تعلمنا منذ الصغر بأنه (من زرع حصد)، (ومن جد وجد).
هكذا علمتمونا! وبعد أن كبرنا وجدنا أن الواقع يختلف كثيراً عما تعلمناه فالكل يريد الحصاد قبل الزرع والكل يريد النجاح بدون جهد.
هكذا الحال فى مصر الآن وبعد ثورة كانت أشبه بالحلم مرت على الجميع كنسمة هواء باردة رغم سقوط شهداء حولها، إلا أن الأمل فى المستقبل المشرق الذى ملأ قلوب الجميع بعد الـ 18 يوماً انسى الجميع منظر الدماء التى روت الميادين لإحياء هذا الأمل فى القلوب التعسة.
ولكن للأسف الشديد استعجال الحصاد وعدم الزرع من أجله جعل منا جميعاً نهمين متحفزين لجنى المكسب الأسرع حتى ولو كان أقل من الأمل والحلم الذى نبت فى قلوبنا.
الكل متحفز ضد الكل.. الموظف يطالبون بالزيادة فى الأجر حتى من دون زيادة فى العمل.. الصانع يطالب بالزيادة فى المقابل حتى من دون زيادة فى الإنتاج.. الزارع يطالب بالزيادة فى سعر المحاصيل حتى من دون أن يفكر فى زيادة الناتج نفسه وتحسين جودته.. حتى الساسة يريدون المناصب من دون العمل والجهد والتفكير الجيد ووضع الخطط الأفضل من أجل اقناع الجماهير بهم.
الكل بلا استثناء يفكر فى النتيجة ولا يفكر فى الطريق إليه، الكل يريد الحصد ولا يفكر فى الزرع!
ولنا فى الدول المتقدمة بعد انهيار تام أسوة حسنة، فاليابان على سبيل المثال بعد الحرب العالمية الثانية وتدمير طاقتها البشرية وبنيتها التحتية بالقنابل النووية لو كانت فكرت بنفس منطقنا الآن لظلت تلهث وراء التعويضات ومقاضاة الولايات المتحدة فى كل المحاكم الدولية لتبعث لها بالفتات، تعويضاً عن تدميرهم أو كانت لتسعى طوال الوقت وراء الاقتراض من الدول الأخرى لمجرد أن تعــيش مثلماً نفعل نحن الآن!! ولكنها لم تفعل بل نفذت بالضبط هذا القول المأثور (من زرع حصد)، وزرعت وصنعت ونهضت بأيدى أبنائها لا بالاعتماد على غيرها ولا بالاقتراض من الأفضل منها حالاً.
دعونا نزرع يا سادى حتى نسعد فى موسم الحصاد.. دعونا نعمل من أجل المستقبل لا الحاضر دعونا نبنى لنسكن.. دعونا نسعى للأفضل لا أن ننتظره دون سعى إليه..
فمن جـــــــد وجـــــــد.. ومن زرع حصــــــــد
محمد حامد الشربينى يكتب: مصر فى انتظار ثمرة لم تزرع شجرتها بعد !!
الثلاثاء، 19 مارس 2013 08:06 ص
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة