محمد صبرى درويش يكتب: اللجان الإلكترونية وإيقاف مؤقت للضمير

الإثنين، 29 أبريل 2013 06:42 م
محمد صبرى درويش يكتب:   اللجان الإلكترونية وإيقاف مؤقت للضمير صورة أرشيفيه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتشرت مواقع التواصل الاجتماعى بكثرة فى الآونة الأخيرة وتحديداً بين الشباب فمَن مِن الشباب الآن لا يمتلك حساباً على الفيس بوك أو تويتر، بل الأعجب مَن مِن الشباب لا يستخدم حسابه هذا بشكل يومى.

فالفيس بوك وتويتر هما وسيلة أساسية فى التواصل بين الشباب، ولك أن تتصور مشهداً لشاباً ما بعد سرقة حسابه سواء على الفيس بوك أوتويتر، فكل مشاهد السينما المصرية والعالمية لا تكفى لإيضاح مكنون هذا المشهد من ذهول وضياع فى أنحاء ربوع الأرض وكأنه فقد كامل ثروته مما يُشعرك أن الموت يلوح بين ضفتى عينيه.

ونجد أن موقع مثل الفيس بوك يقدم خدمة الصفحات العامة للمشاهير أو الجماعات (بمفهومها الواسع) من خلال الضغظ على زر (Like) أو (أعجبنى) وبعدها يصل على حسابك الشخصى معظم تحديثات هذه الصفحة ولك أن تضع رأيك فى تعليق أو على الأقل تُسجل إعجابك بهذا التحديث أولا ترهق عقل رأسك به.

وحينما أضاف السيد مارك زوكربيرج صاحب موقع الفيس بوك هذه الخدمة كان حَسن النية، غير أن مُسيئى النية لا يهمد لهم بال، فظهر ما يسمى باللجان الإلكترونية وهى ببساطة مجموعة من الشباب لديهم خبرة جيدة بعمل التصميمات الإلكترونية والجرافيك ولديهم قدر عال من الفكاهة والقدرة على إلقاء النكات (الإيفيهات) غير أنهم معدومو الضمير فى كثير من الأحيان وهذا لأن تلك الصفحات فى الغالب تكون مُوجهة للذم فى أشخاص بأعينهم أو أحزاب أو جماعات (بمفهومها الضيق) وللدفاع عن الفئة التى استقطبت هؤلاء الشباب وأغرقتهم فى بحور الرواتب الغادقة.

فهؤلاء الشباب لديهم قدرة عالية على متابعة بعض الأشخاص التى يتم تحديدهم مُسبقاً وتشويه كل ما يقوم به هؤلاء الأشخاص من منشورات أو لقاءات أو تصريحات، فنجد مثلاً لو صرح أحد المشاهير المُتَابعين من قبل هؤلاء الشباب بتغريدة على تويتر مثلاً يقول فيها "تمر مصر الآن بأزمة اقتصادية سرعان ما ستخرج منها" نجد هنا الإيفيهات من هؤلاء الشباب"مصر أند سرعان Don't Mix" و"ها تولى سرعان" و"رد عليه أنت يا حسين" والمشكلة أن مصر كلها ترد ماعدا حسين هذا.

والمتأمل لهذه التغريدة يظهر له منها أنها تحمل فى مضمونها رسالة تفاؤل للشعب المصرى غير أن المشوهين ذوى الضمائر الموقوفة مؤقتاً ينهالون على هذه التغريدة وكأن الذى قالها هو شخص مُغيب العقل فلا سبيل أمامهم سوى تشويهه حتى لا تُوقع تغريدته تلك أى أثر فى نفوس مُتابعيه سوى بالسلب.

اللجان الإلكترونية باتت مشهورة وتُطلب فى الصحف والمواقع كوظيفة براتب مغر بشرط توافر الشروط السابقة فنجد مثلاً إعلاناً يحمل عنواناً "مطلوب أدمن لصفحة نت يجيد عمل التصميمات والجرافيك ويدخر على الأقل خمس ساعات يومياً للصفحة" ونجد بعض الشباب يُعلن عن بيع صفحة عامة بها مائة ألف متابع مقابل مبالغ كبيرة نسبياً وهناك بعض الصفحات الشهيرة التى عُرض على أصحابها مبلغ خمس مائة ألف جنيه مقابل إعطائهم الحساب الفعلى المُتحكم فى تلك الصفحة.

وللإنصاف هناك صفحات تترفع عن كل ما سبق ولا هدف لها سوى رفعة هذا الوطن وتنتقد بموضوعية راقية فهى لا تميل لفئة على حساب أخرى، ولا تفعل إلا ما هى مقتنعة به، فهؤلاء لهم كل احترام وتقدير سواء كنا متفقين معهم أو مختلفين.

لكن المشكلة فى هؤلاء الشباب الذين ماتت ضمائرهم وباتوا يجمعون المال مقابل التشويه فى من يُشار إليه من قِبل مستقطبيهم، وربما دفعهم لذالك الركود الاقتصادى والبطالة المتفشية فى أنحاء ربوع البلاد، لكن لا مال يحلو فى غياب ضمير ولا راحة تُرتقب فى تشويه من كان جميل.





مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

mohamed taha

مقال جيد

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة