نشرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية فى عددها الأسبوعى تقريرا مطولا عن حكم الإسلاميين فى مصر وتأثيره على المنطقة، وقالت إن المعارضة الشديدة، التى يواجهها الرئيس محمد مرسى الآن تذكره بواحدة من بديهيات التاريخ، ولا سيما فى الشرق الأوسط الحديث، وهى أن الوصول إلى السلطة يختلف تمامًا عن الحكم.
فقبل سبعة أشهر فقط، تضيف الصحيفة، بدا أن الرئيس مرسى وجماعة الإخوان المسلمين قد ألهموا أمثالهم من المغرب، وحتى جنوب الفلبين، ليكونوا على قمة السلطة.. فقد أصبح مرسى زعيم أكبر دولة عربية، والسياسى الإسلامى الأكثر نفوذًا فى التاريخ.
وخلال 17 شهرا منذ سقوط مبارك وحتى انتخاب مرسى، انتقل الإخوان من انتصار انتخابى إلى آخر.. وتساءل كثير من الناس عما إذا كان عصر الهيمنة السياسية للإسلاميين قد وصل إلى المنطقة ليحل محل الأنظمة الديكتاتورية العلمانية، التى كانت سمة أغلب القرن العشرين.
لكن اليوم، اختلف الأمر، فقد أسفرت أشهر من معارضة حكم مرسى عن دخول المتظاهرين والجماهير الغاضبة فى معركة مع قوات الأمن الحكومية فى جميع أنحاء البلاد تقريبًا فى أواخر يناير الماضى، فى القاهرة وبورسعيد ومدن قناة السويس، التى تعد شريان الحياة الاقتصادى لمصر.
وتتابع الصحيفة قائلة، إن ما حدث بلا شك هز ثقة مرسى وكل من توقع من حوله أن الإخوان سيرتاحون فى السلطة ويبدأون فى تحقيق حلمهم منذ أمد طويل بجعل مصر دولة تعتمد على القرآن بدلا من التاريخ الحديث فى صياغة قوانينها ومؤسساتها، وفقا لما تقول الصحيفة.
ولا يقتصر عدم الثقة فى الشارع على مصر وحدها فى المنطقة، وكذلك فإن التحديات الاقتصادية والتعليمية لا تواجهها هى فقط.. ففى سوريا، تركت الحرب الأهلية البلاد فى حالة يرثى بها، ولو فازت المعارضة، فإن وصول الإسلاميين للحكم سريعًا أقل احتمالا عما كان عليه الحال فى مصر.
وترى ساينس مونيور، أن ما يحدث فى مصر سيقدم خارطة طريق والإلهام وربما تحذير للجماعات الإسلامية الأخرى فى سوريا إلى المسلحين الإسلاميين فى لبنان وليبيا.
والإسلاميون فى جميع أنحاء العالم العربى يتقدمون بعد عقود من القمع الحكومى والتهميش، وهو ما يثير التساؤلات فى بعض الدوائر عما إذا كان ما حدث من ثورة إسلامية فى إيران سيتكرر بعد 30 عاما مع اختلاف سنى.
وتؤكد الصحيفة أن مصر تظل الجائزة الكبرى، فهى منبع الحركات السياسية الإسلامية الحديثة، ومحور فى السلام البارد مع إسرائيل منذ توقيع اتفاقية كامب ديفيد.
وتذهب الصحيفة على القول إن حالة الاستياء داخل مصر وحقيقة أن مرسى فاز بنسبة 51% فقط من الأصوات فى الانتخابات الرئاسية تدلان على أن ما يمكن أن يبدو فى بعض الأحيان صعودا إسلاميا سنيا فى المنطقة هو فى الحقيقة تنافس شديد ومثير للجدل.. وليس مضمونا أن يقود الإخوان مصر بعد عقد من الآن، وليس مضمونا أيضا أن يفعل حلفاؤهم الأيديولوجيون الأمر نفسه فى ليبيا وتونس أو فى سوريا.
وفى دوائر صناعة السياسة الأمريكية، يتم التعامل مع هذا بخوف وارتباك حول ما إذا كانت الديمقراطيات الإقليمية الدائمة يمكن أن تصعد تحت قيادة جماعات مثل الإخوان المسلمين، وما إذا كانت الترتيبات الأمنية القائمة يتم قلبها، بل حتى ما إذا كان عهد جديد من المواجهات بين العرب والغرب يلوح فى الأفق.
وتقول تمارا كوفمان ويتس، مدير مركز سابان لدراسات الشرق الأوسط فى معهد بروكنجز، إن مصير مصر سيكون مؤثرا بشكل كبير على مصير المنطقة.. وأضافت أن مصر بالنسبة لأوباما والولايات المتحدة هى المكان الذى يوجد به المخاطر.
ومن جانبه، يقول ستيفين كوك، الخبير بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية إن هناك إحساسا قويا بالارتباك حول كيفية بناء علاقة جديدة مع مصر.. ففى واشنطن وعند مستوى ما، هناك اعتراف بأن هناك تغييرا هائلا، وعند مستوى آخر لا تزال الأمور تجرى كما كانت تجرى من قبل.
كريستيان ساينس مونيتور: المعارضة الشديدة لمرسى ذكرت الإخوان بأن الوصول إلى السلطة يختلف تمامًا عن الحكم.. وما يحدث فى مصر يقدم خارطة طريق وتحذير للإسلاميين فى العالم العربى
الإثنين، 11 فبراير 2013 12:02 م
الرئيس مرسى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة