"كان من المفترض أن يتم تأهيل هؤلاء الناس للانفتاح على المجتمع والتعامل معه، خاصة أنهم قضوا غالبية حياتهم داخل المعتقلات".. بهذه الكلمات تحدثت الدكتورة منال عادل، إخصائية الأمراض النفسية والعصبية، عن ضرورة تأهيل المنتمين لتيار الإسلام السياسى المتحكم فى مقاليد الأمور حاليا على كيفية التعامل مع المجتمع، خاصة أنهم قضوا غالبية السنوات الماضية خلف القضبان، وبعيدا عن الساحة السياسية.
وأضافت "عادل"، تعليقا على خطوة البرلمان البريطانى بشأن إنشاء عيادة للصحة النفسية والعقلية لمساعدة النواب الذين يعانون من مشاكل نفسية، أن مصر ينقصها تطبيق مثل هذه الأشياء الإيجابية التى يراها البعض تمثل نوعا من الرفاهية، ولكنها فى حقيقة الأمر هامة للغاية وتجنب البلد الكثير من الأضرار، خاصة لو كان المتحكمون فيها حديثى العهد بالعمل السياسى المنفتح على العالم.
وتابعت "عادل": الأولويات فى مصر الآن هى التفكير فى كيفية إطعام الناس والانتقال بالبلد إلى مرحلة الاستقرار، وأتمنى أن يتم تطبيق ما فعلته بريطانيا فى مصر والدول العربية، ولكننا للأسف نعانى من سوء تخطيط، ومن الطبيعى أن يتم تأهيل نوابنا لأنهم بشر فى المقام الأول وثانيا لأنهم قضوا معظم حياتهم منعزلين عن المجتمع، وكان من المفترض أن يتم تطبيق هذا أيضا داخل السجون والمعتقلات دون انتظار خروجهم، وحتى نكون أكثر إنصافا فالنواب فى العهد البائد كانوا يفعلون مع الشعب أكثر مما يحدث الآن، ولكن لم يستطع أحد وقتها الحديث عنهم بكلمة واحدة عكس الوضع الآن.
واتفق معها الدكتور مصطفى حسين، مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية، قائلا إن هذه خطوة هامة لأن رجل البرلمان مثله مثل أى مواطن عادى يمر بضغوط ومشاكل نفسية تستوجب علاجها والنظر فيها، لكنه أشار إلى صعوبة تطبيق الفكرة فى مصر لعدة أسباب، على رأسها ثقافة الصحة النفسية الغائبة عن المجتمع، حيث إن الشخص العادى يرفض الذهاب للطبيب النفسى ويخشى الإفصاح عن ذلك فى محيط أسرته وعائلته، لأنها من وجهة نظره وصمة سيستمر المجتمع فى النفور منها، وبالتالى يستحيل أن نقنع النائب البرلمانى المسئول والمعروف إعلاميا بالذهاب للطبيب النفسى خوفا على سمعته.
وكانت صحيفة "ديلى ميل" أوضحت، فى تقرير لها أمس الخميس، أن الأطباء فى مجلس العموم (البرلمان) أكدوا أن عدداً متزايداً من النواب يعانون القلق والاكتئاب، ووافق مسئولو البرلمان على تخصيص 25 ألف جنيه استرلينى سنوياً لتمكين النواب من الحصول على علاج متخصص، بعد أن اشتكى عدد منهم من أن التمييز حيال الصحة العقلية يجعل من الصعب عليهم التحدث إلى الأطباء فى دوائرهم الانتخابية، مشيرة إلى وجود تفكير بشأن العمل على إقامة عيادة للصحة العقلية فى البرلمان البريطانى لمساعدة النواب الذين يعانون مشاكل نفسية، بعد تزايد حالات المعاناة من الاكتئاب والقلق بين صفوفهم.
موضوعات متعلقة:
بريطانيا تبدأ فى إجراءات إنشاء عيادة للصحة العقلية بمجلس العموم لعلاج المكتئبين والقلقين.. وصحيفة السياسة الكويتية: هل يسير نواب الأمة على خطى أقرانهم فى بريطانيا؟
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=946445&SecID=12
أطباء نفسيون يؤيدون مقترح بريطانيا بإنشاء عيادة نفسية بالبرلمان.. د. منال عادل: الفكرة تجنب البلد الكثير من الأضرار.. مدير مستشفى العباسية: خطوة مهمة لأن البرلمانى يمر بضغوط ومشاكل نفسية تستوجب العلاج
الجمعة، 15 فبراير 2013 04:29 م
صورة ارشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة