بعد انتهاء اعتصام ميدان "تقسيم"، من المؤكد أن تركيا، لن تكون كما كانت قبل بدء الاعتصام، الذى استمر قرابة العشرين يوميا، ورغم أن اسطنبول أعلنت أن ساحة "تقسيم" شهدت عودة الحياة شبه الطبيعية، فإن صحيفة "حريت" التركية، نشرت أن الحكومة تعتزم شراء 100 ألف قنبلة غازية و60 عربة مياه.
ونشرت الصحيفة ذاتها صورة الفنان "إردم جوندوز"، والذى بدأ بالوقوف صامتاً فى السادسة مساءً وسط ميدان "تقسيم" فى أعقاب عملية القمع الذى تعرض لها المتظاهرون فى الميدان، ما يعنى أن الأمر لم ينته بعد، بخاصة وأن قوات الشرطة التركية استخدمت 130 ألف قنبلة غاز مسيل للدموع خلال الـ20 يوماً الماضية، من أجل تفريق المتظاهرين.
من جانب آخر، وعقب فض الاعتصام، نرصد مواقف عدد من رموز المعارضة السورية، والذين يناهضون النظام السورى ويقاومون استبداد الرئيس السورى، بشار الأسد، فى حين دافعوا عن نظام رجب طيب أردوغان؛ مبررين استخدام العنف، بحجة أن المظاهرات نتاج مؤامرات خارجية وأيد تعبث بأمن تركيا! الحجج ذاتها التى تهكمت عليها المعارضة السورية حين ساقها النظام السورى.
حيث اعتبر المفكر الفلسطينى السورى المعارض، سلامة كيلة، أن "تركيا دولة ديمقراطية وأحداث تقسيم مفاجئة"، متوقعا أن تشهد إيران، التى وصفها بالاستبدادية، احتجاجات أعنف، وواقعيا، شهدت إيران تحولا ناعما فى تداول السلطة، عبر الانتخابات التى أزاحت المحافظين وأتت بزعيم تيار الإصلاح، حسن روحانى، وهو ما أسمته صحيفة الأخبار اللبنانية بـ"ربيع إيران الهادئ"، فيما اعتبر نائب الرئيس السورى السابق، عبد الحليم خدام، الاحتجاجات التركية، "صناعة جهات خارجية قبل أن تستثمرها قوى محلية معارضة".
فى حواره مع الدورية الفلسطينية "فصل المقال"، قال سلامة كيلة: "ما حدث فى تركيا مفاجئ للجميع، كان التوقع أن تنفجر المظاهرات فى بلدان تعيش أزمة اقتصادية حقيقية مثل اليونان أو إيطاليا، خصوصا وأن تركيا وفى السنوات الأخيرة شهدت تحسنا فى الوضع الاقتصادى وخصوصا بعد صعود حزب العدالة والتنمية، بالذات بعد الانفتاح التركى على الشرق بعدما تم رفضها غربيا، فبدأ ميل تركى- أردوغانى للسيطرة على السوق الاقتصادية فى الشرق وتصبح تركيا قوة اقتصادية عالمية".
وعن مآل الحركة الاحتجاجية الحالية فى تركيا، قال كيلة: "إن الأمور غير واضحة حتى الآن، وهى تختلف عن الدول العربية، كون تركيا وبالرغم عن بعض الممارسات إلا أنها دولة ديمقراطية ويوجد بها مؤسسات"، معتبرا أن الرئيس أردوغان قد يقوم ببعض التنازلات والإصلاحات بهدف تنفيس الشارع، إضافة إلى أنه يوجد فى تركيا العديد من الأحزاب الفاعلة أيضا، وحتى الآن لم يتبلور توجه واضح إلى أين ستتجه هذه الاحتجاجات، واختتم المفكر سلامة كيلة حديثه بالتوقع "أن إيران البلد القادم الذى سيشهد احتجاجات اجتماعية، خصوصا أن هنالك نظاما استبداديا" على حد وصف كيلة.
بدوره، قال نائب الرئيس السورى السابق، عبد الحليم خدام، "إن الأحداث فى اسطنبول مرتبطة بما يجرى فى سوريا، لكن تركيا غير جاهزة لفتح جبهة مع سوريا حاليا بحكم أن أى قرار تركى بهذا المجال يحتاج إلى الحلف الأطلسى ودعمه"، معتبرا أن أى قرار تركى فى هذا الصدد للرد على سوريا "ليس بالقرار السهل".
وأشار خدام، فى الندوة الإلكترونية التى نظمها السبت الماضى بمركز الدراسات العربى- الأوروبى، ومقره باريس، وأديرت حواراتها من عمان، إلى "أن تلك الاحتجاجات من صناعة جهات خارجية قبل أن تستثمرها قوى محلية معارضة"، مؤكدا قدرة الحكومة التركية على تجاوز الأزمة، مستبعدا أن تتحول المظاهرات إلى "ربيع تركى" على غرار الربيع العربى.
وحسب تقرير لوكالة "رويترز" للأنباء، فإن لينا الشامى، وهى ناشطة بارزة فرت من دمشق إلى اسطنبول قبل عدة أسابيع فقط، أبدت اعتراضها على مقارنة الليبراليين فى تركيا بين احتجاجاتهم فى ميدان تقسيم وبين العرب الذين عانوا من الاستبداد.
وقالت: "لم أتمالك نفسى وابتسمت حين رأيت الشرطة وهى تطلق مدافع المياه على المتظاهرين فى تقسيم، وكان ذلك إنعاشاً لهم من حرارة الصيف ورأيتهم يحتفلون ليلاً.. لو كان هذا نظام الأسد لقتلت قواته المئات إن لم يكن الآلاف فى تقسيم".
وتابعت: "أشعر بالقلق فى حالة إجبار أردوغان على التنحى لأنه فتح الباب أمام اللاجئين السوريين، وتخشى أن يحدث عكس ذلك فى حالة الإطاحة به، وأردفت: "بدأنا نخاف أن يحدث رد فعل عكسى تجاه اللاجئين السوريين فى حالة إجبار أردوغان على التنحى".
بعد فض اعتصام "تقسيم".. معارضو ديكتاتورية الأسد يؤيدون استبداد أردوغان.. "خدام": الاحتجاجات صناعة خارجية استثمرتها قوى محلية معارضة.. و"كيلة": تركيا ديمقراطية والحدث مفاجئ وسينتقل لإيران الاستبدادية
الخميس، 20 يونيو 2013 05:08 ص
مظاهرات بميدان تقسيم
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد أبو وردة
هل فعلا الأسد حيكتاتور؟
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الشربينى
الى رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد عبد الرحمن
تعليق 1
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد عبد الرحمن
من يتحدثون عن ديكتاتورية أردوغان هم من أشد أنصار ديكتاتورية الأقلية
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد
رد على تعليق رقم 1 خالد ابو وردة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
الى رقم 1
عدد الردود 0
بواسطة:
خالد أبو وردة
ردا على معارضي الأسد
عدد الردود 0
بواسطة:
مجدي
المبادئ ما تتجزأش
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد الشربينى
7-خالد ابو وردة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
ردا على التعليقات