أحمد المسلمانى يكتب: اللوبى المصرى العالمى.. حتميّة وطنيّة.. حان الوقت أن نذهب إلى "البعيد" لنحمى "القريب"

الأحد، 08 ديسمبر 2013 01:48 م
أحمد المسلمانى يكتب: اللوبى المصرى العالمى.. حتميّة وطنيّة.. حان الوقت أن نذهب إلى "البعيد" لنحمى "القريب" المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية أحمد المسلمانى
أ.ش.أ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
طالب أحمد المسلمانى، المستشار الإعلامى لرئيس الجمهورية، بتشكيل قوة ضغط ناعمة لمصر، فى عواصم الدول الغربية، مؤكداً فى مقال له أن اللوبى المصرى العالمى حتمية وطنية لحماية مصالح الشعب المصرى وثورة 30 يونيه.. وفيما يلى نص المقال:

فى أغسطس 2013 قام ملك السويد "كارل جوستاف"، وزوجته الملكة "سيلفيا" بزيارة إلى أحد المتاحف. تقدم مواطن فلسطينى وزوجته واستأذنا أفراد الحرس الملكى فى أن يهديا الملك والملكة "الشال الفلسطينى"، وبعد السماح لهما، تقدم المواطن وزوجته –حسب الصحيفة المراكشية – ووضعا "الشال" على كتف الملك والملكة.

استغرق بقاء "الشال" على كتف ملك السويد (33) ثانية، وفور بث صور الملك والملكة، وهما يرتديان الرمز الفلسطينى بدأ اللوبى الصهيونى فى نقد الصورة، وتوالت التساؤلات: "هل تغيّر موقف السويد؟، وتوالت سلسلة تحليلات لمكونات "الشال" ودلالاته من صورة "القبة العمرّية" إلى العبارة المكتوبة "أقصانا وليس هيكلهم".

فى تقديرى، فإن المواطن الفلسطينى "بسام سعيد" وزوجته "عفاف" يمثلان أصغر لوبيا فى العالم استطاعا أن يحققا هدفاً كبيراً، عبر صورة مذهلة ولقطة تاريخية.. فى نصف دقيقة.

لقد بات إقناع العالم بحقوقنا ومصالحنا حتميّة أساسية، فبعد أن أصبح الخارج جزءاً من الداخل، لم يعد رأى العالم أو رؤية الآخر أمراً يدخل فى عداد "الإطلاع" و"المتابعة"، بل أضحى جزءاً من صميم الشئون المحلية.

فى هذا السياق، أود أن أطرح المعالم العشرة التالية:
أولاً.. لا تزال الولايات المتحدة الأمريكية هى القوة الأهم فى عالم اليوم، وقد تحولت العديد من دول العالم من معادلة "الصراع مع أمريكا" إلى معادلة "الصراع على أمريكا".

ثانيـاً، إن العالم العربى والإسلامى وفى القلب منه مصر لا يمكنه أن يغفل الحواجز الثقافية والسياسية مع الولايات المتحدة، ولا يمكنه أن يتجاهل عدم توازن الموقف الأمريكى إزاء الصراع العربى الإسرائيلى، وعدداً من الملفات والقضايا الأخرى.

ثالثـاً، إن صناعة القرار السياسى فى الولايات المتحدة تشارك فيه دوائر مختلفة ومصالح متعددة وجماعات ضغط متصارعة، ليس من بينها "اللوبى المصرى" وليس من أقواها "اللوبى العربى".

رابعـاً، إن بعض الجماعات والقوى فى مصر قد حاولت التأثير فى صناعة القرار الأمريكى، ولكنها لم تفعل ذلك فى إطار المصلحة الوطنية، وإنما فى إطار المصلحة السياسية للجماعة والتنظيم، والتى جاءت مناقضة ومناهضة للمصلحة الوطنية، وبدلاً من أن تكون إضافة للدولة المصرية أصبحت خطراً على الأمن القومى لبلادنا.

خامسـاً، إن الولايات المتحدة الأمريكية وإنْ كانت القوة الأهم فى العالم إلا أنها ليست القوة الأوحد فى العالم، ذلك لأن قوة الصين وروسيا ونفوذ اليابان وألمانيا ومكانة الهند والبرازيل حقائق لا تغفلها عيْن.

سادسـاً، إن مصر كانت حاضرة دوماً فى القرارات السياسية لعواصم العالم الكبرى، ولكنها اليوم أكثر حضوراً وإلحاحاً، وقد أدت الثورتان المصريتان فى يناير 2011 ويونيه 2013 إلى "عولمة" السياسة المصرية أكثر من أى وقت مضى، وربما أكثر من أى دولة أخرى.

سابعـاً، إن الهدف الرئيسى لشعبنا العظيم على مدى التاريخ كان "تأسيس" أو "استعادة" الحضارة المصرية، ولم يكن شاغل مصر فى معظم تاريخها هو الطعام والشراب أو المسكن والملبس، بل كان شاغلها هو "المشروع الحضارى"، أى المكانة المادية والمعنوية للدولة المصرية، وهى المكانة التى تحمل رسالة "فوق بيولوجية" تتجاوز المرافق والسياسات العامة ومستوى المعيشة، هى فى قوله واحدة: "الحضارة المصرية".

ثامنـاً، يشعر المصريون بالأسى الشديد على ما أصاب بلادهم على مدى عقود من تراجع المكانة وانكسار الحضارة، وينظر الشعب بحالة من الحزن على "ما كان" وعلى "ما أصبح"، على الساسة الذين هزموا الاقتصاد، وعلى القادة الذين كان مكانهم الطبيعى فى دائرة البطالة، على "السياسة" التى هزمت "الحضارة" وعلى "الجماعة" التى جعلت مشروعها للمستقبل هزيمة "الوطن"، ويرى المصريون، أنه حتى هنا كفى، وأنه قد حان الوقت لوضع نقطة نهاية السطر، والبدء فى سطر الحضارة من جديد.

تاسعـاً، يدرك المصريون أن "الخارج" كان دوماً فى حالة عداء مع بلادهم إذا ما اقتربوا حقاً من الانطلاق الحضارى، ويعلمون جيداً أن إدراكهم ذلك ليس من باب "المؤامرة" أو "الشعور بالاضطهاد" أو "الهوس بالأجانب" بل يعلمون أن هذه الحقيقة هى خلاصة تاريخهم مع القوى الدوليّة، حدث ذلك مع كل من حاول من "محمد على" إلى "أنور السادات".

ويؤمن المصريون اليوم، بأن ثورتى يناير ويونيه، قد مهدّتا –بقوة وحسم – لاستئناف المشروع الحضارى المصرى الذى انقطع ثلاثين عاماً، ويتوقعون على أثر ذلك عودة "العداء" الدولى من جديد. ويزيد من قلقهم، إنه للمرة الأولى فى تاريخ بلادهم توجد قوة سياسية داخلية تعمل مع الخارج ضد أحلام شعبهم، وتحت دعاوى كاذبة، وصادمة ليست فى جوهرها إلا غطاء للتبعية والكراهية.

عاشـراً، إذا كانت الأغلبية الساحقة من الشعب قادرة على تصحيح الداخل، وضبط المسار الوطنى نحو الأهداف "ما بعد الاقتصادية"، فإن الخطر الأكبر يتأتى من الخارج، ولمّا ثبت تواطؤ الإعلام الدولى وتدهور المعايير الأكاديمية لدى مراكز البحث والتفكير الغربى لأجل أغراض سياسية، ولما ثبت أيضاً جهل العديد من الساسة حول العالم بأبسط الحقائق فى بلادنا، لذا لزم أن نخرج إليهم، وأن نذهب إلى هناك، لا لنشرح ونوضح، بل لنحمى ونذود عن أحلام بلادنا.

الأمر قريب جداً مما كان يفعله أجدادنا العظام الذين كانوا يذهبون بجيوشهم خارج الحدود للقاء العدو بعيداً، يجب علينا أيضاً أن نذهب إلى "البعيد" لنحمى "القريب"، وأن يحمى رجالنا وحلفاؤنا فى عواصم الغرب مصالحنا فى القاهرة، إننا لن نذهب هذه المرة لكى نهاجم أو نحارب، أو أن نثير الفتنة أو نطلق الاشتباك، بل نذهب حاملين القيم الإنسانية العالمية فى التعاون والسلام والرخاء.

لن نكون "منافقين" لأننا فشلنا فى أن نكون "محاربين"، بل نحن نحمل رسالتنا الأخلاقية الحقيقية التى طالما حملناها، والتى صاغها ديننا العظيم وقامت على تشكيلها وحمايتها القيم المصرية والعربية الرفيعة.

قد سبق لى أن دعوت مراراً إلى تأسيس "اللوبى المصرى العالمى"، وقلت –بوضوح- لوفد اتحاد المصريين بالخارج، والذى تشرفت باستقباله فى رئاسة الجمهورية فى سبتمبر 2013: "إن الوجود المصرى العالمى قوى، ولكن الناتج الإجمالى ضعيف، وهو ما يفرض علينا بحث آليات تأسيس لوبى مصرى عالمى لا يخضع للأيدولوجيا أو الحزبية، بل المصلحة الوطنية والدولة المصرية".

حاول نظام الرئيس الأسبق "حسنى مبارك"، أن يمتلك نفوذاً فى الولايات المتحدة وحاول الرئيس السابق "محمد مرسى" الأمر نفسه، لكن مبارك كان يبحث عن الحماية لمشروع التوريث وكان مرسى يبحث عن الحماية للجماعة والتنظيم.

لقد حان الوقت لتأسيس "اللوبى المصرى العالمى" ليس لأجل رئيس، أو نظام، بل لأجل المصلحة الاقتصادية والسياسية والعسكرية، ومن أجل حماية بلادنا ودورنا ومشروعنا.

ولقد تأملت صعود اللوبى اليابانى فى الولايات المتحدة وإنفاق اليابان بنهاية الثمانينيات 100 مليون دولار سنوياً، لتمويل اللوبى، بالإضافة إلى 300 مليون دولار سنوياً لتشكيل الرأى العام الأمريكى، وقد نجحت اليابان فى اجتذاب أقوى رجال واشنطن للعمل لصالحها.

كما تأملت صعود اللوبى الصينى، عبر دعم مراكز البحث والجامعات وعبر رجال الأعمال الصينيين الحاصلين على الجنسية الأمريكية، وهم من دعموا حملة "كلينتون" مقابل تطوير العلاقات مع الصين، ثم واصلوا فى عهدى "بوش" و"أوباما". ويعرف القراء الكثير جداً عن اللوبى الصهيونى ودوره فى صنع بعض السياسات الأمريكية.

ثمة ما يلفت الانتباه فى هذا السياق، أن صعود عدد من اللوبيهات الإقليمية التى لم يكن لها ذكر من قبل. هناك اللوبى التركى الذى تم إطلاقه على نحو أوسع فى عام 2010 باسم "تجمع الاتحادات الأمريكية التركية"، وهناك اللوبى الإيرانى الذى يمثله "المجلس الوطنى الإيرانى الأمريكى" والذى ساهم كثيراً فى التقارب الإيرانى الأمريكى فى عهد "روحانى"، وقد روج له موظف الاستخبارات الأمريكية السابق "روبرت بير" فى كتابه "الشيطان الذى نعرفه".

ويتحدث الإعلام الغربى عن اللوبى الكردى العراقى الذى تأسس بقيادة نجل الرئيس العراقى "قباد جلال طالبانى"، والذى قدم عرضاً مباغتاً للجنرال "ديفيد بترايوس" ليكون مستشاراً أول لـ"مسعود برزانى".. إضافة إلى مستشارين سابقين مثل "زلماى خليل زادة" و"جون أبى زيد".

إذن لم يعد اللوبى الإسرائيلى وحده هناك، بل لوبيهات شرق أوسطية، تتصارع على عقل واشنطن دون هوادة.

ثمة ما يلفت الانتباه أيضاً، أن هناك لوبيا سعوديا وآخر إماراتيا، وثالث فلسطينيا، هم الأقوى بين اللوبيهات العربية، وقد أظهرت ثورة يونيه المجيدة أهمية تحالف اللوبيهات العربية، وأهمية إعادة تأسيس لوبى عربى كبير.

إنها الحاجة إذن إلى تأسيس لوبى مصرى عالمى، وتأسيس شبكة للتنسيق بين اللوبيهات العربية فى أمريكيا والعالم. ولا يتأسس ذلك لأجل أهداف محدودة أو سياسات قصيرة المدى، بل لأجل أهداف دائمة وإستراتيجيات مستمرة.

وإننى واحد ممن يرون أن ذلك ممكناً للغاية، وأن سوء الحظ الذى لازمنا بوجود اللوبى العكسى، أى انخراط بعض الأكاديميين والباحثين والإعلاميين المصريين فى الولايات المتحدة فى العمل بمثابة لوبى أمريكى فى مصر بدلاً من أن يكون لوبى مصر فى أمريكا، يمكن لسوء الحظ هذا أن ينتهى، ذلك أن حفنة الأسماء من المصريين الأمريكيين الذين لمعوا فى الإعلام المصرى والغربى لانبهارهم بالخارج وانتمائهم لـ"الآخر" يمكن إغراقهم وسط فيْض غزير من كفاءات مصرية رفيعة تعيش بنجاح فى الخارج، وتعيش بوفاء وإخلاص للداخل.

لقد نجح اللوبى الهندى فى تغيير الصورة الذهنية للهند، من الفقر والجوع والجريمة إلى السينما واليوجا والبهجة، ولكن المحسوبين على مصر خارجها، ساعدوا فى تكريس صورة سلبية عن بلادنا، خوفاً من فقدان وظيفة أو بحثاً عن نصف دولار، حان الوقت لإسقاط اللوبى الأمريكى فى مصر وإطلاق اللوبى المصرى فى أمريكا.






مشاركة




التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

إبراهيم

و أنت تطمح لماذا ؟؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود عزيز

حرف بحرف وكلمة بكلمة :]

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود عزيز

ماذا ؟؟!!!!

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور احمد حسني عمر سعد

المصريين بالخارج وهدف اللوبي المصري في الغرب

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الاهم من اللوبى ان نحترم انفسنا ونصدق القول والفعل

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري حتى النخاع

مغرور و بارد

انت مكروه جدااااااااا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة