حاكم مصرف سوريا: نحن بانتظار دعم مادى من روسيا وإيران

الأربعاء، 24 أبريل 2013 03:05 م
حاكم مصرف سوريا: نحن بانتظار دعم مادى من روسيا وإيران حاكم المصرف المركزى السورى أديب ميالة
دمشق (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال حاكم المصرف المركزى السورى أديب ميالة فى مقابلة مع "رويترز" بدمشق إن سوريا على وشك الاتفاق مع حليفتيها الرئيسيتين روسيا وإيران، للحصول على دعم مالى لتعويض بعض من الخسائر التى منى بها الاقتصاد السورى، جراء أكثر من عامين من الأزمة والتى تجاوزت 25 مليار يورو.

وكان ميالة يتحدث فى مكتبة المصرف المركزى التى تضررت فى تفجير سيارة ملغومة فى الثامن من إبريل، قائلا "نحن بانتظار دعم مادى من الدول الصديقة من إيران وروسيا.. وهناك مباحثات مع دول أخرى".

وأضاف "عندما تدعم إيران وروسيا الشعب السورى إذا كان من خلال مساعدات مادية أو من خلال توريد مواد غذائية هذا يوفر على خزينة الدولة شراء هذه المواد، ولكن كما قلنا نحن بصدد وضع الأحرف النهائية واللمسات الأخيرة على موضوع المساعدات المادية بشكل واضح".

لم يحدد ميالة ما هو المبلغ الذى ستحصل عليه سوريا من روسيا وإيران، لكنه قال إن "المساعدات المادية بشكل واضح ليست مهمة جدا فى هذا الوقت، نظرا لوجود احتياطات نقدية مهمة موجودة مازلنا نتصرف بها، ومازلنا نستطيع أن نصد هذا الهجوم على سوريا من خلالها".

وقال "نحن نقدر أن كل هذه الخسائر تجاوزت بكثير الـ25 مليار يورو، دون أن ننسى الفرص الضائعة على الاقتصاد السورى منذ أكثر من سنتين".

وردا على سؤال عن انهيار العملة الوطنية السورية قال "لا يمكن أن نسمى ذلك انهيارا بقيمة العملة السورية. العملة السورية صحيح (أنها) قبل الأزمة كانت بحدود 50 ليرة سورية، اليوم نحن بحدود 115 ليرة سورية، وإذا أردنا نستطيع أن نعيدها إلى مستويات أفضل من ذلك، ولكن أداء الاقتصاد الوطنى يحتم علينا أن تكون قيمة العملة بهذا الشكل عند هذا المستوى".

وأعطى حاكم مصرف سوريا أمثلة عن دول "فقدت أكثر بكثير من قيمة عملتها وخلال فترة أقصر بكثير والأزمة لم تكن بهذه الشدة، سوريا اليوم تعانى من حرب ضدها بالرغم من ذلك ما زال المستوى بهذا المنسوب، ما علينا سوى أن نراجع التاريخ القريب وليس البعيد، الليرة اللبنانية، الدينار العراقى، الجنيه المصرى حاليا، الدينار الكويتى أثناء غزو العراق".

كما أعطى مثلا عما يحدث اليوم فى أوروبا قائلا إن "اليونانيين فقدوا أكثر من ثلث قدرتهم الشرائية من خلال أزمة بسيطة هى أزمة عملة، فقدوا أكثر من الثلث".

وقال إن "الخوف الذى سببته هذه الحرب على سوريا، وهذه العقوبات وما سببتها من خوف المواطنين أثر على قيمة العملة الوطنية".

ومضى يقول إن "الكثير ممن أرادوا أن يضللوا الرأى العام أرادوا أن يخيفوا الشعب السورى بدأوا بإشاعة الأخبار الكاذبة بدأت هذه الأخبار بأن العملة الوطنية تطبع فى سوريا وهى مزورة، الأحداث كانت سريعة لكى تثبت لهم بأن العملة الوطنية غطاءها موجود، وهى تطبع فى الخارج، كنا نطبعها فى ألمانيا والنمسا واليوم نطبعها فى روسيا"،‭‭ ‬‬ ‭‭ ‬‬وأوضح حاكم المصرف المركزى السورى الذى كان يتحدث من مكتب مزين بالعلم السورى وصورة كبيرة موضوعة فى إطار ذهبى للرئيس الأسد ووالده الراحل حافظ الأسد أن الاحتياطات السورية بالقطع الأجنبى بلغت أكثر بكثير من أربعة مليارات دولار، قائلا إن هذه الاحتياطات "مازالت كافية لصمود سوريا تجاه هذه المؤامرة".

وكانت الاحتياطات السورية من القطع الأجنبى تبلغ 17 مليار دولار عندما بدأت الحرب قبل أكثر من عامين، واعتبر ميالة رقم أربعة مليارات غير صحيح لكنه لم يعط رقما محددا. وأوضح أن الاحتياطيات السورية نسبة إلى عدد السكان تعد الآن أعلى من مثيلاتها فى دول مثل مصر.

وقال "إذا ما نسبنا الاحتياطيات بالقطع الأجنبى الموجودة اليوم لدى مصر ونسبناها إلى عدد سكان مصر، وأخذنا الاحتياطيات الموجودة لدى سوريا ونسبناها إلى عدد سكان سوريا، نجد أن النسبة فى سوريا أعلى بكثير من مصر".

وشرح ميالة أن "موارد سوريا الخارجية بالقطع الأجنبى هى موارد السياحة وموارد الصادرات، وهناك الاستثمارات وهناك التحويلات من الخارج".

لكنه قال إن "معظم هذه الموارد جففتها العقوبات المفروضة على الشعب السورى نضيف إلى ذلك خروج الاستثمارات القائمة فى سوريا إلى الخارج إلى مكان أكثر أمانا".

ونفى ميالة الشائعات حول عدم قدرة الدولة على دفع رواتب الموظفين، وقال "أشاعوا بأنه لن يكون هناك رواتب للموظفين على مدى عدة شهور.. مضى عامان على هذه الأزمة وبدأنا بالعام الثالث ونستطيع أيضا أن نصمد أعواما".

"قالوا بأن الاقتصاد الوطنى انهار..سينهار ..فقد كل شىء.. انتهى.. مازال الاقتصاد الوطنى قائما، صحيح فيه ضعف نوعا ما ولكن لم ينهر، الأسعار اليوم فى سوريا أقل منها فى مصر وفى لبنان وفى الأردن، هذه هى الدول المحيطة، أسعار المواد أقل من أسعار المواد الموجودة فى تلك الدول".

وتحدث حاكم مصرف سوريا عن معدلات النمو المرتفعة التى حققتها سوريا خلال الفترة الماضية قبل اندلاع الأزمة فى 2011، والتى قال إنها "حققت معدلات نمو كبيرة جدا تجاوزت ...فى بعض الأحيان الستة والسبعة بالمائة، تم جذب استثمارات كبيرة جدا من الخارج، أصبح السورى أيضا صاحب رؤوس الأموال يستثمر فى بلاده أكثر بكثير من استثماراته فى الخارج، كل هذا كان قد بدأ يعطى ثماره قبل الأزمة، أتت الأزمة لتقضى على كل هذه الأرقام وكل هذه الوقائع".

وقال "من الواضح أولا أن سوريا مازالت صامدة على الصعيد العسكرى، وعلى صعيد المؤامرة التى تحاك ضدها وعلى الصعيد الاقتصادى، الصمود على الصعيد الاقتصادى هذا يعنى بأن هناك احتياطات كبيرة خلف هذا الاقتصاد، احتياطيات يمكن من خلالها تأمين المواد الأولية والمواد الأساسية والمواد الضرورية للصناعة والمواد الاستهلاكية الضرورية كلها مازالت موجودة ومتوفرة فى البلاد".

أضاف "هذه المواد موجودة فى الأسواق وبأسعار معتدلة، وإذا ما قارنا أسعار هذه المواد مع أسعار ذات المواد فى الدول المجاورة، فإنه بالرغم من أن الدول المجاورة ليست لديها ذات الأزمة الموجودة فى سوريا، وليس لديها حرب تشن من معظم دول العالم عليها، فالأسعار الموجودة فى سوريا مازالت أخفض وأقل من الأسعار الموجودة فى الدول المجاورة".

وفيى مدخل مقر البنك المركزى غطت السقالات جدران البهو، حيث هشم ‬‬ انفجار ‭‭ السيارة الملغومة نوافذ المبنى، وتدلت بقايا ملتوية من الستائر تغطى النوافذ الأمامية للمبنى، وفى الخارج وقف جذع أسود هو كل ما تبقى من نخلة باسقة شاهدا على الانفجار‬‬.

وبينما ‭نقلت رافعة كتلا خرسانية كبيرة تم طلاؤها بألوان العلم السورى إلى موقعها أمام مبنى البنك لحمايته من هجمات السيارات الملغومة فى المستقبل، بدا "ميالة" هادئا رابط الجأش و‬هو ‭يتحدث بنبرة جريئة‬‬.‭‭ ‬‬

ويحظى المسلحون الذين يقاتلون فى سوريا بدعم مالى وعسكرى من دول أجنبية وعربية، ويقاتل مسلحون متشددون أجانب فى سوريا فى إطار جبهة النصرة التى تربطها صلات بتنظيم القاعدة. ويقول هؤلاء إنهم يقاتلون من أجل إقامة دولة إسلامية فى سوريا، سواء رضى المقاتلون المعارضون السوريون الذين يسعون للإطاحة بالرئيس بشار الأسد بذلك أم لا.

وقال ميالة "حتما هناك تمويل لهؤلاء المسلحين يأتى من الخارج، وتم اكتشاف حالات عديدة بتمويل المسلحين من خلال حوالات واردة لهؤلاء المسلحين أو لمن يعمل لحسابهم من دول الخليج العربى، وهذا بالطبع وحتما يخفى عمليات غسيل أموال يحاكم عليها القانون الدولى، تمويل المسلحين من قطر والسعودية أكثر شىء طبعا".

ودعا حاكم مصرف سوريا "المواطنين الأوروبيين إلى مراجعة القرارات السياسية التى تؤخذ فى أوروبا والقرارات الوطنية التى تؤخذ فى كل دولة. هذه القرارات التى لا تخضع لمعيار واحد هذه القرارات تخضع لمعايير عديدة، هذه القرارات التى توجه عقوبات ضد الشعب السورى".

وقال "لا نفهم كيف أوروبا ستعطى هذه المجموعات الإرهابية المسلحة الحق بتصدير النفط من سوريا إلى أوروبا، هذه هى عملية غسل أموال بحد ذاتها وهذه أموال مسروقة وهذه بضائع مسروقة عبارة عن نفط تذهب إلى دول أخرى، ويعاد تحويلها إلى قطع وإلى عملات، وتعود هذه العملات إلى هذه المجموعات".

كما دعا "المواطن الأوروبى أن يتساءل ويسأل السلطات لديه، هذه المجموعات المسلحة التى يربونها اليوم وتترعرع بحماية وفى أحضان أوروبا وأمريكا وبعض الدول العربية الداعمة وتركيا طبعا، ألا يخشى المواطن الأوروبى أن تعود هذه المجموعات المسلحة إلى بلدانهم، وتجعل من بلدانهم جحيما كما حدث فى أمريكا عندما كانت تدعم بعض المجموعات فى أفغانستان، وهذه المجموعات ذهبت فيما بعد إلى أمريكا، ودمرت رمز الاقتصاد الأمريكى وأفقدت المواطن الأمريكى الثقة بأمنه وأمانه".

"على جميع الأحوال عندما ترفع رايات النصر سوف ننتصر، وعندما ترفع رايات النصر لنا موعد ولنا لقاء آخر، وأتمنى أن يكون فى ذات المكان".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة