أكرم القصاص - علا الشافعي

حكايات من داخل المعتقلات السورية.. التعذيب بالجلد والصعق والاعتداء الجنسى.. وضباط بشار يجبرون الثوار على خلع ملابسهم والسير عراة فى السجن.. والركوع أمام المحقق وطأطأه الرأس أسلوب التحقيق مع المعتقلين

السبت، 16 مارس 2013 05:54 م
حكايات من داخل المعتقلات السورية.. التعذيب بالجلد والصعق والاعتداء الجنسى.. وضباط بشار يجبرون الثوار على خلع ملابسهم والسير عراة فى السجن.. والركوع أمام المحقق وطأطأه الرأس أسلوب التحقيق مع المعتقلين قتلى ومصابون فى سوريا- ارشيفيه
تحقيق - أمل صالح .

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«قالوا سنذبحكم.. نطقنا الشهادتين، استوقفونا أمام المدافع قالوا سنفجر رءوسكم وسنقطع أرحامكم ونلقيها فى الشوارع عبرة لمن لا يعتبر، صمتنا ونطقنا الشهادتين، تركونا عراة حفاة تقطعت أرجلنا من الجلد واهترأت جلودنا من التعذيب»، هذه ليست مشاهد فى سجن أبو غريب ولكنها مشاهد تنفذ داخل المعتقلات السورية، 4 حكايات من لحم ودم يرويها ثلاثة شباب وفتاة، حاولنا التواصل معهم على مدار 7 أيام، نظرا لأن وسائل الاتصال فى سوريا شبه معدمة.

معتقلات النظام السورى تستقبل يوميا مئات من الرجال والنساء والصبية، جميعهم يحملون الجنسية السورية، ولكنهم يعاملون معاملة الخونة وهى الحالة السائدة تجاه كل من يتم القبض عليه بعد أن اندلعت الثورة السورية، وعمت أرجاءها فى وجه نظام ارتكب تجاه شعبه جميع صنوف المجازر والانتهاكات البدنية والمعنوية والنفسية.

البداية كانت مع طالب «ف.ه » 22 عاما بكلية الهندسة جامعة دمشق حاول اللحاق بالأتوبيس المتجه إلى العاصمة لبدء دراسته فى أول العام الماضى، ولكنه وجد نفسه ملقى فى معتقل الجيش النظامى بلا تهمه .. أصبح مشتبها به لمروره بمنطقة اشتباك بين الثوار وبين عناصر الأمن الجوى تقع بنقطة مرور قرب حاجز المطاحن. . الطالب قال إن، دخول المعتقل ليس نهاية العذاب، ولكن تعرض والده الرجل الستينى لنفس التجربة، أمام عينيه وهو عاجز لا يستطيع الدفاع عنه أو حمايته.
يروى الشاب حكايته قائلا «22 - 3 – 2012 نويت السفر إلى مدينة دمشق، للدراسة فى ذلك اليوم، كان الوضع الأمنى فى حمص سيئا للغاية، وكان الثوار يقومون بتحرير حاجز المطاحن أحد أهم الحواجز فى حمص المطل على ساحة الجوية، حيث يوجد فرع المخابرات الجوية فى حمص، وهو على الطريق الواصل إلى محطة الباصات، وعندما وصلنا إلى دوار الجوية قام عناصر الأمن برفع الرشاشات بوجهنا وبدؤوا بالصراخ علينا للنزول، كنا نقف فى منتصف منطقة الاشتباك بين الثوار وبين عناصر الأمن الجوى عندها قام الثوار بإطلاق النار علينا لأنهم ظنوا أنى مع عناصر الأمن ركضت لأحتمى بالساتر الرملى أمام الباب الرئيسى للفرع، وقتها سحبونا لداخل المركز وقاموا باستجوابنا وبدأوا الاعتداء الجسدى على أنا ووالدى، واتهمونا بأننا مع الثوار».
يضيف الشاب « قاموا برفع ملابسى ووضعوها أمام وجهى لكى لا أرى، وقيدونى بالأغلال وأدخلونا إلى غرفة تدعى غرفة الأمانات، حيث نترك كافة الأشياء التى بحوزتنا، ثم نستردها عند خروجنا، هكذا قال لى الرجل المسئول عن الأمانات إذا خرجنا أحياء، هنا كانت آخر مرة أرى فيها والدى، وقاموا بإعادة وضع الأغلال على أيدينا، ثم جردونا من ملابسنا تماما ووضعوا العصابات على أعيننا، ساقونى إلى مكان حيث أوقفونى مقابل حائط وبدؤوا بضربى برءوس رشاشاتهم على ظهرى بعدها قاموا بإنزالى وأدخلونى إلى غرفة كان يوجد فيها الكثير من عناصر الأمن، وبدأوا بالاستهزاء بى ووصفى بالبلياتشو»
« جاء أحد العناصر وأمسكنى من ظهرى ودفعنى إلى الخارج وقام بصدمى بوالدى وبعدها أنزلونا إلى الزنازين، هنا استلمنى السجان الذى يدعى أبو يوسف وطلب منى حمل ملابسى وقال أنت فى المنفردة رقم واحد .ثم دفعى وأدخلنى إلى بهو عرفت فيما بعد أنه مكان الزنزانات وقفنا أمام باب المنفردة وقام بخلع العصابة عن عينى.. وفتح الباب ودفعنى».

« بعد لحظات دخل السجان وأخرجنى ووضع على عيونى العصابة والأغلال فى يدى مرة أخرى وقادنى إلى ساحة مخصصة للتعذيب تعرف بـ"الممشى "، أوقفنى بجوار الحائط وطلب منى عدم التحرك، فى هذه الأثناء رشونى بالمياه الباردة وضربونى ثم ذهبوا وعم المكان سكون مرعب، عندها سمعت صوت أحد خلفى يئن من الألم فاكتشفت أنه معلق إلى الحائط مغللا بالجنازير، وهنا أصبحت أتخيل مصيرى، مرت 5 ساعات وأنا واقف وهو أيضا نوع من التعذيب تتبعه قوات النظام، فى هذه الأثناء يدخل أى من جنود النظام ويقوم بضربى ثم يذهب، ثم سمعت صوت سعال والدى خلفى ويسوقه أحد العناصر، فقمت بالسعال ليعلم بوجودى وأننى بخير، وكانت هذه الطريقة هى إحدى وسائل التواصل بيننا أنا ووالدى خلال مدة سجننا، عندما أسمع صوت أحد قادم كنت أتهيأ نفسيا للتعرض للضرب أشد نفسى وأغمض عيونى لأتحمل الضرب، بعد 5 ساعات تقريباً على وقوفى قام أحدهم بجرى إلى غرفة ذات نور مبهر ثم سادت لحظات من الصمت وحاول اقتناص اعتراف منى بالكذب بانضمامى لجماعة تنظيمية، استمر التحقيق حوالى ساعة ونصف وكان يسأل وأنا أكذب، وعندما انتهى قام بقراءة أقوالى، وعندما سمعتها صعقت لدرجة الكذب الذى كذبته وضحكت فى سرى أنه اقتنع، وبعد 48 ساعة أطلقوا سراحنا».

التحرش أو الاغتصاب وسيلة أخرى من وسائل القمع النظامى، للمعتقلات السوريات فى معتقلات الجيش النظامى السورى، فالتهديد باغتصاب الفتيات وخدش حيائهم كممارسة العادة السرية أمام أعينهم وحتى جعلهم يشعن بها أمور مقززة مارسها النظام السورى مع الفتيات المعتقلات داخل السجون السورية، كوسيلة للردع والتعذيب، ناهيك عن جعلهن يشاهدن ويسمعن أصوات تعذيب الشباب فى العنابر المجاورة لهن.
«خ.ع» أو كما تحب أن تلقب بزهرة الفتاة صاحبة 26 عاما، دخلت المعتقلات السورية ثلاث مرات كل مرة بنفس التهمة "محاربة النظام"، ولكنهم يطلقون سراحها فى النهاية لعد وجود أدلة الإدانة، تقول زهرة «18 نوفمبر 2011 أول مرة اعتقل بها وكانت لمدة ثلاثة أيام انتقلت وقتها إلى الأمن الجنائى، المرة الثانية كانت 10 مايو 2012 وقتها اعتقلونى لمدة يومين انتقلنا إلى الأمن العسكرى، بعدها بيومين مباشرة اعتقلونى من جديد ولكنها كانت أطول فترة اعتقال وكنا فى أمن الدولة المعروف بـ"الخطيب".

تقول زهرة «كنا نشعر بأنهم فى أى وقت سيفتحون علينا الأبواب ويغتصبوننا، وفى كل مرة نعتقل فيها كانوا يتحرشون بنا، ويقوم أحد الضباط بفتح شباك الزنزانة علينا ونحن نيام، وفى إحدى المرات سمعنا أحد الضباط وهو يحك عضوه الذكرى فى باب الزنزانة الخاصة بنا، ويصدر بعض الأصوات الجنسية، كنا نشعر بالخوف والاشمئزاز وكنا نجلس فى ركن واحد عند سماع صوت اقتراب خطواتهم من الباب».
وتضيف زهرة :«كنا نسمع أصوات صراخ الشباب من التعذيب كيا بالنار والضرب بالعصا والصعق بالكهرباء وبعد يومين من دخولى معتقل اعتقلت القوات النظامية أبا وأما وولدهما صاحب الـ14 عاما، وعندما بدأوا الاعتداء الجسدى واللفظى عليه وعلى والدته أيضا لم يتقبل الصبى توجيه إهانات لوالدته فبدأوا بضربه على الرأس وبأماكن متفرقة من جسده حتى توفى».
وتقول زهرة «تعلمنا كيف تتعايش داخل المعتقل، ونتحدث مع الشباب فى الغرف المجاورة لنا، تعلمنا كيف نحفر حفرا وفتحات داخل السجن للتواصل مع الشباب والاطمئنان عليهم، وكيف لنا أن ندافع عن أنفسنا من محاولات الاعتداء الجسدى علينا".
« الاعتقال السورى أصعب من الاعتقال الإسرائيلى »، هكذا وصف "ع.أ" حال مئات الشباب السورى الذى يتم اعتقاله داخل المعتقلات السورية، الشاب صاحب الـ33 عاما، والذى اعتقل دون سبب لمجرد مروره قرب دورية الجيش النظامى، يروى شهادته من داخل المعتقلات قائلا.

« 9 يوليو2012 بعد مرور عام ونصف على الثورة السورية، اعتقلت عند حواجز مدينة دوما، حيث كنت من الأسماء المطلوب اعتقالها ولا أعرف السبب ولكنى علمت أننى واحد من المطلوب أسماؤهم بعد تسرب أسماء المطلوبين، وفى 9 يوليو الأتوبيس لم يستطع إيصالى حتى جسر الوزان الذى دمر تماما، بالتالى كنت مضطرا آخد سرفيسا عموميا باتجاه المنزل والذى يمر على حاجز تابع للحرس الجمهورى، هنا اعتقلت دون إبداء أى أسباب وانتقلنا إلى معتقل الخطيب "أمن الدولة"، يكمل الشاب «حوالى الساعة 7 مساء وصلنا إلى فرع الخطيب وضع العسكرى يده على رأسى وإنزالها للأسفل بحيث لا أرى وجه أحد، داخل الفرع، شاب آخر كان بصحبتى عاملوه بشكل أكثر إذلالا، حيث وضعوا قميصه من الخلف على رأسه، وتعرض للضرب من أول لحظة دخولنا للمعتقل بالعصى على الرأس والكتف والأقدام، وعلى الجميع أن يسير مطأطأ الرأس أعيننا لا يمكن أن نرفعها أثناء سيرنا إلى الزنازين".
يضيف الفتى «أجلسونى على ركبتى أمام المحقق ولا يمكن أن أنظر إليه ولكن يجب أن أنظر فى الأرض وإلا تعرضت للضرب المبرح، كان عنصر الأمن الذى يسجل معلومات المعتقلين فى الصف الآخر سيىء المعاملة جدا معنا لدرجة أنه بدأ بضرب المعتقلين دون أن نعرف السبب، سأل المحقق عن بعض تفاصيل الحياة والعمل وفجأة سأل عن راتبى، لم أجب براتبى الحقيقى 40 ألف ليرة، لأفاجأ أنه هجم على وبدأ بضربى على وجهى وأكتافى ووقعت على الأرض واستمر بضربى بعنف غير مبرر، شعرت أنه أحس بالغباء كونه يعمل ساعات طويلة ودون إجازات وراتبه راتب أى عنصر أمن حوالى 15-16 ألف ليرة سورية وأنا متأكد أنه لا تكفيه لنصف الشهر، طبعا أثناء الضرب كانت الألفاظ الأعنف التى سمعتها».
« أ.أ » الأب الذى اعتقل بتهمه قد تصدم من معرفتها، فإغاثة فقير تهمه كفيلة لاعتقال النشطاء السوريين، وبحكم عمل الشاب كمتطوع بجماعة أهلية لمساعدة الأسر المنكوبة فى سوريا والتى تعتبر من وظائفها الأساسية توزيع الطعام للاجئين الفلسطينيين وما أن تم اعتقاله إلاّ وأصبح كأنه فرصة قدمت للنظام على طبق من ذهب.
«بتاريخ 4"فبراير " من هذا العام كنت أنا وأحد أصدقائى المتطوعين بالهيئة الإغاثة، نقوم بإحضار إحدى الدفعات من المواد الغذائية إلى منطقة مخيم خان الشيح الواقعة على طريق القنيطرة دمشق، الشحنة عبارة عن سيارتى شحن محملة بـ 4.5 طن من المواد الغذائية » هكذا بدأ الشاب روايته، قائلا « لتسهيل هذه المهمة فى نقل المواد، قمنا باستخراج تصريح من إحدى الجهات من الدولة، ورغم ذلك كانت حصة كل حاجز من هذه المواد، تؤخذ، وعلى أحد الحواجز الواقعة قرب فرع المخابرات الجوية بمنطقة المزة والتابعة له، قام الحاجز بإدخالنا إلى داخل الفرع، نحن وسيارات المواد الغذائية، ومثل باقى الحواجز قمت بوضع بعض المواد الغذائية له، وفوجئنا برفض ضابط برتبة ملازم أول إدخال المواد الغذائية وطلب منا إنزال حمولة 4.5 طن بمفردى بلهجة الأمر، ورغم تقدمنا بورقة تسهيل المهمة له، ولكنه لم يقرأها وقال إنه لا يعترف بها، وصادر هويتنا الشخصية».
يكمل الشاب حديثه عن ساعات ما بعد اعتقاله فى غرفة صغيرة على حدود طريق القنطرة بدمشق قائلا «بعد مرور ربع ساعة خرج وهو يقول، من أنتم، إلى أى جهة تابعون، أنتم عملاء للجيش الحر، أنتم انتهيتم، انتم سوف تموتون، وقام بإدخالنا إلى غرفته وقام بإجراء مكالمة مع الضابط الأعلى منه، وبعد الانتهاء من مكالمته وجه لنا عددا هائلا من السباب والإهانات وبعض الاعتداءات الجسدية كالركل والصفع، وبعد دقائق قام بإخراجنا من الغرفة وأوقفنا صفا واحدا عند إحدى المدفعيات التى كانت تضرب إحدى المناطق، وذلك كنوع من الضغط والإهانة المقصودة، من خلال الصوت الشديد الذى يصدر عن القصف » . هذه الشهادات ليست سوى قطرة فى بحر التعذيب والإهانات والمجازر التى يتعرض لها كل من يتم القبض عليه من قبل النظام السورى بقيادة بشار الأسد.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 8

عدد الردود 0

بواسطة:

ah

الكفار

حسبنا الله ونعم الوكيل

عدد الردود 0

بواسطة:

هيثم منصور

يا من لا تعلمون

عدد الردود 0

بواسطة:

مصراوي

حسبنا الله ونعم الوكيل . الله أكبر فوق كل معتد

عدد الردود 0

بواسطة:

عبد الغنى الشعراوى

اتقوا الله فى سوريا

عدد الردود 0

بواسطة:

دنيا خليل

نصر الله قريب

عدد الردود 0

بواسطة:

مسلم

مايفعلونه أشد مما ذكرتم

عدد الردود 0

بواسطة:

مواطن

على رئيس الدوله حمايه بلاده من الانهيار و العملاء

عدد الردود 0

بواسطة:

أمل صالح

الي صاحب التعليق 6

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة