كشفت مصادر مطلعة لـ"اليوم السابع" أن اليومين الماضيين شهدت اتصالات مكثفة بين قيادات جبهة الإنقاذ الوطنى، للوقوف على آخر التطورات بشأن ردة الفعل الغاضبة التى تسبب فيها بيان الجبهة الأخير الذى اعتبره البعض إعلانا لتراجع الإنقاذ عن مقاطعة الانتخابات.
وقالت المصادر، إن قيادات الجبهة اتفقوا على ضرورة تحسين صورة الإنقاذ التى اهتزت بين مؤيديها بالتراجع عن قرار المقاطعة للانتخابات لحين توافر الشروط الضامنة لنزاهتها، وذلك من خلال تدارك الموقف سريعا والخروج لوسائل الإعلام لنفى قرار المشاركة وتوضيح "سوء الفهم" الذى حدث من البيان الأخير.
أضافت المصادر، أن اجتماع لجنة الانتخابات برئاسة الدكتور عبد الجليل مصطفى، الخميس، شهد حالة غضب شديدة من جانب ممثلى الأحزاب تجاه د. محمد أبو الغار الذى أدلى بتصريحات فُهم منها ان الإنقاذ ستشارك فى الانتخابات حتى وإن لم تتوافر شروط نزاهتها، بالإضافة إلى غضب ممثلى الأحزاب باللجنة من تجاهلهم المستمر فيما يتعلق بقرارات الجبهة بشأن العملية الانتخابية، مطالبين بضرورة الرجوع لهم قبل أن قرار يتعلق بالأمور الفنية بالعملية الانتخابية.
أكد عمرو موسى رئيس حزب المؤتمر، أن قرار مقاطعة الانتخابات التى كان مقررًا إجراؤها الأسبوع القادم استند إلى متطلبات معينة تتعلق بتحقيق نزاهة وشفافية الانتخابات وعدم تزويرها، بالإضافة لتوقيتها غير المناسب بالنسبة للأزمات الطاحنة القائمة حالياً، مضيفا فى تصريحات صحفية، أن قرار مقاطعة الانتخابات يظل قراراً استثنائياً، والقرار الطبيعى هو مشاركة جميع الأحزاب فى الانتخابات وإلا انتفى مبرر وجودها السياسى.
وقال موسى، إن الوضع الطبيعى أن تخوض كل الأحزاب الانتخابات القادمة، بما فيها جبهة الإنقاذ، وهذا يتطلب تحقيق ضمانات الشفافية والنزاهة، بالإضافة إلى المطالب الأخرى مثل تلك المتعلقة بقانون الانتخابات، وتحديد الدوائر والمتابعة الدولية وإشراف القضاء، وتأمين العملية الانتخابية، موضحا أن أمر المشاركة فى الانتخابات لم يعرض بعد للمناقشة فى إطار جبهة الإنقاذ، ومن ثم لم يتخذ قرارا عد، وسوف يلتزم حزب المؤتمر خلال المناقشة بالخطوط العريضة المشار إليها عاليه.
من جانبه قال حسام الخولى سكرتير مساعد حزب الوفد، إن ما قيل عن تهديد الحزب بالانسحاب من جبهة الإنقاذ الوطنى غير صحيح، وما حدث عقب البيان الأخير الذى أصدرته الجبهة واعتبره البعض بمثابة التراجع عن موقف المقاطعة للانتخابات القادمة، مضيفا لـ"اليوم السابع"، أن الأمر المتعلق بالانتخابات لم تتم مناقشته إلا فى آخر دقائق من عمر الاجتماع الأخير وتم ترك صياغة البيان للدكتور وحيد عبد المجيد الذى أكد على نفس المعنى الذى أعلنته الإنقاذ قبل ذلك بضرورة توافر شروط لخوض الانتخابات، لذا تم تدارك الموقف سريعا بالاتصالات المباشرة بين قيادات الجبهة واللقاء الذى تم خلال مؤتمر الوحدة الوطنية الذى نظمه الحزب، الجمعة، الماضى.
من جانبه قال محمود العلايلى القيادى بحزب المصريين الأحرار والمتحدث باسم لجنة الانتخابات لـ"اليوم السابع"، إن موقف جبهة الإنقاذ من المشاركة فى الانتخابات القادمة لم يشهد تغيرا عن ما تم الإعلان عنه مسبقا بضرورة توافر ضمانات لنزاهة العملية الانتخابية، لافتا إلى أن البيان الأخير وتصريحات الدكتور محمد أبو الغار كان القصد منهما التأكيد على موقف الإنقاذ بالمقاطعة لحين تلبية مطالبها التى يأتى فى مقدمتها تغيير الحكومة والنائب العام وصياغة قانون للانتخابات باتفاق القوى السياسية المختلفة.
بدوره قال المهندس عمرو على القيادى بحزب الجبهة وأمين سر لجنة الانتخابات لـ"اليوم السابع"، إن الأحزاب الأعضاء بالإنقاذ ترفض المشاركة فى الانتخابات القادمة قبل توافر الشروط التى طالبت بها من قبل، مؤكدا أن هناك بعض الأحزاب الأعضاء تتعرض لضغوط من أعضائها للمشاركة فى الانتخابات بعيدا عن ما تطالب به الإنقاذ، واصفا ما حدث عقب البيان الأخير بأنه تحرك فردى من جانب حزب يبحث عن المشاركة فى الانتخابات وإقناع الجبهة بذلك، مضيفا أن اجتماع لجنة الانتخابات الأخير حضره ممثلون عن الأحزاب الأعضاء بالجبهة والجميع تساءل عن تصريحات الدكتور محمد أبو الغار رئيس حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، ليؤكد عادل لبيب ممثل الحزب أن هذه التصريحات أخرجت بعيدا عن سياقها.
من جانبه أكد أحمد فوزى الأمين العام لحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، أن هناك أعضاء بجبهة الإنقاذ تزايد على موقف الحزب ورئيسه الدكتور محمد أبو الغار وهذا ظهر جليا عقب البيان الأخير الذى أصدرته الجبهة بشأن تأكيد موقفها من المشاركة فى الانتخابات القادمة، مضيفا لـ"اليوم السابع"، أن قيادات الإنقاذ عليها أن توضح لكوادرها وشبابها قيمة حزب المصرى الديمقراطى ورئيسه، لافتا إلى أن هناك كوادر بالإنقاذ وشبابا يزايدون على أبو الغار قائلا :"فى ناس عايزة تعمل جدعان ورجالة علينا".
أضاف فوزى، أن الهيئة العليا لحزب المصرى الديمقراطى وضعت شروطا لخوض الانتخابات إذا توافرت سيتم إقناع الإنقاذ بالمشاركة، لافتا إلى أن هذه الشروط هى ما أعلنته الجبهة مسبقا لضمان نزاهة العملية الانتخابية، موضحا أنه فى حال خروج تصريحات من د. محمد البرادعى رئيس حزب الدستور أو حمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى لا تشهد توافقا داخل الإنقاذ، يلتزم الجميع داخل المصرى الديمقراطى بعدم الهجوم الإعلامى عليها احتراما لقيمة قيادات الإنقاذ ولوجود موقف حزبى واضح وصريح.
أشار فوزى، أن د. محمد أبو الغار لم يدل بتصريحات فيها جديد بشأن المشاركة فى الانتخابات بينما كانت تصريحاته تأكيدا على موقف الإنقاذ بضرورة توافر شروط تضمن نزاهة العملية الانتخابية، بالإضافة إلى أن الإنقاذ أصدرت بيانا يحمل نفس التأكيدات التى أشار لها أبو الغار:"الإنقاذ عندما يخرج عنها بيان يعنى موافقة جميع أعضائها لوجود ممثلين عن كل الأعضاء فى الاجتماعات"، مؤكدا أن حزب المصرى الديمقراطى أحد أهم المؤسسين للإنقاذ وقرر مقاطعة الانتخابات فى حال عدم توافر شروط تضمن نزاهتها وحريصين على وحدة الجبهة وتماسكها قائلا: "الثورة مش بتاعت حد وعلى الجميع أن يعلم قيمة حزب المصرى الديمقراطى الذى دفع بخالد على مرشحا للرئاسة وممثلا عن الثورة، وقت أن كان غيرنا يطبع صور عمر سليمان وغيره يجلس مع الإخوان فى فنادق القاهرة، لذا لا أحد يزايد علينا.
وفى نفس الصدد قال محمد عبد اللطيف القيادى بحزب المؤتمر لـ"اليوم السابع"، إنه يجب ألا يزايد أحد على د. محمد أبو الغار رئيس الحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى الذى يعتبر رمزا للمعارضة ومعروف بوطنيته، وبدلا من توجيه اتهامات له عقب ما أدلى به وفهمه البعض بأنه إعلان المشاركة فى الانتخابات، أن ينتبه الجميع بجبهة الإنقاذ لما يصدره مجلس الشورى وحركة تغيير المحافظين المزمع إجراؤها وما يتم من أخونة الدولة قبل الانتخابات، لذا فهناك من يتربص بالوطن ويبحث القضاء على المعارضة.
"غليان" فى جبهة الإنقاذ واتهامات متبادلة بعد إعلان "أبو الغار" المشاركة فى الانتخابات.. موسى: الجبهة لم تتخذ قرارها الأخير.."المصرى الديمقراطى" : كوادرنا لا تهاجم "البرادعى" أو "صباحى"
السبت، 20 أبريل 2013 02:50 م
د.محمد أبو الغار
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد ابراهيم ابوشنب
مقاطعه الانتخابات خطأ اخر من كثير من اخطاء جبهه الانقاذ