أكرم القصاص - علا الشافعي

محمد شومان

علمانية التيار الإسلاموى

الأحد، 05 مايو 2013 12:16 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك تمييز لغوى ومفاهيمى بين إسلامى، ومسلم، وإسلاموى، وبدون تقعير أو لف ودوران، كلنا مسلمون، لكن هناك من يقول إنه إسلامى بمعنى أنه أكثر اقترابا من المفهوم الصحيح للإسلام مقارنة بالمسلم العادى أو البسيط، وبهذا المعنى يدعى الإسلامى أن وعيه وارتباطه بالإسلام أقوى وأشد من المسلم العادى، أى من أغلبية الناس، وهذا ليس صحيحا لأن الإيمان والاقتراب من الإسلام الحق هو أمر يقرره الله سبحانه وتعالى، العلام بما تخفى الصدور.

من هنا ظهر مفهوم إسلاموى، والذى يصف بدقة ادعاءات كل شخص – أو جماعة أو حزب - ينظر إلى نفسه باعتباره أكثر اقترابا من الإسلام، ويتعامل بصفته وصيا على الإسلام والمسلمين، وأقول ادعاءات لأن هناك مؤشرات ووقائع على الأرض تؤكد أن كثيرا من المنتسبين لجماعات وأحزاب إسلاموية يقولون ما لا يفعلون، ويتمسكون بمظاهر التدين الشكلانى «مثل اللحية والجلباب» على حساب الجوهر الحقيقى لسلوك المسلم، وبالتناقض مع أبسط تعاليم الإسلام مثل قول الصدق والإمانة والالتزام بالعهود، والأخطر أنهم يبررون لأنفسهم باسم الإسلام استغلال البسطاء والتضحية بمصالح الوطن.

هذا السلوك المزدوج والمتناقض شكل ظاهرة جديدة فى المجتمع، هى العلمانية الاجتماعية والسياسية، التى تفصل بين مظاهر التدين والسلوك الفعلى، أى أننا إزاء فصل غريب بين الدين والحياة الفعلية، حيث تصادف شخصا أو جماعة إسلاموية تتحدث ليلا نهارا عن العودة لصحيح الإسلام والحكم بما أنزل الله، ورفض فصل الدين عن السياسة لأنه فى ذلك علمانية كافرة فاجرة!! ومع ذلك تجد هذه الجماعة تمارس أنشطة اجتماعية وسياسية بعيدة كل البعد عن تعاليم الإسلام، أى أنها تفصل بين الإسلام والحياة الفعلية والسلوك الحياتى لها وللمنتسبين لها، ولن أسمى هنا جماعة أو حزبا ولكن عزيزى القارئ يمكنك تأمل أداء وسلوك 15 حزبا، ومئات الجماعات الإسلاموية، والتى تتدعى كلها أنها ذات مرجعية إسلامية، وستجد مؤشرات ووقائع كثيرة للعلمانية الاجتماعية، أيضا عليك أن تسأل نفسك هل قابلت شخصا ملتحيا، تعلو جبهته أثار السجود، ويبدأ حديثة بالبسملة وببعض آيات القرآن، ويتخلل كلامه أحاديث نبوية صحيحة، ويهرع للصلاة فى المسجد عند رفع كل أذان، ومع ذلك فإن هذا الشخص فى تعاملاته التجارية أو أدائه لعمله كموظف أو عامل أو مهنى أبعد ما يكون عن هذه المظاهر الإيمانية الرائعة.

إذا لم تكن قابلت شخصا بهذه السمات، فأنت أوفر حظا منى لأنى قابلت كثيرا منهم، وفى المقابل التقيت بنماذج من الإسلامويين الذين ينطبق سلوكهم مع تدينهم، وكانوا بالفعل قدوة حسنة، لا يفصلون الدين عن الدنيا، هؤلاء للأسف الشديد أقلية فى المجتمع المصرى الذى زادت فيه مؤشرات التدين الشكلى بعد الثورة، حيث انتشرت أعداد الملتحين والمنتقبات، وحضرت مفردات إسلامية كثيرة فى الخطاب السياسى للرئيس وحكومته، ومع ذلك ارتفعت معدلات الفقر والجريمة وحالات التحرش بالمرأة، أعتقد أن التدين الشكلانى المظهرى والفصل بين الإسلام والحياة الاجتماعية أى العلمانية الاجتماعية مسؤولة جزئيا عن ارتفاع الجريمة وربما تبرير بعض أنماط الجرائم المستحدثة وفى مقدمتها قطع الطرق والغش السياسى وتزييف وعى الناس والنصب على البسطاء بادعاء الانتساب لرئاسة الجمهورية أو بعض أجهزة الدولة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الله المصري

هل يصدق ذلك على الناصرية والقومية؟

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود عبد الرحمن حسين

الي صاحب التعليق رقم 1 ... عيب

عدد الردود 0

بواسطة:

الصاروخ

اسلامية التيار العلمانوي

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة