تبدو منطقة التدريب العسكرى المستقبلية مثل قاعة لتدريس علوم الكمبيوتر، حيث تتدلى حزم الكابلات من السقف، فيما تنتشر فى أرجاء القاعة حوالى أربعين شاشة مسطحة موزعة على خمس موائد.
ويظهر العارض الضوئى الرقمى مشهدا لحرب افتراضية حيث تهاجم الدولة الحمراء جارتها الزرقاء فى قارة "أزوريا" وسط المحيط الأطلسى وتحتلها جزئيا فى صراع على المواد الخام.
وفى إطار هذا السيناريو الافتراضى، يوافق مجلس الأمن الدولى على التدخل العسكرى، ويؤيد البرلمان الألمانى المشاركة فى العملية العسكرية، ويبعث بإدارة الحرب الإلكترونية للمشاركة فى المجهود الحربى.
وتساعد معدات الحرب الإلكترونية مثل "جون السفاح" و"هوستنام" و"تشمود" فى اختراق الشبكات العسكرية للدولة الحمراء وتعطل أنظمة الدفاع الجوى لديها، وهكذا تنتهى الحرب بهزيمة الجيش الأحمر إيذانا بانتهاء التدريبات بنجاح.
ويجرى هذا التدريب العسكرى فى قاعدة تومبورج للخدمات العسكرية المشتركة فى مدينة راينباخ بالقرب من بون والتى تضم مقر قيادة جهاز الاستطلاع الاستراتيجى، وهو وحدة مشتركة من الجيش والبحرية وسلاح الجو.
وتتدرب "مجموعة عمليات شبكات الكمبيوتر" التى تضم ستين من خبراء البرمجيات فى القاعدة على الحرب الإلكترونية منذ سنوات بشكل سرى حتى الآن. ولم تكن وزارة الدفاع الألمانية الصيف الماضى ترغب فى تحديد عدد الجنود الذين تضمهم هذه المجموعة.
ولكن تم السماح مؤخرا لمجموعة من الصحفيين بالاطلاع على أعمال جنود الحرب الإلكترونية بدون أن يحملوا بحوزتهم هواتف محمولة أو كمبيوترات أو أى أجهزة تسجيل، كما لم يسمح أيضا بدعوة المصورين.
ويتمثل الهدف من هذه المجموعة فى السماح للقوات المسلحة الألمانية بالتعامل مع العدو عبر الإنترنت.
وتتولى وكالة ألمانية أخرى مهام الدفاع ضد الهجمات الإلكترونية العدائية التى يمكن أن تشنها أى دولة أخرى ضد ألمانيا، وتسمى المكتب الاتحادى الألمانى لأمن المعلومات.
وتمتلك وحدة القوات المسلحة الإلكترونية الألمانية بالفعل قدرات هجومية، حيث يمكنها أثناء وجودها على الأراضى الألمانية أن تخترق الشبكات الأجنبية باستخدام برامج التجسس التى تتوافر مجانا على شبكة الإنترنت.
ويوضح أحد أفراد الفرقة قائلا "نحن نستخدم نفس الوسائل التى يستخدمها الآخرون".
ومازال ينقص هذه الترسانة الإلكترونية العربات المدرعة التى يمكن أن يستقلها خبراء التكنولوجيا إذا ما احتاجوا للتمركز فى مناطق الصراعات، ومن المقرر أن تصل هذه العربات خلال السنوات الثلاثة المقبلة.
وما زال محاربو الكمبيوتر الألمان بعيدين عن ساحات المعارك مثلهم مثل الطائرات المقاتلة والسفن الحربية والقوات البرية حيث إن المشاركة فى أى عملية عسكرية يتطلب موافقة البرلمان الألمانى، ولا يسمح بانتشار أى قوات ألمانية فى الخارج.
وبما أن مثل هذا التصريح بخوض الحرب لم يصدر، فإن مهام المجموعة تقتصر فى الوقت الحالى على التدريب فقط.
الجيش الألمانى يتسلح للحرب الإلكترونية ويتدرب بالقرب من بون
الأحد، 26 مايو 2013 12:29 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة