ستظل الأحداث والاشتباكات التى شهدها محيط مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم، أثناء جمعة رد الكرامة التى دعا إليها عدد من الأحزاب والحركات الشبابية ردا على اعتداء الإخوان على الصحفيين والنشطاء يوم السبت الماضى، تثير التساؤل والاهتمام لفترة طويلة، وستثار الاتهامات المتبادلة بين جميع الأطراف لفترات طويلة، وفى محاولة لمعرفة ما حدث بالضبط يروى أحد محررى "اليوم السابع" ما شاهده بعينه أثناء تغطية للأحداث منذ بدايتها.
ليلة لا تنسى تلك هى التى قضيتها فى المقطم لتغطية فاعليات جمعة رد الكرامة، التى شهدت حرب شوارع بين المتظاهرين والإخوان، مع عدد من الزملاء من الساعة الخامسة مساء يوم الجمعة 22 مارس وحتى الساعات الأولى من صباح السبت فى شارع 9.
البداية كانت مع وصولى لبداية الطريق المؤدى للمقطم مع الزميل هانى عثمان، اشتباكات بين الإخوان وعدد من المتظاهرين تراشق بالحجارة والكثير يمسكون بالشوم شباب الإخوان يقولون لنا "إن كنتم إخوان انزلوا معانا مش إخوان خدوا طريق تانى مش هتعرفوا تعدوا".
توجه بنا السائق لطريق آخر وجدنا عليه شابين من الإخوان قالا لنا إنه مغلق لأن هناك اشتباكات فى آخره وجاء أحد رجال الشرطة، وأكد لنا ذلك، السائق توجه إلى طريق آخر من أجل أن يوصلنا.
مع وصولنا وجدنا عددا من الشباب والمتظاهرين بشارع 9 ممسكين بالشوم ركبنا سيارة أجرة كى نتوجه لميدان النافورة، أحد الأشخاص أخذ يسب فى الإخوان وأخبرنا أنهم قاموا بتهشيم زجاجات سيارة أجرة منذ قليل وهو كان بداخلها.
انطلقنا بالسيارة وأثناء مرورنا بالشارع وجدنا مسيرة، نزلنا من السيارة ومشينا خلف المسيرة الهتافات ضد الإخوان والرئيس التى تصل لحد الشتائم تعلو دائما وقبل الوصول لميدان النافورة اندلعت الاشتباكات بين المشاركين بالمسيرة وشباب الإخوان المتمركزين لحماية مقرهم ورائحة قنابل الغاز تتصاعد رغم عدم رصدنا لتواجد قوات الأمن المركزى، والألعاب النارية والمولوتوف كانوا حاضرين.
توجهنا لأحد الشوارع الجانبية رغبة منا فى الاقتراب من مقر لرصد ما يحدث حوله مشينا طويلا حتى وصلنا إلى أحد المطاعم بشارع 9 بعد عناء وهو قريب من المقر، وجدنا هناك أغلبية الصحفيين الحاضرين لتغطية المظاهرات.
الاشتباكات كانت محتدمة بين الطرفين هناك وزادت حدتها شيئا فشيئا والشاب الإخوانى الذى يتمكن المتظاهرون من القبض عليه، كان يتعرض لأقسى أنواع الضرب والاعتداء والسحل، تطورت الاشتباكات وزود المتظاهرون هجومهم على شباب الإخوان واستخدموا المولوتوف بكثافة وفجأة ظهرت طلقات الخرطوش والألعاب النارية بين الطرفين.
ازدادت حمية شباب الإخوان وكبروا ورفعوا المصاحف وتمكنوا من طرد المتظاهرين من أمام المطعم وأصبح داخل المنطقة المسيطرون عليها ونحن بداخله بعد أن تهشم زجاجه نتيجة الاشتباكات.
وجاء إلينا عدد من شباب الإخوان داخل المطعم وقال لأحد زملائنا ويدعى مؤمن الياقوت متدرب فى المصرى اليوم أنت بتصورنا وسحبوه بالقوة إلى خارج المطعم وبدأوا فى التعدى عليه وطلبوا من صاحب المطعم إغلاقه وخرج جزء من الصحفيين وراءه وتمكنوا من تخليصه من أيديهم وإقناعهم بأنه صحفى.
ودخل معنا عقب ذلك أحد شباب الإخوان فى نقاش حاد كاد يتطور لاشتباك وهو يقول لنا فى عصبية "أنا فى رابعة إعلام أنتوا بتنشروا أخبار غلط وواقفين معاهم ضدنا وبعد نقاش حاد قال له زميلنا محمد إسماعيل إحنا نشرنا كل ما جرى وما قام به الإخوان وما فعله المتظاهرون وقيامهم بالتعدى على من يتمكنون من القبض عليهم من شباب الإخوان، وإن كنت مقريتش ده "تبقى أعمى".
وعقب أن هدأت حدة غضب الشاب بعض الشئ قال لنا "تعالوا معايا صوروا 60 جثة ومصاب مننا تعالوا صوروهم وانشروهم" وذلك عقب أن اطلع عدد من الإخوان على ما يثبت أننا صحفيون، وقررنا الذهاب معه لنعرف حقيقة الأمر الذى يقوله.
بمجرد دخولنا وسط جموع الإخوان التى كانت تكثر كلما اقتربنا من الوصول إلى المقر كانت النظرات إلينا تزداد حدة ونسمع التساؤلات "مين دول؟" وكان الشاب الإخوانى يسير أمامنا واستوقفونا أكثر من مرة وسألوا على ما يثبت صفتنا الصحفية واطلع عليها الكثير من الإخوان لأكثر من مرة.
وأثناء توقفنا رأينا بالداخل أحد المتظاهرين الذين تم القبض عليهم من قبل الإخوان وهو يتعرض للضرب والسحل على يد مجموعة منهم وضعوه وسطهم وانهالوا عليه بالضرب بالعصى الخشبية والركل بالأرجل.
وعند مشاهدتنا لتلك الواقعة بدا عدد من الإخوان وكانوا ممسكين بعصى وشوم، يوجهون لنا الشتائم "إنتوا إعلام مضلل وكذابين ومعندكمش دين أخرجوا بره إحنا مش عايزينكم"، وقام أحدهم بضرب الزميل محمد طارق من جريدة الوطن بعصا خشبية على رأسه مرتين، ولحسن حظنا فإن محررى ملف الإسلام السياسى الموجودين معنا وجوههم مالوفة لبعض الإخوان الذين كانوا موجودين بمحيط مكتب الإرشاد.
وتدخل مسئول الإخوان بـ6 أكتوبر وحاول تهدئة الأمور وسعى لإخراجنا مرة أخرى بعيدا عن المقر وفى أثناء خروجنا كانت النظرات الموجهة إلينا من الجميع إلا القليل منهم أننا من طرف العدو، حتى إن أحد زملائنا دخل مع أحدهم فى حوار وقال له "بالله عليك نهدى شوية أحنا جايين نعرف معلومة مش أكتر، فرد عليه الإخوانى قائلا "ربنا اللى أنت بتحلفنى بيه ده أنت متعرفوش فمتحلفش بيه".
ومع ازدياد أفراد الإخوان الذين يعرفون محررى ملف الإسلام السياسى تمكنوا من إخراجنا من محيط مكتب الإرشاد ومنع بقية إخوانهم من التعدى علينا بعد أن نلنا من الاتهامات والشتائم ما يكفى.
بعد أن تمكنا من الخروج زميلنا سقط مغشيا عليه أفقناه ونقلناه عبر سيارة ملاكى لمنطقة يوجد بها إسعاف وتوجهنا إلى مسجد الحمد، حيث كان هناك مجموعة من الإخوان محاصرين داخله منذ عدة ساعات والمتظاهرون يحاولون اقتحامه من أجل القبض عليهم وأسرهم.
وفجأة حضرت سيارة إسعاف وخلفها مصفحة أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش علينا وعلى المتظاهرين دون أى إنذار وسقط زميلنا من الوطن مرة أخرى مغشيا عليه إثر قنابل الغاز، بعد أن كان قد عاد للتغطية بعد تلقيه العلاج، إضافة إلى إصابة زميلنا مصطفى حسين من موقع صدى البلد بطلق خرطوش.
وتدخلت قوات الأمن المركزى عقب ذلك بشكل مكثف فى نهاية يوم الجمعة كى تتمكن من فض التظاهرة وانتشرت مصفحاتها وجنودها فى شارع 9 ومحيط مكتب الإرشاد كى تخليه من المتظاهرين.
وتكرر مشهد سعى الأمن مرة اخرى لفك حصار شباب الإخوان الذين كانوا قد حاصرهم المتظاهرون فى أحد العقارات القريبة من مسجد الحمد من قبل المتظاهرين، وأحضر عدد من شباب المتظاهرين جركن بنزين وزجاجات فارغة وبدأوا فى تصنيع المولوتوف وإلقائه على العقار وتمكنت قوات الأمن من إخراج شباب الإخوان المحتجزين فى العقار بنفس الأسلوب الذى استخدم فى مسجد الحمد، بينما تُرك شباب المتظاهرين محتجزين فى أيدى جماعة الإخوان.
وعقب تدخل الأمن بقوة لفض تلك التظاهرات وعمل كماشته على المتظاهرين والقبض على عدد منهم طافت مصفحتان من القوات الخاصة محيط مكتب الإرشاد وشارع 9 لتمشيط المنطقة فى الساعات الأولى من صباح اليوم، فى حين كون عدد من أهالى المنطقة لجانا شعبية أسفل أماكن سكنهم من أجل حمايتها من أى أعمال تخريب.
أسرار ومشاهدات حية عن موقعة "رد الكرامة"..الإخوان خاطبوا الإعلاميين :"إن كنتم إخوان انزلوا معانا أو خدوا طريق تانى مش هتعدوا".. المصفحات أطلقت الغاز على الجميع..والأهالى دافعوا عن منازلهم بلجان شعبية
السبت، 23 مارس 2013 04:40 م
جانب من الاشتباكات أمام مقر جماعة الإخوان المسلمين بالمقطم - صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة