تشهد ولاية "شمال كردفان" بالسودان اليوم السبت، معارك دامية بين "قوات الجبهة الثورية" المتمردة وقوات الجيش النظامى السودانى بعد أن شنت عمليات عسكرية مباغتة استطاعت من خلالها احتلال مناطق كبيرة من مدينة "أم روابة" الإستراتيجية، فيما أعلن الجيش السودانى انسحابه تكتيكيا لدراسة قصف مناطق تجمع المتمردين جوا.
وقالت الجبهة فى بيان لها نشرته على صفحتها الخاصة بموقع "الفيس بوك"، إنها أحرزت تقدما فى كافة محاور العمليات، وإنها تتواجد الآن فى قرى "أم كتيرة" و"شمبكة" و"أو كرشولا"، وإنها احتلت مدينة "أم روابة" الإستراتيجية بالكامل وتندفع نحو أهدافها القادمة.
وقال المتحدث باسم "قوات الجبهة الثورية" المتمردة: "إن قوات الجبهة الثورية مجتمعة تحت قيادة موحدة، وإنها قامت بهجوم مشترك لوقف الهجوم الصيفى الذى استمر منذ شهر يناير الماضى من قوات نظام الإبادة الجماعية والذى ظل يهاجم المدنيين جوا وبرا فى النيل الأزرق ودارفور وجبال النوبة وظل يقمع القوى السياسية والمجتمع المدنى ورفض الاستماع لصوت العقل والحكمة"، على حد تعبيره.
وأضاف المتحدث باسم الجبهة المتمردة، أن الجبهة الثورية قررت التصدى لهجوم الجيش النظامى بشكل شامل ومنسق بين كافة قواتها المنتشرة فى السودان ووضعت كافة قواتها تحت القيادة العسكرية المشتركة بمشاركة كافة الفصائل العسكرية وعبر جيش موحد يحمل راية الجبهة الثورية ولا يحمل راية أى فصيل بعينه.
وزعم المتحدث الرسمى: "أن الجبهة الثورية تقف مع الحل السلمى العادل الذى يفتح الطريق أمام الشعب السودانى لبناء حياة جديدة، ولكن النظام يرفض أى حلول والحل الوحيد عنده هو تقسيم قوى المعارضة والانفراد بالسلطة والحكم والاستمرار فى الحروب وانتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب، واستمراره سيمزق السودان وأن هذه الحرب مفروضة علينا وندعو جماهير شعبنا لحسم أمرها والاستفادة من الانتصارات التى حققتها قواتنا، والقيام بانتفاضة سلمية جماهيرية لإسقاط النظام، وأن الجبهة الثورية مستعدة لوقف إطلاق نار شامل مع أى نظام جديد يأتى بإرادة الجماهير وفق سيادة حكم القانون واحترام حقوق الإنسان"، على حد قوله.
وفى المقابل، قال الجيش السودانى فى بيان له بعد ظهر اليوم، إن متمردين تسللوا، صباح اليوم، إلى مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان السودانية، واصفا الهجوم بـ"الغادر".
وقال الناطق الرسمى باسم الجيش العقيد الصوارمى خالد سعد خلال البيان: "إن معارك مندلعة الآن لطرد المعتدين"، موضحا: "أن فلول الحركة قامت بتجميع قوات تخريبية بمنطقة جاوا بولاية جنوب كردفان وتسللت منها لمهاجمة مدينة أم روابة بولاية شمال كردفان فجر اليوم لترويع المواطنين رغم ما ترفعه من شعارات تدعى فيها تبنى قضايا الوطن".
وأضاف البيان: "أن قواتنا استفادت من الغطاء الذى توفره طبيعة المنطقة الوعرة حتى وصلت إلى منطقة أبوكرشولا (شمال كردفان) وتصدت لهم وأحدثت فيهم خسائر فى الأرواح والمعدات"، دون أن يذكر أرقاما محددة لهذه الخسائر.
وﺃﺷﺎﺭ بيان الجيش السودانى، إﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﺍﻧﺴﺤﺒﺖ ﺗﻜﺘﻴﻜﻴﺎً ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺪﻥ، ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺤﺮبى الآن ﻳﺘﺼﺪﻯ ﻟﻔﻠﻮﻝ ﺍﻟﺠﺒﻬﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ.
وقال الصوارمى: "إن المتمردين واصلوا تقدمهم من أجل إحداث أقصى ما يستطيعون من تخريب فنهبوا قرية (الله كريم) بالولاية، ثم استهدفوا مدينة أم روابة حيث قاموا بتدمير برج الاتصالات ومحطة الكهرباء ونهبوا ممتلكات المواطنين ومحطات الوقود بالمدينة".
وأوضح المتحدث العسكرى السودانى: "أن القوات المسلحة بالمدينة تصدت للمتمردين، حيث لا تزال المعارك دائرة حتى ظهر اليوم وتواصل القوات المسلحة (قوات الجيش) عملها فى مطاردة المعتدين".
الجدير بالذكر أن اقتحام المدينة جاء بعد ساعات من فشل مفاوضات السلام بينها وبين الحكومة السودانية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وتبعد مدينة أم روابة حوالى 500 كيلو جنوب غرب الخرطوم، وهى مدينة إستراتيجية، وتعتبر خط الإمداد الرئيسى بين الخرطوم والناحية الغربية من البلاد ككل، ويسكنها أكثر من 100 ألف شخص.
وهذه أول مرة تشهد فيها المدينة، التى كانت بعيدة عن المعارك خلال الحرب الأهلية السابقة بين عامى 1983 - 2005، أعمالا عسكرية.
موضوعات متعلقة
طائرات عسكرية سودانية تحلق فى سماء "أم روابة" لمحاولة طرد المتمردين
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1038135
الجيش السودانى: نخوض حالياً معارك لطرد متمردين من "أم روابة"
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1038093
متمردون يقتحمون مدينة بولاية شمال كردفان السودانية
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1037691
السودان يشهد معارك عنيفة تهدد بانفصال المزيد من أراضيه.. "الجبهة الثورية" المتمردة توحد قواتها وتحتل مناطق بـ"شمال كردفان".. والجيش النظامى ينسحب تكتيكيا ويدرس القصف الجوى
السبت، 27 أبريل 2013 03:24 م
الجيش السودانى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة