رويترز: حزب الله يُغير ميزان القوى فى سوريا.. ومشاركته فى القتال بجانب قوات الأسد حول الحرب لصراع طائفى.. ومسئول أمريكى يؤكد: واشنطن ستحدد موقفها من تسليح العارضة هذا الأسبوع

الأربعاء، 12 يونيو 2013 05:18 م
رويترز: حزب الله يُغير ميزان القوى فى سوريا.. ومشاركته فى القتال بجانب قوات الأسد حول الحرب لصراع طائفى.. ومسئول أمريكى يؤكد: واشنطن ستحدد موقفها من تسليح العارضة هذا الأسبوع الاشتباكات فى سوريا
بيروت (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعتبر اللبنانيون منذ زمن طويل حزب الله دولة داخل الدولة.. لكن عندما وجدوه يشارك فى عملية عسكرية فى سوريا ويتبع ممارسات عنيفة فى شوارع بيروت أصبحوا يشعرون بأنهم أسرى لأهداف إقليمية تسعى الجماعة لتحقيقها.

فبعد دقائق من وصول متظاهرين عزل إلى السفارة الإيرانية فى بيروت يوم الأحد، احتجاجاً على دعم إيران وحزب الله للنظام السورى طوق مقاتلون من جماعة حزب الله المبنى وأوسعوا المحتجين ضربا بالعصى وأطلقوا الأعيرة الحية، مما أسفر عن سقوط قتيل.

هذه المظاهرة الصغيرة التى نظمها حشد مناهض لحزب الله أظهرت أن هذه الجماعة التى تسلحها إيران وتمولها ليست مستعدة للتغاضى عن أى تهديد مهما كان حجمه.

يأتى هذا بعد أن زاد حزب الله بشدة من انخراطه فى الصراع السورى الدائر منذ عامين وساعد قوات موالية للرئيس بشار الأسد على استرداد بلدة القصير الحدودية.

وربما يكون انخراط حزب الله فى الحرب السورية قد حول الحرب إلى صراع طائفى يحارب فيه الأسد وطائفته العلوية معارضين أغلبهم من السنة ومنهم مقاتلون من تنظيم القاعدة يحاربون تحت لواء جبهة النصرة.

كما احتشدت قوى غربية وتركيا وراء مقاتلى المعارضة رغم قلقها إزاء وجود متشددين إسلاميين بين صفوفهم فى حين سلحت روسيا الأسد وقدمت له الدعم الدبلوماسى.

وبعد أن رجحت كفة نظام الأسد وحزب الله فى المعركة تتأهب القوات السورية لاستعادة حلب التى ربما تكون نقطة حاسمة فى الحرب التى أسفرت عن مقتل 80 ألفا وأجبرت 1.6 مليون على الفرار من البلاد.

ويأتى التحرك إلى جبهة فى شمال البلاد فى وقت تؤثر فيه الحرب السورية بشكل متزايد على دول الجوار - العراق ولبنان والأردن وإسرائيل- وتوسع الصراع الطائفى بين السنة والشيعة بالمنطقة.

وقال سياسى قريب من حزب الله "أصبحت سوريا ساحة معركة مفتوحة للقوى الإقليمية والدولية.. إنها ساحة مفتوحة لكل من يريد القتال".

وللمرة الأولى منذ تفجر الانتفاضة فى مارس 2011، قال وزير إسرائيلى يوم الاثنين إن حكومة الأسد "ربما لا تبقى فحسب بل وقد تستعيد أيضا أراضى" من مقاتلى المعارضة فى تصريح أظهر الصعوبات التى تواجه الغرب فى توقع مصير سوريا وتقييم مسألة التدخل فى الصراع.

وقال مسئول أمريكى، إن واشنطن ربما تقرر هذا الأسبوع ما إذا كانت ستبدأ فى تسليح مقاتلى المعارضة بعد التقدم الذى أحرزه الأسد وبعد تدخل حزب الله.

فالتغير الذى طرأ على الساحة هو تدخل حزب الله للقتال إلى جانب الأسد فى حين جعلت جبهة النصرة سوريا نقطة جذب لمقاتلين أجانب سواء من السنة أو الشيعة.

وقال مسئول غربى "لنضع الدعاية التى نراها من حزب الله جانباً، الهجوم الذى يجرى الإعداد له حول حلب مصدر قلق، سواء فى واشنطن أو باريس أو الرياض".

وأضاف "يمكن أن تكون هناك كل أشكال السجال السياسى فى العالم لكن أهم عنصر هو توازن القوى على الأرض. وهذا التوازن يتغير".

ومضى يقول "علينا أن ندرس المخاطر.. إذا سلحنا المعارضة فهناك احتمال أن تسقط (الأسلحة) فى الأيدى الخطأ وإذا لم نفعل فقد يقتل آلاف آخرون ويصبح حزب الله فى مواجهة النصرة.. أى الخيارين أسوأ"

هذا التغير فى ميزان القوى يقلل من احتمالات تمكن مؤتمر السلام الذى كانت الولايات المتحدة وروسيا تعتزمان عقده فى يوليو بين المعارضة السورية والحكومة من الوصول إلى اتفاق على عملية تحول سياسى لتنحية الأسد من السلطة.

ومثل هذه التغييرات فى السياسة الغربية تجاه سوريا إلى جانب التطورات التى تحدث على ساحة المعركة تضع لبنان فى مأزق كبير.

ففى بلد ما زال يتعافى من آثار حرب أهلية دامت 15 عاما كان مشهد مقاتلى حزب الله وهم يحتفلون بسقوط القصير أو إطلاقهم النار على محتجين مثار خوف الكثير من اللبنانيين.

وزاد قتل المحتج فى بيروت يوم الأحد من قائمة الاعتراضات على حزب الله بين اللبنانيين الذين كانوا يعتبرونه يوما رمزا للمقاومة يعلو على السياسات الداخلية.

قال فواز جرجس أستاذ سياسات الشرق الأوسط فى كلية لندن للاقتصاد "ما نراه خطير جدا. اشتباكات مسلحة.. ضعف الدولة.. قتل محتج، إنها حرب محدودة النطاق."

وقال الكاتب اللبنانى سركيس نعوم إن هناك بالفعل دولة داخل الدولة وإن ما حدث يظهر أنه إذا واجه حزب الله أى تحد فسيخرج إلى الشارع، وأضاف أن حزب الله قمع الاحتجاج حتى لا يتكرر فى مكان آخر.

وتوالت التعليقات الغاضبة على وسائل التواصل الاجتماعى ونشرت صور للمحتج القتيل هاشم سلمان وهو شاب شيعى من فصيل معارض لحزب الله. كما نشرت صور لمقاتلى حزب الله وهم يهاجمون الحشد مع تعليق يتهم حزب الله بالفاشية.

وقال جرجس "خسر حزب الله الكثير بالفعل على الأرض.. ليس عسكريا.. لكن حين تفقد الدعم الشعبى بين المستقلين وبين الأغلبية الصامتة.. فإنك تخسر. سيلاحقه هذا فى النهاية، لأنه لم يكن هناك خطر أمنى".

وتمثل مشاركة حزب الله فى معركة القصير نقطة تحول بالنسبة للجماعة التى شكلتها إيران فى دمشق عام 1982 بهدف محاربة إسرائيل بعد غزوه لبنان.

قادت جماعة حزب الله صعود الشيعة فى لبنان ليصبحوا أقوى فصيل فى البلاد وأجبرت إسرائيل على إنهاء احتلال دام 20 عاما لجنوب لبنان وشكلت جبهة عسكرية مع سوريا وإيران فى مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة.

أما الآن فإن الكثير من اللبنانيين يعتبرون دعم الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله للرئيس السورى فى الانتفاضة التى يقودها السنة من الحسابات الخاطئة التى ستستدرج لبنان إلى مستنقع الصراع السورى وتصعد القتال فى لبنان وتعمق الانقسامات الطائفية بين السنة والشيعة فى المنطقة.

قال جرجس "الانقسام الداخلى بين الشيعة والسنة عميق وواسع كالصدع بين العرب والإسرائيليين وتلك التصريحات تكشف الكثير عن العواصف العنيفة والخطيرة التى تختمر فى الأراضى العربية".

وأيا كانت التطورات التى ستحدث.. فإن مكانة نصر الله فى المنطقة قد اهتزت. كان ينظر له دوما على انه بطل عربى تصدى لإسرائيل وكان الشيعة يوقرونه باعتباره الرجل الذى صعد بطائفتهم إلى قمة السياسة اللبنانية.. لكن بات البعض يصوره الآن على أنه حامى الاستبداد فى سوريا ومندوب المؤسسة الدينية الحاكمة فى إيران.

وحزب الله مدرج بالفعل فى القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية لمهاجمته أهدافا إسرائيلية وأمريكية وهو يواجه الآن عقوبات من قوى غربية. وتغير الرأى العام العربى وبات يعتبر حزب الله فرعا للحرس الثورى الإيرانى ويرى أنه يكترث بالمصالح الإيرانية أكثر من اكتراثه بمصالح لبنان.

وتعهدت دول خليجية عربية بفرض عقوبات على أعضاء حزب الله العاملين فى الخليج.

وفى حين يقول حزب الله إنه يسعى لحفظ السلام داخل لبنان فإن تدخله فى سوريا سيزيد من الضغوط التى تهدد بانهيار الدولة الهشة وتحد من قدرتها على احتواء خطر الجماعات السنية المتطرفة.

ومن الممكن أن يجبر احتمال انتقام السنة حزب الله على السيطرة بشكل أكبر على الأرض. كما أن تدخله فى سوريا ربما يشعل حربا أخرى مع إسرائيل التى قصفت ثلاث مرات هذا العام ما وصفته مصادر أمنية بأنه قوافل لنقل صواريخ إيرانية عبر سوريا إلى حزب الله. ويقول حزب الله إنه لن يتم استدراجه إلى حرب طائفية شاملة فى لبنان الذى أصبح فيه أقوى فصيل.

كما أن خصوم حزب الله ليسوا مستعدين أو قادرين على خوض معارك معه فى شوارع بيروت. وتقول مصادر أمنية إن الخطر يمكن أن يأتى من جماعات تابعة للقاعدة فى شمال لبنان وجنوبه قد تنتقم من حزب الله بهجمات انتحارية.

وعلى الصعيد السياسى تسببت الحرب فى سوريا والخصومة بين الطرف الموالى للأسد والطرف المعارض له داخل لبنان فى منع بيروت من تشكيل حكومة جديدة.

وقال جرجس "هناك فراغ خطير فى السلطة، الجيش وقوات الأمن اللبنانية تعانى ضغطا هائلا فى طرابلس وشرق البقاع وأماكن أخرى، وفى ظل هذا الوضع ظهر حزب الله كقوة مهيمنة وكصاحب سطوة سياسية له قوة عسكرية وقاعدة سلطة".

وقال السياسى الموالى لحزب الله إن الحزب لا يعتزم قبول أى حل وسط. وقال "حزب الله ليس لديه خط أحمر.. سيتجاوز أى خط وينطلق للشوارع عندما يشعر أنه فى خطر"، وأضاف أن الساسة يمكن أن "يذهبوا إلى أقصى الأرض لكنهم لن يتمكنوا من تشكيل حكومة دون موافقته".







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

الزعيم عبد الناصر

لاول مره تحليل يأخذ كل هذه المساحه والنصر لسوريا على مصاصى الدماء

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة