدالرحمن، ومن إخراج عمر عبدالعزيز، و«طيرى ياطيارة»، من بطولة بوسى ومصطفى فهمى، من تأليف فيفيان محمود وإخراج ضياء فهمى.
وأعرب رئيس قطاع الإنتاج عن حزنه الشديد لعدم تقديمه وإنتاجه لأعمال درامية جديدة هذا العام، بسبب الأزمة المالية الطاحنة التى يمر بها ماسبيرو بشكل عام وليس قطاع الإنتاج فحسب، مشيرًا إلى أن الدراما التليفزيونية ليست مسلسلات تقدم للتسلية فقط، ولكن هى كيان كامل تعتمد الآلاف من الأسر المصرية على دخلها منه، بالإضافة إلى دورها التثقيفى والتنويرى للمجتمع المصرى بأكمله، وقال ثابت إنه خاطب المسؤولين بالاتحاد منذ أشهر طويلة، بضرورة توفير التمويل اللازم للبدء فى التحضير للأعمال الدرامية التاريخية أو الدينية أيضا التى كانت مدرجة بالخطة والتى تحتاج إلى فترة طويلة من التحضير والمعاينات وتجهيز الملابس، إلا أن الأزمة المالية وقفت حائلاً دون تنفيذ هذه الأعمال، ومنها «شجرة الدر»، و«السادات بطل الحرب والسلام»، و«الأميرة ذات الهمة».
أما مدينة الإنتاج الإعلامى، وهى المؤسسة الحكومية الثالثة التابعة لوزارة الإعلام، والتى كانت من أكثر الهيئات الحكومية إنتاجًا للأعمال الدرامية، بل كانت هى المتحكمة فى أعمال السوق، فلم تنتج هذا العام كمنتج مباشر سوى «الركين»، لمحمود عبدالمغنى، من تأليف وإخراج جمال عبدالحميد، بالإضافة إلى عمل آخر كمنتج مشارك مع شركة كنج توت وهو «فرح ليلى»، للنجمة ليلى علوى.
وفى هذا الصدد، أعلن عدد كبير من نجوم الفن وصناع الدراما التليفزيونية استياءهم الشديد من تجاهل وزير الإعلام لصناعة الدراما التليفزيونية، ووصف الإنفاق عليها بالحرام، منهم الفنان القدير عزت العلايلى، والذى قال إن وزير الإعلام من المحال أن يستوعب قيمة وأهمية الدراما التليفزيوينة، لأنه قادم من جماعة لا تحب إلا ما تفعل، وهى لا تستطيع أن تعمل أو تقدم إبداعًا هادفًا، لافتا إلى أن الدراما التليفزيونية هى الضلع الرابع للحضارة، بل هى الثقافة التى نصدرها لجميع دول العالم، ونقدم أفكارنا للمشاهد من خلالها.
وعاب العلايلى على رئيس الجمهورية إتيانه بوزير للإعلام يشجع الدراما التركية، ويتجاهل المصرية، وهو ما فعله مع وزارة الثقافة، عندما أتى بوزير يجهل قيمة الفن والثقافة، بل أصبح الرئيس متشبثًا به عندما وجد أن جميع الفنانين والمبدعين يرفضونه.
واستنكر الفنان الكبير حسن يوسف، تصريحات عبدالمقصود، مشيرا إلى أن عدم إنفاق الوزير على الدراما حرام، وليس حلالا، لأنه بذلك يقطع رزق كثيرين يعتمدون على رواتبهم ودخلهم المادى هم وأسرهم من هذه الصناعة، وأضاف يوسف قائلاً: «عندما اجتمع الرئيس محمد مرسى بالفنانين بعد دعوته لهم، قال لهم «لا خوف على الفن والإبداع فى مصر»، «أكملوا إبداعكم، وأبدعوا كما تشاءون»، ثم أتى بوزير للإعلام يتجاهل تماما صناعة الدراما التليفزيونية، بل يمتنع عن إمداد هيئات الوزارة المتخصصة فى إنتاج الدراما بالأموال اللازمة مثل شركة صوت القاهرة وقطاع الإنتاج بالتليفزيون المصرى، والتى تتيح لهم الشروع فى صناعة أعمال جديدة.
واتفق الفنان أحمد بدير مع العلايلى ويوسف فى الرأى، وقال ساخرًا: يبدو أن الممثلات التركيات لاقين إعجاب وزير الإعلام، فقرر استيراد الدراما التركية، وامتنع عن الإنفاق على الدراما المصرية، متسائلاً: لا أعلم بأى منطق يفكر هذا الرجل؟ مشيرا إلى أن محاربة الوزير لصناعة الدراما التليفزيوينة هى محاربة للفن والإبداع وللحضارة المصرية بتاريخها العريق، بل إن الوزير بذلك يحارب الشعب المصرى بأكمله، وليس صناع الدراما فحسب.
واعتبرت النجمة إلهام شاهين، أن مثل هذه التصريحات عندما تأتى من وزير لإعلام مصر، وهى الدولة التى من المفترض أنها بلد حضارة الـ7 آلاف سنة، فهذا شىء يؤكد أن استمرار النظام الذى أتى بهذا الوزير هو استكمال لطمس الهوية الثقافية المصرية وتدمير للفكر المصرى، والعمل على تدمير الفن المصرى بكل أنواعه، معلقة «عليه العوض ومنه العوض على مصر» فى ظل وجود جماعة الإخوان واستمرارها فى الحكم.
وأكدت الفنانة المعتزلة آثار الحكيم، أن الدراما التليفزيونية هى التى تشكل مفاهيم ووجدان البشر، وهى التى تعرض مشاكلهم وطموحاتهم وآمالهم وأحزانهم، فهناك الملايين من أبناء القاهرة والأقاليم لا يجيدون القراءة والكتابة، ويكتسبون ثقافتهم من الأعمال الدرامية التى تعرض أمامهم على الشاشات التليفزيونية، مشيرة إلى أن ما يفعله وزير الإعلام كان متوقعًا، لأنه نابع من جماعة قامت بتغطية تمثال أم كلثوم وهى رمز الغناء فى مصر، متجاهلين قيمتها فهى الفنانة التى كرمتها دولة الصهاينة عندما أطلقت اسمها على أحد شوارعها، وهو نفس تصرف جماعة الإخوان تجاه تمثال طه حسين عندما حاولوا هدمه باعتبار أن تمثاله يُعد من الأصنام.
وأضافت الفنانة المعتزلة، أن ما يفعله وزير الإعلام ليس جديدًا على النظام الحاكم الذى أتى بوزير للثقافة يجهل قيمة الفنانين والمبدعين، بل يسعى للقضاء عليهم، فكل هؤلاء أتوا من فكر الإخوان المتخلف.
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن أبوالسعود
الأسلام هو الحل غصبن عن أعدائه
عدد الردود 0
بواسطة:
غريب
اجلسوا في البيوت يرحمكم الله
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ابوزيد
ارحمونا
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري مغترب
انا واحد من الشعب ومش عاوز اعلامكم ولا مسلسلاتكم
فوق