نيويورك تايمز:تصرفات مبارك فى المحاكمة تركت المصريين فى حيرة من أمرهم

ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية الصادرة اليوم الأحد، أن جلسة إعادة محاكمة الرئيس السابق حسنى مبارك، التى بثت على التليفزيون المصرى مباشرة، تركت الشعب يصاب بالحيرة من أمره حول السلوك والتصرفات التى بدا عليها مبارك بالأمس.

وقالت الصحيفة، فى تعليق لها أوردته على موقعها الإلكترونى، إن مبارك، الذى ظهر خلال محاكمته مبتسما وملوحا لمؤيديه بالتحية، ترك العديد من المصريين يرون فى ذلك إصرارا منه على إظهار ثقته فى قضيته أو ربما لإظهار نوع من الشماتة فيما وصل إليه حال البلاد منذ الإطاحة به.

واعتبرت الصحيفة أن تأجيل القضية، نظرا لتنحى رئيس المحكمة عن النظر فيها بسبب إصداره من قبل أحكاما بالبراءة فى قضايا ذات صلة، لم يكن قرارا مفاجئا أو غير متوقع، وذلك لأن التأجيل الإجرائى للقضايا لسبب أو لأخر يعد أمرا شائعا فى المحاكمات المصرية.

وتعليقا على هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن ماجدة بطرس، مديرة قسم إصلاح العدالة الجنائية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، قولها: "إن ابتسامة مبارك وتعبيره عن ثقته يعطيان أفضل رمز على كم التغير الذى طرأ عليه منذ بدء محاكمته قبل عامين".

وأضافت بطرس: "أن مؤيدى مبارك ربما يزداد تعاطفهم معه اليوم نظرا لأنهم يعتبرونه على حق منذ البداية عندما قال إما أنا أو الفوضى، وهو ما قد يقل أو يزيد عما نعيشه الآن".

وأشارت الصحيفة إلى أنه بدلا من وضع يديه فوق صدره باعتباره مريضا ضعيفا، حرص مبارك على التلويح بهما عدة مرات باتجاه غرفة المحكمة مثلما اعتاد على ذلك وهو حاكم مطلق يخاطب شعبه.

وفى ختام تعليقها، ذكرت (نيويورك تايمز) أن مصر باتت أكثر انشغالا بمشاكلها الراهنة من الاهتمام بعقاب حاكمها السابق، ففى تناقض مع التغطية الإعلامية الكبيرة التى سبقت المحاكمة الأولى لمبارك قبل نحو عام، اهتمت وسائل الإعلام المصرية الأسبوع الماضى بمشاكل الاقتصاد الذى تدهور عقب عامين من الثورة ونقص الوقود والمخاوف بشأن الإمدادات المتناقصة من القمح والخبر المدعوم، فضلا عن مفاوضات الرئيس محمد مرسى مع الزعماء الدوليين بشأن القرض.