بالصور.. أوكازيون أسبوعى للفقراء فى سوق الجمعة.. الموبايل المستعمل بـ15 جنيها.. والكلب يبدأ من 20.. والسلحفاة بـ65.. البنطلون بـ27.5 والقميص بـ10 والجاكيت بـ15.. وعلبة مخدرات متنوعة بـ50
الخميس، 14 مارس 2013 02:32 م
سوق الجمعة بالسيدة عائشة
كتب - مصطفى النجار
من الإبرة للصاروخ.. هذا هو الشعار الذى يرفعه سوق الجمعة والذى يقام بمنطقة المقابر بحى السيدة عائشة أسبوعياً، ويتميز هذا السوق باحتوائه على كل ما يمكن شراؤه من السلع والمنتجات، حتى علب «البرشام المخدر»، حيث ينتشر الباعة الجائلون فى أرجاء المقابر لينادوا على بضائعهم الجديدة والمستعملة مجهولة المورد، ورغم ذلك من الصعب أن تخرج من السوق دون أن تشترى أى نوع من البضائع، خاصة مع تدنى الأسعار لدرجة تدعوك للشك.
تامر جمعة، أحد البائعين بالسوق، قال إن البائعين يتبعون دائما مبدأ واحدا وهو «الزبون دائماً على حق»، وأن الزائر قد يكون غير مقبل على السوق من أجل الشراء، ولكنه فى النهاية لن يخرج حتماً بدون شراء أى شىء، وتناول كوب من عصير البرتقال الطازج المنتشر فى أنحاء المقابر بسعر يتراوح بين جنيه إلى 2.5 جنيه.
يعد سوق الجمعة، من أشهر الأسواق المعروفة على مستوى المستهلك المصرى بالقاهرة، وكان مقره الدائم يقع أسفل كوبرى التونسى بالقرب من السيدة عائشة وقلعة صلاح الدين الأيوبى، إلى أن أصدر الدكتور عبد العظيم، وزير محافظ القاهرة الأسبق، قرارًا بإزالة سوق التونسى وذلك بعد احتراق السوق عام 2010، فانتقل البائعون إلى مقابر السيدة عائشة وأقاموا السوق الجديد.
وقال حلمى العربى، تاجر خردوات بالسوق، إن بضاعته تجد رواجاً لدى زوار السوق، لأنه يعرض أى قطعة خردة قديمة بجنيه واحد فقط، وهو مبلغ صغير، حيث يضطر الشخص لشراء جهاز تليفون جديد مثلا لاحتياجه إلى استبدال بجزء تالف أو مكسور آخر يمكن استخدامه، عندها يأتى لشراء جهاز مستعمل ليأخذ منه الجزء الذى يحتاجه للموبايل فقط، ويستغنى عن باقى الجهاز.
زيارة سوق الجمعة قد تدعوك للدهشة لعدة أسباب، أولها الأسعار المتدنية للسلع والمنتجات، والسبب الآخر هو وجود منتجات قد لا يكون هناك مبرر لبيعها، فمثلا يباع حامل كاميرا فيديو الذى تستخدمه القنوات الفضائية فى التصوير بسعر 150 جنيهًا، فيما يباع لوح التزلج على الجليد المستعمل 100 جنيه، كما يباع جهاز المحمول المستعمل بـ15 جنيهًا، وشفاط الدخان بـ30 جنيهًا، وطباعة الكمبيوتر المستعملة بـ40 جنيهًا.
وأكد حمادة إبراهيم، تاجر كلاب، أنه يأتى للسوق كل يوم جمعة ليبيع كلبا واحدًا أو أكثر، وعادة تبدأ أسعار الكلاب من 20 جنيهًا للكلب الصغير تصل إلى 3 آلاف للكلاب ذات الأنواع الشهيرة، مؤكداً أن بعض الزبائن ينخدع بلون الكلب، وهو ما قد يدفع بعض التجار لصبغ الكلب بلون أسود، لأنه لون يحبه المصريون، لأنه يعطى إحساسًا بقوة الكلب، ويتم بيع الكلب البلدى رخيص الثمن على أنه من فصيلة أجنبية بأغلى من ثمنه بحوالى 300 جنيه، وأحياناً 500 جنيه، إلا أن هواة تربية الكلاب يسهل عليهم التمييز بين الكلب الجيد من حيث صحته أو فصيلته الحقيقية.
الشيخ إسماعيل، أحد تجار الجوارب الرجالى، يجلس بجوار أحد المدافن يبيع أى 3 شرابات بـ5 جنيهات، موضحاً أن مكسبه يكفى لتوفير حياة كريمة له ولأسرته أسبوعياً، بينما يقف بجواره طفلة لا تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها تنادى «أى شبشب بـ7.5».
السلاحف، أحد أنواع الحيوانات التى تباع بسوق الجمعة، وتبدأ أسعارها من 65 جنيهًا للواحد لتصل إلى 120 جنيهًا كحد أقصى، بحسب نوعها وعمرها وحجمها، وتتراوح أسعار الببغاوات الأسترالية بين 70 و150 جنيهًا، أما الببغاوات الفيشر والأرقى فتبدأ من 60 جنيهًا حتى 240 جنيهًا، والسمان الزوج منه بـ10 جنيهات، كما يباع زوج كتاكيت الدواجن بـ2 جنيه، أما كتاكيت البط فيباع الواحد بـ5 جنيهات، وتباع أطعمة الكتاكيت والدواجن بمتوسط 3.5 جنيه لكيلو الذرة الصفراء، وكيلو العلف بـ2.5 جنيه.
وأثناء التجول فى السوق ستجد أكثر من عربة لبيع الحلويات الشرقية، والبيع عادة ما يكون بحسب الطلب، فيمكنك أن تشترى بنصف جنيه أو بجنيه على ورقة كتاب مدرسى، أما من يشترى بأكثر من ذلك فيوضع طلبه بطبق من الفويل حتى يستطيع حمله.
وأمام مدفن حسن بك فهمى فيقف أحد الأشخاص ينادى: «طلع الشايب طلع الشايب.. فين الشايب فين؟»، وهذه اللعبة قديمة جدًا وهى أحد أنواع القمار التى كانت تقدم فى الأفلام «الأبيض والأسود»، حيث يقوم كل من يرغب فى المشاركة بالرهان على أن يجد ورقة الشايب مقابل 20 جنيها فمضاعفاتها بحد أقصى 200 جنيه للرهان الواحد، ومن الطريف أن الرجل صاحب اللعبة قد خسر.
وبجوار هولاء المقامرين يوجد شخصان يجلسان على طاولة خشبية وأمامهما مجموعة من علب السجائر المعدنية الفارغة، ومعبأة ببعض أصناف «البرشام» التى يطلبها الزبون، وتكون التكلفة للعلبة حوالى من 50 إلى 70 جنيهًا.. وفى إحدى طرقات المقابر أو سوق الجمعة الجديد، يوجد محل يبيع مولدات الكهرباء للاستخدام المنزلى، بلغت الأسعار للمولد المستعمل ماركة الهوندا اليابانى بقوة 1800 كيلووات حوالى 1400 جنيه، أما الجديد منه فسعره 5 آلاف جنيه، فى حين بلغ المولد الصينى الذى تبلغ قوته المدونة عليه 5800 كيلووات، أما قوته الفعلية بحسب البائع 2500 كيلووات فقط، على الرغم من أنه حاصل على شهادة الأيزو 9001 وشهادة الجودة الأوروبية «CE» فيبلغ سعره 1200 جنيه.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
من الإبرة للصاروخ.. هذا هو الشعار الذى يرفعه سوق الجمعة والذى يقام بمنطقة المقابر بحى السيدة عائشة أسبوعياً، ويتميز هذا السوق باحتوائه على كل ما يمكن شراؤه من السلع والمنتجات، حتى علب «البرشام المخدر»، حيث ينتشر الباعة الجائلون فى أرجاء المقابر لينادوا على بضائعهم الجديدة والمستعملة مجهولة المورد، ورغم ذلك من الصعب أن تخرج من السوق دون أن تشترى أى نوع من البضائع، خاصة مع تدنى الأسعار لدرجة تدعوك للشك.
تامر جمعة، أحد البائعين بالسوق، قال إن البائعين يتبعون دائما مبدأ واحدا وهو «الزبون دائماً على حق»، وأن الزائر قد يكون غير مقبل على السوق من أجل الشراء، ولكنه فى النهاية لن يخرج حتماً بدون شراء أى شىء، وتناول كوب من عصير البرتقال الطازج المنتشر فى أنحاء المقابر بسعر يتراوح بين جنيه إلى 2.5 جنيه.
يعد سوق الجمعة، من أشهر الأسواق المعروفة على مستوى المستهلك المصرى بالقاهرة، وكان مقره الدائم يقع أسفل كوبرى التونسى بالقرب من السيدة عائشة وقلعة صلاح الدين الأيوبى، إلى أن أصدر الدكتور عبد العظيم، وزير محافظ القاهرة الأسبق، قرارًا بإزالة سوق التونسى وذلك بعد احتراق السوق عام 2010، فانتقل البائعون إلى مقابر السيدة عائشة وأقاموا السوق الجديد.
وقال حلمى العربى، تاجر خردوات بالسوق، إن بضاعته تجد رواجاً لدى زوار السوق، لأنه يعرض أى قطعة خردة قديمة بجنيه واحد فقط، وهو مبلغ صغير، حيث يضطر الشخص لشراء جهاز تليفون جديد مثلا لاحتياجه إلى استبدال بجزء تالف أو مكسور آخر يمكن استخدامه، عندها يأتى لشراء جهاز مستعمل ليأخذ منه الجزء الذى يحتاجه للموبايل فقط، ويستغنى عن باقى الجهاز.
زيارة سوق الجمعة قد تدعوك للدهشة لعدة أسباب، أولها الأسعار المتدنية للسلع والمنتجات، والسبب الآخر هو وجود منتجات قد لا يكون هناك مبرر لبيعها، فمثلا يباع حامل كاميرا فيديو الذى تستخدمه القنوات الفضائية فى التصوير بسعر 150 جنيهًا، فيما يباع لوح التزلج على الجليد المستعمل 100 جنيه، كما يباع جهاز المحمول المستعمل بـ15 جنيهًا، وشفاط الدخان بـ30 جنيهًا، وطباعة الكمبيوتر المستعملة بـ40 جنيهًا.
وأكد حمادة إبراهيم، تاجر كلاب، أنه يأتى للسوق كل يوم جمعة ليبيع كلبا واحدًا أو أكثر، وعادة تبدأ أسعار الكلاب من 20 جنيهًا للكلب الصغير تصل إلى 3 آلاف للكلاب ذات الأنواع الشهيرة، مؤكداً أن بعض الزبائن ينخدع بلون الكلب، وهو ما قد يدفع بعض التجار لصبغ الكلب بلون أسود، لأنه لون يحبه المصريون، لأنه يعطى إحساسًا بقوة الكلب، ويتم بيع الكلب البلدى رخيص الثمن على أنه من فصيلة أجنبية بأغلى من ثمنه بحوالى 300 جنيه، وأحياناً 500 جنيه، إلا أن هواة تربية الكلاب يسهل عليهم التمييز بين الكلب الجيد من حيث صحته أو فصيلته الحقيقية.
الشيخ إسماعيل، أحد تجار الجوارب الرجالى، يجلس بجوار أحد المدافن يبيع أى 3 شرابات بـ5 جنيهات، موضحاً أن مكسبه يكفى لتوفير حياة كريمة له ولأسرته أسبوعياً، بينما يقف بجواره طفلة لا تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها تنادى «أى شبشب بـ7.5».
السلاحف، أحد أنواع الحيوانات التى تباع بسوق الجمعة، وتبدأ أسعارها من 65 جنيهًا للواحد لتصل إلى 120 جنيهًا كحد أقصى، بحسب نوعها وعمرها وحجمها، وتتراوح أسعار الببغاوات الأسترالية بين 70 و150 جنيهًا، أما الببغاوات الفيشر والأرقى فتبدأ من 60 جنيهًا حتى 240 جنيهًا، والسمان الزوج منه بـ10 جنيهات، كما يباع زوج كتاكيت الدواجن بـ2 جنيه، أما كتاكيت البط فيباع الواحد بـ5 جنيهات، وتباع أطعمة الكتاكيت والدواجن بمتوسط 3.5 جنيه لكيلو الذرة الصفراء، وكيلو العلف بـ2.5 جنيه.
وأثناء التجول فى السوق ستجد أكثر من عربة لبيع الحلويات الشرقية، والبيع عادة ما يكون بحسب الطلب، فيمكنك أن تشترى بنصف جنيه أو بجنيه على ورقة كتاب مدرسى، أما من يشترى بأكثر من ذلك فيوضع طلبه بطبق من الفويل حتى يستطيع حمله.
وأمام مدفن حسن بك فهمى فيقف أحد الأشخاص ينادى: «طلع الشايب طلع الشايب.. فين الشايب فين؟»، وهذه اللعبة قديمة جدًا وهى أحد أنواع القمار التى كانت تقدم فى الأفلام «الأبيض والأسود»، حيث يقوم كل من يرغب فى المشاركة بالرهان على أن يجد ورقة الشايب مقابل 20 جنيها فمضاعفاتها بحد أقصى 200 جنيه للرهان الواحد، ومن الطريف أن الرجل صاحب اللعبة قد خسر.
وبجوار هولاء المقامرين يوجد شخصان يجلسان على طاولة خشبية وأمامهما مجموعة من علب السجائر المعدنية الفارغة، ومعبأة ببعض أصناف «البرشام» التى يطلبها الزبون، وتكون التكلفة للعلبة حوالى من 50 إلى 70 جنيهًا.. وفى إحدى طرقات المقابر أو سوق الجمعة الجديد، يوجد محل يبيع مولدات الكهرباء للاستخدام المنزلى، بلغت الأسعار للمولد المستعمل ماركة الهوندا اليابانى بقوة 1800 كيلووات حوالى 1400 جنيه، أما الجديد منه فسعره 5 آلاف جنيه، فى حين بلغ المولد الصينى الذى تبلغ قوته المدونة عليه 5800 كيلووات، أما قوته الفعلية بحسب البائع 2500 كيلووات فقط، على الرغم من أنه حاصل على شهادة الأيزو 9001 وشهادة الجودة الأوروبية «CE» فيبلغ سعره 1200 جنيه.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة