عندما تأمن على أسرتك فى بيتك، إذاً أنت آمن ومؤتمن على جميع أفراد أسرتك، بل أيضاً جيرانك، أقاربك، شارعك ومنطقتك، والأكثر من ذلك وطنك.
إن الإنسان هو جوهر العملية الأمنية، وهو الحس الأمنى الداخلى والخارجى، لأنه يعتبر التكليف فى هذه الحياة دون سائر مخلوقات الله.
ناهيك عن الفوضى أيضاً لو باتت فى بيتك، إذاً أصبحت الآن أنت فوضوى. وقد تمتد الفوضى إلى وطنك، وخصوصاً إذا كان مجروحاً، لا يجد من يداويه ويرفع من شأنه.
وفى هذه الأيام التى تمر بها بلادنا، ظهرت الفوضى، وعدم اللامبالاة، وعدم احترام القانون الذى هو سيد هذه المواقف، وهو العامل الحقيقى العادل بين فئات المجتمع، وهو الحاكم بين الناس.
أيضاً أصبحنا نهاجم جهاز من أجهزة الدولة، ألا وهو الجهاز الشرطى الذى يجب علينا إحترامه. وهذا الجهاز الشرطى هو بمثابة الأمن والأمان لنا جميعاً.
بلا شك أن هناك أخطأ قد ارتكبها، لكن الوضع بعد الثورة أصبح يتغير إلى حداً ما، وما أن بدأ التغيير إلاّ وفئة من الشعب أصبح يهاجمه، الجهاز الذى بدونه سوف تنهار البلد.. نعم..ما من بلد إنهارت إلاّ بسبب إنهيار جهازها الشرطى (والعياذ بالله).
فهم رجال يسهرون على راحتنا، عيون لا تنام، عيون لا تمسها النار، كما قال رسولنا العظيم.
وكثيراً ما من قلة من الشباب المتظاهر، هو الذى يقف أمامهم بالحجارة، بل يذهب إليهم، ويبدأ فى الشد والجذب مع هؤلاء الرجال.
مما لا شك فيه، أنا وأنت ننتمى لهذه الأرض الطيبة. نريد الصالح لبلادنا، لا نريد التخريب، لأن هذه الفوضى ليست فى مصلحة أحد.
فى بلاد الغرب والعم سام، فإنها متحضرة بدرجة أوسع وأكبر من شعوبنا (مع كل الإحترام)، فعندما يكون هناك تظاهر ترى المجموعات (المتظاهرين أو المحتجين) واقفين بكل حنكة واحترام رافعين اللافتات التى تحمل مطالبهم، على عكس فكرنا تماماً.
نحرق، نضرب، إهانات لفظية غير مستحبة، ما كل هذه الآفات والعلل المريضة التى ظهرت فى بلد الأزهر الشريف وبلد المآذن الإسلامية.
فيجب علينا جميعاً أن نقف مع هذا الجهاز، بل وغيره من أجهزة الدولة، كفى تظاهرات والبلد لن ولم تتقدم خطوة واحدة للأمام. وكل هذا وذاك على حساب الطبقات المهمشة الفقيرة الغلابة.
إن الأمن فى بلادنا لا يتوقف على الأمن الشرطى فقط، بل هناك أمن نفسى واستقرار أسرى. وأيضاً أمن غذائى وأمن صحى وقائى وبيئى وزراعي. كل هذه الأشياء الآمنة، ما هى إلاّ أنها تمثل حياة سليمة إذا صلحت وطرحت ونمت فى البلد.
ويقول رسولنا العظيم (صلى الله عليه وسلم): من أصبح معافى فى بدنه آمناً فى سِرْبِهِ عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا.
وسربه تعنى هنا الجماعة شاملة الأهل والأولاد متضمنة المسلك والطريق والبيت.
ومما عليه فإن الأمن بجميع أشكاله وأفكاره سواء أمن فكرى، علمى، اقتصادى، دعوى، أمن عسكرى وسياسى، فهذه كلها صور للأمن والأمان، وإنها تمثل الحاجات الفطرية للإنسان التى لم يكن ولم يكون إلا أن تكون هذه السلوكيات مَحَضَ اهتمام الإنسان، كما أنه لا حياة بدون إشباع لهذه الحاجات الفطرية الحسية للفرد والمجتمع.
فيا شباب مصر الكرام، هيا تعاونوا وعاونوا على أجهزة الدولة، وأبدؤا فى إصلاح ما خربته الأنظمة.
ابدأوا عهداً جديداً تفرحوا ويفرح بكم وطنكم. كفى ما يحدث على أرض هذا الوطن.
جاهدوا بطاقتكم للصالح العام. وكونوا عوناً لكل محتاج لكم، بل الإصلاح لنا جميعاً.
يا كل أسرة مصرية أمسكوا بذمام أولادكم وشبابكم، وعلموهم كيف يكون حب الوطن، كيف نحب مؤسساتنا، كيف نحب بعضنا البعض دون عنف. نحترم آرائنا إذا إختلفنا.
ازرعوا فى أولادكم القومية كيف تكون وكيف نستغلها فى الأعمال الخيرة لنا جميعاً.
فهيا يا شباب مصر، افرحوا واسعدوا. تسعد بكم بلادكم.
حماك الله يا مصر.
محمد شوارب يكتب: الأمن والأمان بين يدى الشرطة والشعب
السبت، 30 مارس 2013 11:03 م
صورة أرشيفيه
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة