أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات

بورسعيد تواصل حكايتها

الأحد، 03 مارس 2013 07:22 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى تاريخ الشعوب مدن تبقى رمزا، المقاومة هى التى تصنع الرمز، أخذت بورسعيد فى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 سمعتها العالمية كمدينة مقاومة، ظل جمال عبدالناصر يتعامل معها كمنارة للوطنية والمقاومة، منها انطلقت زعامته الفذة، وأصبح رمزا لنضال الشعوب التى تبحث عن حريتها واستقلالها، كنا نحتفل كل عام بيوم 23 ديسمبر عيدا للنصر، كان عيدا قوميا تتجدد فيه قصص بطولات أهل المدينة ضد العدوان الثلاثى (بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) حتى رحلت هذه الدول، كان الرحيل غروبا لشمس الإمبراطورية البريطانية، بعد أن ظلت لقرون الإمبراطورية التى لا تغرب عنها الشمس.
فى مرحلة دراستى الابتدائية وكلما هلت ذكرى عيد النصر كنت أسمع من أساتذتى أساطير بطولات أبناء بورسعيد، لا أنسى أستاذى «إسحاق» وهو يتحدث عن المرأة البورسعيدية التى هربت السلاح والذخيرة للفدائيين، هكذا عاشت بورسعيد فى قلوب أجيال كثيرة، يوما بعد يوم تحول عيد النصر إلى عيد من الدرجة الثانية، فانخفض التذكير بحكايات البطولات، كان القرار توطؤا لإخفاء تاريخ شعب.
التقيت مؤخرا بشخصيتين كبيرتين، سمعت منهما حكايات مؤثرة عن المدينة الباسلة بمناسبة عصيانها المدنى، قال لى العالم المصرى الدكتور طلال واصل ابن الفريق عبدالمنعم واصل أحد رموز العسكرية المصرية، إن خلافا حدث بين والده وجمال عبدالناصر أثناء عملية انسحاب القوات المصرية بعد نكسة 5 يونيه عام 1967، تحدث عبدالناصر إلى واصل عن طريقة معينة فى أسلوب انسحاب قواته، فعارضه واصل بعنف، فربت ناصر على كتفه قائلا: «افعل ما تراه.. معركتنا ألا يسقط الرمز.. بورسعيد هى الرمز يا عبدالمنعم.. بورسعيد لا تسقط»، بعد النكسة بأيام قليلة كانت معركة رأس العش.
لقائى الثانى كان مع كاتبنا الكبير الأستاذ الكبير جلال عارف، نقيب الصحفيين الأسبق، هو ابن بورسعيد، يتنفس بها، يحفظ تاريخها، يقول: لم تشعر بورسعيد بالراحة منذ الحرب العالمية الثانية التى أدت إلى تهجير أهلها، على أرضها كانت المقاومة الشعبية مطلع الخمسينيات حتى رحيل الاستعمار البريطانى عام 1954، ثم العدوان الثلاثى، فنكسة يونية 1967 التى أدت إلى تهجير ثان لأهلها، ولما تحولت إلى مدينة حرة، استفادت المافيا من خارجها، هى مدينة ليس لها إجلال للسلطة، ترجمت ذلك فى العديد من المواقف منها كسر قرار الطوارئ لمرسى، لا يستطيع حاكم أن يضحك عليها، لكنها تعرف الصادق معها، ولهذا أحبت عبدالناصر بلا حدود، تشعر بالظلم الكبير الآن، رفضت مذبحة الاستاد، لكنها وجدت من يؤجج النار ضدها.
يضيف: المحافظ الذى يذهب إليها سيئ الحظ، حدث وقت جمال عبدالناصر، أن محافظا تحدث فى مؤتمر عن إنجازاته، يقول: «فعلنا كذا»، فيرد عليه الناس: «كداب»، «عملنا كذا»: «كداب»، وهكذا، بعد المؤتمر بيومين أقاله عبدالناصر، يتذكر «جلال» أن زيارة عبدالناصر لبورسعيد عام 1957، كاد البورسعيديون أن يحملوا سيارته، كانوا يتقدمون إليه بالشكاوى وهو يتجول فى الشوارع، فيحصل عليها شخصيا، بورسعيد الآن تواصل حكايتها فى التاريخ.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ســعيد متولـى

إنـت مـش واخـد بالك . . بور سـعيد هدأت ، المؤمـرة ذهـبت إلى المنصـورة

عدد الردود 0

بواسطة:

نادر حبيب

كبسولات***هل أتاك حديث الساعة***

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

عزيزى الكاتب المحترم

عدد الردود 0

بواسطة:

صقر قريش

مرسي الرئيس العاجز...........لك الله يا مصر

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية جدا

عيب عليك يا صفر قريش تعلبق 4

عدد الردود 0

بواسطة:

الباشا مهران

الى 5 - لأ عتاب على رجل لأيدرى أنه لأ يدرى فذلك جاهل فإتركوه ...

عدد الردود 0

بواسطة:

فاطمه اسماعيل

الى رقم 3

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد الشيخ

سامحنا يا ناصر

عدد الردود 0

بواسطة:

الباشا مهران

الأستاذ \ خالد الشيخ .. التعليق رومانسى وجميل ومعبر.. لكن النهاية صادمة

عدد الردود 0

بواسطة:

صقر قريش

بعد الثوره بحثنا عن رئيس فوهبنا خيال مآته...

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة