"جوانتانامو" المعتقل سىء السمعة الذى فشل "أوباما" فى إغلاقه.. مائة سجين يضربون عن الطعام.. وإدارة السجن تحاول إطعام عشرين سجيناً قسرا عن طريق الأنابيب.. ومراقبون يؤكدون: المعتقلون يعاملون بقسوة شديد

الجمعة، 10 مايو 2013 05:12 م
"جوانتانامو" المعتقل سىء السمعة الذى فشل "أوباما" فى إغلاقه.. مائة سجين يضربون عن الطعام.. وإدارة السجن تحاول إطعام عشرين سجيناً قسرا عن طريق الأنابيب.. ومراقبون يؤكدون: المعتقلون يعاملون بقسوة شديد صورة أرشيفية
كتبت هالة بلال

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعيين الرئيس الأمريكى باراك أوباما لموفد خاص لسجن جوانتانامو بهدف إغلاقه، خطوة لم تكن كافية للبدء الفعلى فى تنفيذ ما وعد به الرئيس الأمريكى فى حملتيه الانتخابيتين، فالسجن أو المعتقل مازال قائما ويقبع بداخله 166 من المتهمين بدعم الإرهاب، دخل مائة منهم الأسبوع الماضى مرحلة الإضراب عن الطعام.

أوباما من جانبه، يحاول حفظ ماء الوجه بإعلانه الثلاثاء الماضى أن الوضع فى هذا السجن الواقع فى جزيرة كوبا بات غير محتمل، وهو ما استتبعه تصريح من المتحدث باسم البيت الأبيض جاى كارنى، الذى أشار إلى إمكانية تعيين مسئول جديد من وزارة الخارجية لـ"محاولة إعادة المعتقلين إلى بلدانهم أو نقلهم فى كل مرة نرى فيها أنه من الممكن إرسالهم إلى بلادهم أو إلى بلد آخر".

وقد عين دانييل فرايد المبعوث الخاص السابق لإغلاق جوانتانامو، فى منصب آخر أواخر يناير الماضى بدون تعيين من يحل مكانه، لكن مهمة المسئول الجديد تبدو شائكة، فقد اتهم البيت الأبيض مجددا الكونجرس بعرقلة إغلاق السجن العسكرى، من خلال منع أوباما من نقل أخطر المعتقلين إلى سجون محاطة بتدابير أمنية مشددة جدا فى القارة الأمريكية.

وكذلك خفض الكونجرس التمويلات التى تحتاج إليها السلطة التنفيذية لإعادة السجناء الممكن الإفراج عنهم إلى بلدانهم الأصلية، كما أن خصوم أوباما الجمهوريين الذين يشكلون الغالبية فى مجلس النواب، يرون أن جوانتانامو يجب أن يبقى مفتوحا لأن المعتقلين أخطر من أن ينقلوا إلى الولايات المتحدة ولكنه يجب أن يمثل المشبوهون فقط أمام محاكم عسكرية.

ويقع معتقل جوانتانامو فى خليج جوانتانامو وهو سجن سىء السمعة، بدأت السلطات الأمريكية باستعماله عام 2002، وذلك لسجن من تشتبه فى كونهم إرهابيين، ويعتبر السجن سلطة مطلقة لوجوده خارج الحدود الأمريكية، وذلك فى أقصى جنوب شرق كوبا، وتبعد 90 ميلا عن فلوريدا، ولا ينطبق عليه أى من قوانين حقوق الإنسان إلى الحد الذى جعل منظمة العفو الدولية تقول إن معتقل جوانتانامو الأمريكى يمثل همجية هذا العصر.

ويضرب عن الطعام حاليا فى سجن جوانتانامو نحو مئة سجين، ويقول مسئولو السجن إن عشرين سجينا على الأقل يجرى إطعامهم قسرا عن طريق أنابيب فى الأنف، وقد أرسلت السلطات العسكرية الأمريكية تعزيزات طبية إلى المعتقل للتعامل مع الإضراب الآخذ بالاتساع.

وكان عدد من المعتقلين قد بدأوا الإضراب عن الطعام فى فبراير الماضى احتجاجا على ما سموه بإساءة الحراس للقرآن الكريم، وهو الأمر الذى نفته أدارة المعتقل، وكان رئيس الجمعية الطبية الأمريكية الدكتور جيرمى لازوروس بعث برسالة إلى وزير الدفاع الأمريكى تشاك هاجيل الخميس الماضى، موضحاً أن "إجبار السجناء على إطعامهم بالقوة يعتبر خرقاً لأخلاقيات مهنة الطب"، وطالب لازوروس "بالتوقف عن محاولات تغذية هؤلاء السجناء المضربين عن الطعام".

ودافع مسئول أمريكى رفيع المستوى فى السجن عن تغذية المعتقلين المضربين عن الطعام قسريا، وقال المتحدث باسم الجيش الأمريكى فى المعتقل إنه يتعين على ضباط المعتقل ضمان ألا يقوم المحتجزون بتجويع أنفسهم حتى الموت.

مدير قسم دراسات الأمن القومى بجامعة سيراكيوز نيويورك، بيل سمالين أكد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" عبر البريد الإلكترونى: "أن إضراب هذا العدد من السجناء بجوانتانامو كان مبعث ضغط على الحكومة الأمريكية للتحرك نحو حل مشكلتهم"، لافتا إلى أن هذا الضغط قد يكون سببا لترحيل 86 سجينا لدول العالم الثالث.

وقال سمالين: إن الترحيل سيكون أولى الخطوات العقلانية من الإدارة الأمريكية نحو إغلاق مُعتقل جوانتانامو، مؤكدا أن مركز جوانتانامو سيظل يشكل أزمة سياسية ويفرض تحديا صحياً فى حال استمرار الإضراب.

من جهته، قال الدكتور سعيد عفيفى، المسئول عن ترجمة رسائل السجناء لإيصالها لوزارة الدفاع الأمريكى، إن وعود أوباما بإغلاق جوانتانامو مجرد وعود انتخابية، لأن إغلاقه لن يكون بقرار من الحكومة الأمريكية لا السجن أو المعتقل يقع خارج الولايات الـ55 الأمريكية، وبالتالى لا ينطبق عليه الدستور الأمريكى، فهو فى جزء من كوبا ويخضع فقط للإدارة الأمريكية، بالإضافة إلى العراقيل التى يضعها الكونجرس الأمريكى أمام عملية الإغلاق، والتخوفات الأمريكية مما بعد عملية نقل السجناء.

وذكر دان إيفرون فى مقالة له بمجلة نيوزويك الأمريكية بعنوان "معضلة جوانتانامو" الأسباب التى تعترض إغلاق جوانتانامو، منها: "أين يمكن أن تعتقل الولايات المتحدة الإرهابيين مستقبلا؟"، وإخضاع المفرج عنهم لـ"برنامج المناصحة" وللرقابة المشددة من قبل دولهم، وهو ما قد ترفضه بعض الدول مثل اليمن، أو دول تقوم بتعذيب العائدين من المعتقل مثل الصين التى يتوقع أن تنتهك حقوق المنتمين للأقلية اليغورية.

كذلك تتطلب إجراءات التقاضى نقل السجناء إلى الإقليم الأمريكى، وهو ما يستتبع ضرورة تأمين مكان ملائم لاحتجازهم وذلك وفقا للرؤية الأمريكية يحتاج لفترة طويلة، بخلاف التخوفات من الهجمات التى قد يتعرض لها قاطنو تلك الأماكن، بالإضافة إلى ضرورة تأمين مكان ملائم لاحتجازهم، ومشكلة إدانتهم أمام المحاكم الفيدرالية حيث إنها تكفل حقوق الماثلين أمامها، مما يعيق معاقبة عناصر إرهابية اعترفت بأن تم التحقيق معها تحت ضغط التعذيب، مما دعا كون كوجلين بمقالة له بصحيفة الدايلى تليجراف إلى وصف إغلاق المعتقل بالأمر السهل قولا والصعب تنفيذا.

ويعتبر مراقبون أن معتقل جوانتانامو ضد جميع القيم الإنسانية، وتنعدم فيه الأخلاق لمعاملة المعتقلين بقسوة شديدة، غير أن بعض المنظمات الحقوقية الدولية استنكرت وجوده وقامت منظمة العفو الدولية بتنظيم تظاهرات عديدة ضده، والمطالبة بوضع حد للمعاناة السجناء به وإغلاقه.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة