كشف الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور، أن اللواء عمر سليمان كان يفكر فى تعيينه رئيساً للوزراء فى حال فوزه فى انتخابات الرئاسة، مضيفا: أنه شعر بأنه أدى دوره حين سمع بيان تنحى الرئيس حسنى مبارك، لافتا إلى أن أكبر خطأ ارتكبه مبارك هو التوريث، لأنه من المواضيع التى فاقمت غضب الناس ودفعتهم إلى المطالبة بإسقاط النظام.
ودعا البرادعى فى الحلقة الثالثة من حواره لصحيفة "الحياة اللندنية" اليوم الخميس، إلى احتضان ملايين المصريين الذين كانوا أعضاء فى الحزب الوطنى فى عهد مبارك مع محاكمة من ارتكبوا جرائم معتبرا أن كلمة "فلول" صارت من الماضى.
وذكر البرادعى أنه التقى الرئيس محمد مرسى على مدى ساعة.. وقال "تحدثت إليه بصراحة ويئست منه"، معتبراً أن استدراج المعارضة إلى الحوار بهدف التقاط صورة معها يعتبر نوعاً من الخديعة.
وفيما يلى نص الحوار..
◄ فى رأيك، أبرز خطأ ارتكبه مبارك هو ملف التوريث أم تزوير الانتخابات الأخيرة؟
◄ أعتقد بأن أكثر شىء أغضب الناس هو ملف التوريث الذى حوّل مصر إلى ملكية، ولم يكتف أنه استمر فى الحكم 30 عاماً، لكن أراد توريث نجله الذى لم يكن محبوباً كذلك، ملف التوريث هو أكثر ما أغضب الناس.
◄ عمرو موسى قال لى إنه سمع حسنى مبارك يردد حين علم بتولى بشار الأسد السلطة، إن ما يصح فى سورية لا يصح فى مصر.
◄لا أعلم، هل كان فعلاً يتجه إلى التوريث، تصورى أن جمال مبارك ووالدته كانا وراء التوريث الذى اعتبره الشرارة.
◄ أعود إلى يناير، متى نزلت إلى ميدان التحرير؟
◄ فى 28 يناير، يوم "جمعة الغضب"، وفى ميدان الجيزة وجهت إلى خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع، أعتقد بأن ذلك كان لتخويف المتظاهرين، فإذا ضُرِب شخص فى سنّى ومركزى، ماذا عن باقى المتظاهرين؟ لم يدركوا أنه فى هذا اليوم كان حاجز الخوف كُسِر إلى غير رجعة، اليوم عندنا 90 مليوناً يقولون نحن أحرار ولكن لا يعرفون ماذا يفعلون بحريتهم، إنما فى ميدان التحرير حين تنظر فى عيون الشباب تجد الثقة بالنفس والفرحة، مثل تحرير العبيد، حتى ولو أنه فقير لا يجد قوت يومه، فهو أصبح حراً، وهذا لن يستطيع أحد سلبه حريته مجدداً، لا "الإخوان" ولا المجلس العسكرى، لذلك تجد الغضبة ضد "الإخوان "، فحين تحاول أن تقمعنى لا يمكن أن أعود إلى البوتقة التى وضعتَنى فيها.
◄ إنما السؤال كيف أنظم هذه العملية، فهذه الحرية تقابلها مسئولية كذلك وللديموقراطية معانى العمل الجماعى وإنكار الذات، كل ذلك سيأخذ وقتاً، لكن ما أريده هو أن نضع أنفسنا على الطريق السليم، وهنا الخطأ الأساسى، فلن نجد الخلاص إلا بوضع دستور يشمل الجميع ويعيش تحت مظلته الجميع، دستور جامع شامل يطمئن القبطى والبهائى والمسلم والشيعى، الأمر الآخر هو المصالحة الوطنية، لا بد من أن نتصالح مع ما يطلق عليه النظام السابق باستثناء من ارتكب جرائم، وحان الوقت كى ننظر إلى الأمام، وقواعد الحزب الوطنى التى بلغت 3 ملايين شخصا لا أظل أقصيها إلى الأبد.
◄ ألا تستخدم كلمة "فلول"؟
◄ "فلول" باتت من الماضى، كلمة كانت تعنى أتباع نظام قديم عزلت قياداته فى الدستور الجديد، ولكن كان هناك 3 ملايين عضو فى الحزب، والحزب الحاكم فى الدول العربية كما تعرف، ينضم إليه الناس كى ينالوا بطاقة عضوية تسهّل لهم مثلاً الحصول على سماد أو وظيفة، أى أنه ليس هناك أيديولوجيا ولا انتماء سياسى.. لا بد من أن نحتضن هؤلاء ونتقدم سوياً، لا أستطيع القول هذا نظام قديم وهذا جديد، هذا شيعى وهذا سنّى، هذا مشروع إسلامى وهذا مسيحى، البلد يتفكك بهذه الطريقة، أكثر شىء يخيفنى هو غياب المؤسسات وغياب التماسك الاجتماعى.
◄ أتدعو إلى احتواء من كانوا أنصار مبارك، ومحاكمة من ارتكبوا جرائم؟
◄ طبعاً، محاكمة من ارتكبوا جرائم والباقون أحتويهم وأنظر إلى المستقبل، ذهبت إلى جنوب أفريقيا، ورأيت نظام الفصل العنصرى، وكيف قال رئيس الوزراء إن السود برابرة، رداً على سؤال هل يتصور إمكان مشاركتهم فى الديموقراطية، رأيت كيف أن المطاعم تفرّق بين السود والبيض، وكان دمى يغلى بسبب نظام الفصل العنصرى، والتقيت الرئيس زوما بعدها، وقلت له ما فعلتموه عظيم، أن يكون لديكم هذا النوع من التسامح النفس، أن يمدوا أيديهم لـ 4 ملايين عاملوهم كعبيد وأسوأ، صحيح أنه ما زال هناك انعدام ثقة، لكنهم يعيشون سوياً، واعتمدوا على الملايين الأربعة لأنهم هم المتعلّمون، مانديلا ترك وزير المال أيام حكم التمييز العنصرى لمدة 10 سنين أخرى فى الوزارة لأنه كان مصدر ثقة لدى المؤسسات والغرب، كان هناك عقل وتسامح.
◄ بين 28 يناير و11 فبراير، هل تريد أن تقول شيئاً؟
◄كان الشباب يأتون إلى، كان دورى الاتصال بالإعلام الخارجى والتواصل معهم فى ميدان التحرير، منهم 9 أتوا إلى منزلى فى 5 فبراير 2011، وهم أطباء ومهندسون، كانوا مساكين يأتون من الميدان للتشاور حول التحرك المستقبلى وكيف نتصرف فى شأن المحادثات مع عمر سليمان، أحضرت لهم زوجتى عايدة كباب وأخذوه معهم، وغادروا بسيارتين، ووقفوا فى شارع قريب ليأكلوا فاعتقلوا، وظلوا فى سيارة الشرطة 18 ساعة معصوبى العيون ومكتوفى الأيدى، يومها قال أحمد شفيق وكان رئيساً للوزراء، إنه لا يوجد أى معتقل باستثناء «بعض الذين كانوا فى منزل شخص يسبب مصدر قلق لنا وتتعقبه أجهزة الأمن»، لذلك حين ترشح شفيق لرئاسة الجمهورية قلت يجب أن يكون هناك نوع من الحياء، وهو رد علىّ، أنا لا أنسى ذلك، وسرت إشاعة فى ذلك الوقت بأننى كنت قيد الإقامة الجبرية، كان ذلك جزءاً من عملية التشويش والتخويف، وتلقيت اتصالات من الخارج، من رؤساء دول وناس أعرفهم للاطمئنان على،. حتى يوم 11 فبراير، حين سمعت عمر سليمان عبر التلفزيون يقول إن مبارك تنحّى والله الموفق والمستعان، شعرت بأننى إنسان أدى مهمته فى الحياة، حين حصلت على جائزة نوبل كانت مفاجأة وفرحة، لكنها على المستوى الشخصى، هذه المرة كانت الفرحة عامة، على مستوى وطن عشت فيه ورأيت كيف أن الإنسان فيه أخذ أقل بكثير مما يستحقه كإنسان.
بعد ذلك، هناك من قال إنه كان على أن أنزل إلى الميدان كى أعلن نفسى رئيساً للثورة، هذا لم يكن من طبيعتى ولا هدفى، كان هدفى أن تندلع الثورة لا أن أصبح رئيساً للجمهورية، هناك من كتب وقال كنا نود أن نرى جيفارا أو غاندى، هذا صحيح، وأنا لست جيفارا ولا غاندى، كان هدفى أن أرى التغيير.
◄ 25 يناير 2011، من الأيام المهمة فى حياتك، كيف يكون شعور شخص مثلك عاش طويلاً فى الخارج، ولديه قناعات ديموقراطية ولا يتحدث باللغة الشعبوية الحماسية العصبية، حين ينزل وسط الجماهير فى ميدان التحرير؟
◄كان شعوراً جميلاً، وعند نزولى إلى الشارع كنت أجد حولى ثلاثمئة إلى أربعمئة شاب يضطلعون بحمايتى، كنت أشعر بأن هذا الشباب هو المستقبل، لكننى غير معتاد على التواجد وسط الحشود، لذلك أتعرض لكثير من الانتقادات، لأننى لا أنزل إلى الميادين، أرى أن هذا ليس دورى، أنا أتولّى دور التخطيط والتعامل مع الجانبين السياسى والإعلامى، وليس دورى أن أكون كل أسبوع داخل الميدان وأردد الهتافات، كنت أنزل قبل الثورة وفى 2010، ويُحسَب للنظام السابق أنه تركنا ننزل إلى الشارع، فنزلت إلى المنصورة (دلتا النيل) والفيوم (جنوب القاهرة)، وشاركت فى إحياء الذكرى الأولى لمقتل الشاب الإسكندرانى خالد سعيد (شهيد الطوارئ)، وكانت هذه المرة الأولى التى أرى فيها الأمن المركزى، كنا سنزور والدته وأخته، ونساهم فى وقفة صامتة، ولكن فوجئنا بوجود حوالى عشرة آلاف جندى، كما لو كنا سندخل حرباً، وهذا ما أكد لى أن نظام مبارك تحول إلى نظام أمنى، منذ هذا الوقت بدأ كسر «حاجز الخوف»، وكنت أرى أن النظام يتهاوى، أما «الإخوان» فبعدما كانوا يعملون معنا، ويرون أننى وما أمثله نشكل بديلاً مختلفاً، انقسموا بعد الثورة وتجنّبونى ومن يعمل معى، وللأسف الشباب والنخب السياسية التى كانت تعيش ثقافة مبارك انقسموا، خلافات وانقسامات لا تحديد رؤية للمصلحة الوطنية، ما أدى إلى أن يكسب «الإخوان المسلمون» الذين يعتمدون على السمع والطاعة والتنظيم، والذين تواصلوا مع الجميع بدءاً من عمر سليمان والمجلس العسكرى واستعملوا كل أدوات الضغط والإرهاب لكى يصلوا إلى تعديلات دستورية تناسبهم وانتخابات مبكرة، حصلوا على غالبية فى البرلمان، بالتالى شكلوا الجمعية التأسيسية ووضعوا دستوراً مشوّهاً، اعتمدوا فى كل الاستحقاقات على حمل الراية الخضراء للشريعة الإسلامية، مع شعب جزء كبير منه غير مثقف، الشعب كان يريد شيئاً آخرا غير النخبة الحاكمة فى عهد مبارك، وكان «الإخوان» يقدمون له حلم تطبيق الشريعة، طوال سنوات كانوا يقدمون مساعدات إنسانية داخل المساجد، خدمات طبية مثلاً، وكانوا قريبين من الفقراء، ومن الطبيعى أن يحصلوا على هذه الغالبية فى وقت لم تكن الأحزاب نظمت صفوفها.
◄ هل هناك محاولة لـ «أخونة» المؤسسات المصرية؟
◄الأمر الذى يثير الضحك، أن أحمد شفيق عندما ترشح للرئاسة، أعلن أنه يود أن أكون مستشاراً للدولة بدرجة رئيس وزراء، فرفضت، لأن الخلاف ليس خلافاً شخصياً، وعمر سليمان يوم إعلانه الترشح للرئاسة هاتفنى مدير مكتبه ونقل إلى رغبة سليمان فى لقائى، فوجئت وقلت له إننى أغادر القاهرة لأيام عدة، وعندما عدت كان أستبعِد من قوائم المرشحين.
◄ عملياً، شفيق طلب رئاستك للوزراء؟
◄ نعم وأعلن هذا عبر التلفاز، بعدها طلب مقابلتى لكننى رفضت، ليس بسبب شخصه وإنما لما يمثله باعتباره جزءاً من النظام القديم.
◄ لم ترَ شفيق ولم ترَ عمر سليمان؟
◄ لم أرَ عمر سليمان بعد الثورة، رأيته فى عهد مبارك، لكن مدير مكتبه ووسطاء نقلوا إلىّ
رغبته فى أن أكون رئيساً للوزراء، فى حال انتخابه رئيساً.
◄ ألم يعرض عليك مرسى أى منصب؟
◄ لم يعرض أى شىء، وما نُشِر فى كل الصحف قبل انتخابه، أنه إذا انتُخِب فسيقوم بتعيينى رئيساً للوزراء وهذا لم يحدث، ولم أتلقَ أى اتصال من أى شخص من "الإخوان المسلمين"، بعض الشباب قالوا لى هل تقبل هذا المنصب، فقلت لا أريد مجرد وظيفة، لم يتصل بى مرسى إطلاقاً، ولم أرَه إلا مرتين، إحداهما فى عشاء اجتماعى قبل انتخابه، وكان لا يزال رئيساً لحزب الحرية والعدالة، وفى المرة الثانية، بعد الثورة، دعانى إلى القصر الجمهورى، جلست معه ساعة، وفى هذه الجلسة يئستُ منه.
◄ ماذا حدث فى هذه الجلسة؟
◄ حين كنت فى البرازيل، قالوا يريدون اجتماعاً يضم إلى جانبى: عمرو موسى وعبدالمنعم أبو الفتوح وحمدين صباحى، لكننى أصررت على ضرورة أن يكون الاجتماع منفرداً، كى أستطيع أن أتحدث بحرية، وعندما عدت التقيت مرسى، وقلت له: يجب أن تجيب عن سؤال أساسى: هل أنت ممثل لجماعة «الإخوان» أم رئيس لمصر؟ كما يجب أن يكون لمصر دستور توافقى، وأن تجمع شمل الشعب وتركز على الاقتصاد، فهذا هو ما يريده الشعب المصرى اليوم، وطالبته بإرجاء عملية تمرير الدستور حتى تهدأ الأوضاع وينتهى الاستقطاب بين الإسلاميين والقوى المدنية، وشددت على ضرورة أن يمد يداً للشعب، وعرضت عليه استعدادى للمساعدة فى أى أمر فى الداخل أو الخارج، من خارج أى إطار رسمى، قال لى أنت لديك رقم هاتفى الجوّال الذى لم يتم تغييره، هاتفنى فى أى وقت عقب صلاة الفجر، أكون مستيقظاً، وسنتواصل، بعدها أصدر الإعلان الدستورى الذى أطاح كل شىء، وكان ذلك بالنسبة إلىّ خديعة، لأنك لو أردت فعلاً أن تتعامل معنا كشركاء، كان يجب أن تعرض على أن لديك مشكلة مع القضاء مثلاً، مع المجلس التشريعى، أو الجمعية التأسيسية، لكن أن أجلس معك ساعة وأعرض عليك أنا ومن يعمل معى المساعدة ومن دون مقابل ومن خارج أى إطار رسمى، ثم تصدر الإعلان الدستورى من دون حتى أن تعطينى أى إشارة لكى أشاركك، ممكن أن تطرح رأيى جانباً ولا تأخذ به، لكن لا أجلس معك وبعدها اكتشف أنك تريد أن تسيطر على كل مفاصل الدولة، وتقول لنا أنا ربكم الأعلى، بعد تلك المقابلة شعرت بغياب المصداقية والأمانة.
◄ ولم ترَه منذ ذلك الوقت؟
◄ لم أرَه، ورفضت حضور كل الحوارات التى دعا إليها، لأننى أعلم من اتصالات خارجية أنه مثلاً للحصول على قرض صندوق النقد الدولى، أحد شروطه وجود توافق، وكان مرسى محتاجاً إلى هذه الصورة مع المعارضة، حتى يقال إن هناك توافقاً اجتماعياً، لكننى لم أكن مستعداً لأن أعطيه هذه الصورة فى غياب توافق اجتماعى، بعد تمرير الدستور فى 48 ساعة، وعلى رغم ذلك يدعونا إلى الحديث، أنا أشبّهه بإسرائيل عندما تدشن بناء مستوطنات ثم تقول إنها مستعدة للحديث، نتحدث عن ماذا؟ مثل شخص يقول لك لنتقاسم الفدية لكنه يأكلها طوال النهار، يصغِّر حصتك.. بالتالى لم نذهب إلى الحوارات الوطنية التى أشبّهها بالحوارات أيام الاتحاد السوفيتى، عندما كان يحضر حوالى مئة شخص يجلسون، ويجلس هو فى آخر الطاولة، ويعلن فى آخر الاجتماع أن الرفاق قرروا التأييد التام للرفيق محمد مرسى، هذا ليس حواراً، أريد حواراً لا يكون على التلفاز أو علنياً، الحوار يجب ألا يزيد على شخصين أو ثلاثة، يتحدثون وتطرح البدائل، هذه عملية لا تدل على فهم للإدارة الحديثة، فعقلية «الإخوان» ما زالت تعيش فى خمسينات القرن العشرين وستيناته.
◄ وهل هناك خطر أن تعيش مصر ثلاثين سنة فى ظل حكم «الإخوان» مثلما حدث فى إيران؟
◄ لا أعتقد، وهذا هو الخوف لأن الإسلام بدأ فى إيران معتدلاً مع أبى الحسن بنى صدر، وانتهى بتطرف، فى أفغانستان الوضع ذاته، الخوف أنك تنتهى بالتطرف ليس فقط باستمرار «الإخوان»، فالجماعات الإسلامية الموجودة فى مصر تعتبرهم خارجين عن الشريعة، وأنهم «الكفرة الجدد»، الخوف يبدأ عندما تتكلم عمن يتحدث باسم الله، ستجد دائماً مَن يزايد عليك، وهو ما ينتهى إلى تطرف غير عقلانى، يصل إلى تدمير المجتمع.
◄ هل تريد دولة مدنية؟
◄ما مفهوم الدولة المدنية؟ كل هذه مصطلحات أدخلتنا فى اشتباكات، بمعنى يقول: ليبرالى، علمانى، ليبرالى مثلاً له اسم ووضع مختلف عن أميركا، مصطلح علمانى ليس له مفهوم، ظللنا نتحدث عن مصطلحات عجيبة الشأن، ومنذ عهد الملكية فى مصر ينص دستور 1923 على أن مصر دولة دينها الرسمى الإسلام، بعدها فى العام 1971 نص الدستور على أن الإسلام هو المصدر الرئيسى للتشريع، وجاء الرئيس المؤمن أنور السادات، وفى 1980 أكدت المحكمة الدستورية أن الإسلام هو الأحكام القطعية الدلالة القطعية الثبوت، والاجتهاد حتى يتناسب الدين مع كل الأزمنة والعصور، لم يكن هناك أى خلاف حول مبدأ الإسلام مصدراً للتشريع، خلقنا مشكلة لم تكن موجودة، وأدخلنا فى الدستور الجديد دوراً استشارياً للأزهر، إضافة إلى اعتماد المبادئ المطبقة عند أهل السنّة والجماعة، فى المادة 219 من الدستور الجديد، دخلنا فى مسألة قد تضع «فيتو» من المؤسسات الدينية على السلطة القضائية.. نتحدث عن دولة مدنية، لأننا نخشى أن نقول علمانية، وهذا مصطلح غير مفهوم فى مصر، رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان جاء إلى مصر، وكان «الإخوان المسلمون» فى حالة انبهار وفرحة وتبشير بالنموذج التركى كدولة إسلامية متقدمة، حتى خرج عبر التلفاز، وقال لهم: أنا رئيس وزراء مسلم فى دولة علمانية، ما أصابهم بصدمة، فخرج (نائب رئيس حزب الإخوان) عصام العريان ليبرر ذلك بخطأ فى الترجمة، بعدها لم يذهبوا لوداع أردوغان فى المطار، الدول التى تقول إن الإسلام هو المصدر الرئيسى للتشريع هى ثلاث فقط: إيران والسودان ومصر، على رغم أن لدينا 52 دولة إسلامية، وفى النهاية مَن الذى يحقق مقاصد الإسلام؟ الشيخ رفاعة الطهطاوى كان قال بعد زيارته فرنسا: «رأيت إسلاماً بغير مسلمين، وفى مصر رأيت مسلمين بغير إسلام».
◄ وصول «الإخوان» إلى السلطة هل زاد شعور الأقباط بالتهميش؟
◄ بالطبع اليوم لدينا أكبر عدد من المهاجرين من الأقباط، هناك تخوف بسبب التعصب ضدهم، وهذا كان موجوداً منذ عهد حسنى مبارك، لكننا لم نعالج المشكلة، اختلفت مع مرسى عندما قال فى إحدى مقابلاته التلفزيونية: ليست لدينا أقليات، فرددت عليه: أنت لا تفهم معنى الأقليات، مصطلح الأقليات ليس شتيمة، إنما أهم شىء فى أى ديموقراطية هو حماية الأقلية من طغيان الغالبية، كنا دائماً نقول فى إطار الغوغائية فى عالمنا العربى، إننا نسيج وطنى واحد كالقماشة الواحدة، ونقتل بعضنا بعضاً فى المساء.
الأقباط يشعرون بالتهميش، وكذلك المرأة، فى البرلمان الأخير كانت نسبة تمثيل الأقباط نحو 1 فى المئة، 2 فى المئة سيدات، ويجب أن تعترف بالمشكلة، كل إنسان يجب أن يشعر بأنه ممثل، أن يكون النوبى ممثلاً وكذلك السيناوى والقبطى والسيدات المهمشات.
◄ هل تعتقد بأن مرسى لن يكمل ولايته؟
◄من الصعب أن أرى مرسى يستكمل ولايته، مع استمراره بالسياسة والمنهج اللذين يسير عليهما، هو يعتمد سياسة اللاسياسة، سياسة غياب الرؤية، اليوم، الاقتصاد المصرى يعانى انهياراً تاماً، وما أسمعه من كبار الخبراء الاقتصاديين أن البلد على وشك الإفلاس، لا توجد أموال، وكل مؤشرات الاقتصاد فى تراجع، التقيت وفد صندوق النقد الدولى قبل نحو شهر، وقالوا نمنح القرض فى حال تأكدنا من تحسن الاقتصاد، حتى لا تعود الجهة نفسها لطلب قرض جديد، وإذا تأكدنا من القدرة على رد أموال القرض، لا بد من أن تكون لديك سياسات تعطى الصندوق طمأنينة إلى كونك على الطريق الصحيح.
◄ هل يعتمد «الإخوان» على الأموال القطرية؟
◄ لا يمكن الاعتماد على قطر، كان هناك وعدٌ بمنح مصر قروضاً تقدر بـ 12 بليون دولار، مقسّمة على 4.8 بليون من صندوق النقد، ومعها أموال من أميركا وأوروبا والخليج، وكلها مرتبطة بالتوقيع على قرض صندوق النقد، المشكلة بالنسبة إلى «الإخوان المسلمين» أن من الضرورى تنفيذ سياسات تقشفية ستزيد الأمور صعوبة على الشعب، ستزيد الأسعار ويرفَع الدعم، وهو (مرسى) يخشى تنفيذ هذه السياسات قبل الانتخابات البرلمانية، لأنها ستزيد الغضب الشعبى ضده، لذلك نحن فى مأزق اقتصادى، ولكن، بصرف النظر عن الأموال التى ستأتى، كيف يأتى المستثمرون إلى مصر فى ظل تدهور الأمن وغياب المؤسسات؟ المسئولون يخشون التوقيع على أوراق، أحد المستثمرين قال لى: ذهبت للتوقيع على عقد لتنفيذ مصفاة للبترول، لكن الوزير طلب عودتى بعد 5 فبراير، فسألته لماذا؟ رد بأنه سيغادر منصبه فى 4 فبراير، لا مسئول على استعداد للتوقيع على أوراق، لا توجد لديك يد عاملة مدربة، فبدأوا العمل فى أشياء ليس لها معنى، طرحوا علينا الصكوك الإسلامية، أدخلونا فى معضلة لا نفهمها، الاقتصاد منهار تماماً والأمن كذلك، نتحدث منذ الثورة عن ضرورة هيكلة وزارة الداخلية لكى تنحاز إلى الشعب وليس إلى النظام، هوية الوزارة حتى الآن غير معروفة، والقمع الذى تمارسه هو ذاته الذى كان يحدث فى عهد مبارك، النيابة العامة أيضاً حولها علامات استفهام، لأن النائب العام عيّنه محمد مرسى فى إطار الإعلان الدستورى.
أنا أرى فى حركة «تمرد» وتظاهرات 30 يونيو محطة بالغة الأهمية لوقف الانحدار الذى نعيشه،أهم شىء هو فى حال كان لديهم 15 أو20 مليون توقيع، طلب سحب الثقة وانتخابات رئاسية مبكرة، لا أتصور أن يستمر البلد على هذا النحو، ما لم يحدث تغيير جذرى فى سياساته.
البرادعى: عمر سليمان كان يفكر فى تعيينى رئيساً للوزراء.. وكلمة فلول صارت ماضيا لابد مِن احتضان مَن لم يرتكبوا جرائم.. التقيت مرسى فى القصر وصارحته ولكن يئست منه
الخميس، 20 يونيو 2013 05:34 ص
البرادعى
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmed
سياسات الانتقام والتخوين والتكفير لا تبنى وطن
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى
عايزين اللجان الاكترونيه (بتاعت الاخوان ) تبدأ شغلتها
فوق
عدد الردود 0
بواسطة:
Abdilmalik
ﻳﺴﺘﻤﺮ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻋ
عدد الردود 0
بواسطة:
أحمد سعيد المصرى
البرادعى يكفر بالديموقراطية
عدد الردود 0
بواسطة:
علاء المحاسب
الى البردعى
عشم إبليس فى الجنة
عدد الردود 0
بواسطة:
مصراوي
مش عاجبني الحال
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العزيز
عمر سليمان يرشح البرادعي رئيساً للوزراء و أوباما يطلب من مبارك تسليمه السلط؟؟؟؟؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
مش هتقدر تشوة صورة مرسي لأنة مصري ووطني
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد عبد العزيز
حسب اليوم السابع أوباما طلب من مبارك تسليم السلطة للبرادعي.
عدد الردود 0
بواسطة:
هانى بيومى
البرادعى .. ضمير الثورة و ضمير مصر