زيدان لـ"مرسى": هل تغازل اليهود والمسيحيين بتاريخ الإسكندرية ومكتبتها؟

الأحد، 14 أبريل 2013 02:30 م
زيدان لـ"مرسى": هل تغازل اليهود والمسيحيين بتاريخ الإسكندرية ومكتبتها؟ الروائى الدكتور يوسف زيدان
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أبدى الروائى الدكتور يوسف زيدان، اندهاشه وتعجبه من كلمة الدكتور محمد مرسى، بالأمس، أمام مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، وأوضح "زيدان" فى رسالة بعنوان "أخطأتَ مُجدّداً يا رئيس الجمهورية" نشرها على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى الشهير "فيس بوك" عد مغالطات تاريخية وردت بكلمة الرئيس أمام مجلس أمناء المكتبة، ومنها ما وصفه بمغازلة اليهود خلال حديثه عن الترجمة السبعينية للتوراة، وما نفاه "زيدان" أيضًا من كلمة "مرسى" أن "كنيسة الإسكندرية هى الكنيسة الكبرى فى العالم المسيحى لعدة قرون.

وقال "زيدان" صدرت جريدةُ الأهرام اليوم مُهلّلةً لكلمة الرئيس مرسى عصرَ أمس فى اجتماع مجلس الأمناء "الدولى" لمكتبة الإسكندرية، فجاء "المانشيت" بحبرٍ أحمرِ وخطٍّ سميك وهو يقول ما نصُّه: نرفض التمييز.. مكتبةُ الإسكندرية مصريةُ الجذور، دولية الأبعاد، عالمية الرسالة! فيا رئيس الجمهورية: ليس كل "تمييز" مذموماً، يا رئيس الجمهورية، فتمييزُ الحقّ من الباطل مطلوبٌ. ومكتبةُ الإسكندرية يا رئيس الجمهورية ليست مصرية الجذور، فقد أقيمت على أرض مصرية لكن أصولها كلها يونانية. فالملوك البطالمة هم الذين أقاموها وقاموا برعايتها (وهم يونانيون) ومُدراؤها الكبار لم يكن فيهم شخص مصرى، فى أى يوم من أيام نشأتها الأولى (وكلهم يونانيون) وعلماؤها لم يكتبوا حرفاً باللغة المصرية طيلة القرون الطوال الأولى (وكتبوا باليونانية).. وهنا كان يجب "التمييز" يا رئيس الجمهورية، ولا يجب القفز الذى جاء فى كلمتك حين قلتَ بعد ذلك، بغير مواربة ولا مناسبة: النهضة شجرة أصلها ثابت فى تاريخنا وحضارتنا وعقيدتنا!.

وأضاف "زيدان" فيا رئيس الجمهورية: ليس لمكتبة الإسكندرية شأن بعقيدتنا، على علوٍ قدرها، فقد قامت المكتبةُ وازدهرت فى زمنٍ يصفه الجُهال بالزمن الوثنى، ثم خرّبها المتعصّبون لعقيدتهم سنة 391 ميلادية، احتفالاً بصدور مرسوم إمبراطورى من "ثيودوسيوس الأول" ينصُّ على أن المسيحية هى الديانة الرسمية للإمبراطورية. فيا رئيس الجمهورية: العقيدةُ التى تظنُّها أصلاً لوهج المكتبة القديمة، هى معول الهدم الذى أفنى المكتبة، من قبل ظهور الإسلام بعشرات السنين، وهنا، كان يجب عليك "التمييز" وليس الخلط بين الحق والباطل، بين تاريخ المكتبة ومشروعك المسمى "النهضة".

وتابع "زيدان" تقول يا رئيس الجمهورية، أو جعلك كاتُبك تقول، إن الترجمة السبعينية للتوراة تمت فى المكتبة. فهل أردتَ مغازلة اليهود؟ حتى إذا أردت ذلك، فاجعل كلامك على النحو الصحيح. الترجمة السبعينية تمت فى مدينة الإسكندرية، أثناء إنشاء المكتبة أو فى أيام افتتاحها، ولم تتم فى المكتبة ولا قام بها أهلُ الإسكندرية، ولا علماؤهم. وإنما أنجزها اثنان وسبعون حَبراً يهودياً، استقدمهم من فلسطين "بطليموس الثانى" الذى افتتح المكتبة، واستقدم من أثينا مُديراً لها.

وليس صحيحاً، يا رئيس الجمهورية، ما كتبوه لك من أن المكتبة "كانت بمثابة أكاديمية للعلوم ومركز للأبحاث" هذا خطأ، يا رئيس الجمهورية، ففى الإسكندرية كان المعهد العلمى أو الموسيون (بيت ربّات الفنون) هو مكان البحث العلمى والأكاديمى، وكانت ملحقة به مكتبةٌ، هى التى اشتهرت لاحقاً وسطع اسمها فى سماء الإنسانية باعتبارها مكتبة الموسيون، الذى كان يديره "كاهن"، والمكتبة لم تستقبل "الفتيات" كما زعمت فى كلمتك التى كتبوها لك، يا رئيس الجمهورية، ووضعوا على فمك العبارات ذاتها التى طالما كتبوها لسوزان مبارك، وقرأتها على الملأ، ويمكنك إذا أردت التأكد، مقارنة ما قلته بالأمس بما قالته سوزان مبارك، مرارًا.

وكيف يصحّ، يا رئيس الجمهورية، أن تقول فى كلمتك "كنيسة الإسكندرية هى الكنيسة الكبرى فى العالم المسيحى لعدة قرون، وحتى مجمع خلقيدونية سنة 451 ميلادية"، هذا خطأ يا رئيس الجمهورية، ففى الإسكندرية كانت آنذاك كنيسة كبيرة، لكنها لم تكن يوماً هى الأكبر، ولم ينعقد بقربها أى مجمع مسكونى (عالمى) لرؤساء الكنائس الكبرى، ولم تعترف بسلطتها الكنائس الكبرى، والأكبر: كنيسة روما، كنيسة أنطاكية، كنيسة القسطنطينية، فإذا أردت، يا رئيس الجمهورية، مغازلة المسيحيين لسببٍ أو لآخر، فغازلهم بالتى هى أدقُّ وأفصح!

وتقول كلمتُك، يا رئيس الجمهورية، بأنك ترفض "رفضاً باتّاً أىَ تعرُّض للحرية" فما بالنا اليوم نُحاكم بالاتهامات المجانية المسماة: ازدراء الأديان، إهانة الرئيس.. وغير ذلك من الاتهامات التى ما أنزل اللهُ بها من سلطان؟ ثم تقول "الكل سواسية أمام القانون" فما بال نائبك العام ليس فى "السواسية" وما بال مدير المكتبة الواقف بجوارك فى الصورة، وهو الذى أنطقك بما أنطق به سوزان مبارك من قبل، ليس فى "السواسية".. ألا تعلم يا رئيس الجمهورية أن المدير الواقف بجوارك: تجاوز السن القانونية للعمل فى المكتبة، بستة أعوام! وهو يدير المكتبة تحت رئاستك، بينما يُحاكم فى قضايا تخصُّ المكتبة، وجلسات المحاكمات مسترة منذ عامين، وإلى الآن! وهو جعلك تلتقى بمجلس الأمناء فى القاهرة، لأنه لا يجرؤ على عقد الاجتماعات فى المكتبة، اتّقاء لثورة الموظفين الذين دخلوا عليه مكتبه العام الماضى، وكان معهم المناضل المأسوف على شبابه " د.محمد يسرى سلامة " فقفز مديرك من شباك الدور الخامس، محمولاً على أكتاف العسكر.

ويا رئيس الجمهورية، يعلم الله أننى لا أكرهك (ولا أحبّك) وأننى لا أنتظر منك خيراً (ولا شّراً).. فما أنا إلا ناصحٌ، يحزنه الكذبُ ويحزّ فى نفسه التخليطُ وعدمُ التمييز، لاسيما إن جاء على لسان رئيس مصر! أصلح اللهُ الأمير.





مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

السيد موسي

مفيش فايده

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد محمود

فقط للتنويه والإعلام

عدد الردود 0

بواسطة:

الهلالي

لفت الانظار

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة