قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، إن موجة الدبلوماسية وفورة العنف فى الأيام التى تلت توصل القوى الغربية وإيران إلى اتفاق مؤقت بشأن برنامجها النووى، يوضح وعودا ومخاطر ما يمكن أن يكون بداية لعهد أكثر سلماً فى الشرق الأوسط أو بداية لجولة جديدة من إراقة الدماء.
وأشارت الصحيفة إلى أن الإعلان عن اتفاق بشأن إيران، والذى أشاد به الرئيس باراك أوباما باعتباره فرصة لإنهاء عقود من العداء بين واشنطن وطهران، سرعان ما تلاه مؤشرات على قدرة هذا الاتفاق على فتح صراعات إقليمية أخرى.
وتوضح الصحيفة أن وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف سافر هذا الأسبوع إلى قطر والكويت وعمان، كما زار نظيره الإماراتى طهران الأسبوع الماضى، وهذه الزيارات هى أولى العلامات على دفء فى العلاقات بين دول الخليج العربة والحكومة الشيعية فى إيران منذ أن أثارت الثورة المستمرة ضد الرئيس السورى بشار الأسد حالة من الاستقطاب فى المنطقة بسبب الخلافات الطائفية.
وناشد ظريف التعاون بين الدول العربية وإيران، وأعرب عن أمله فى أن يكون قادراً على زيارة السعودية التى تعد المنافس الرئيس لإيران.
من ناحية أخرى، فإن تركيا، وهى من أقوى المؤيدين للمعارضة فى سوريا، انضمت لإيران، أقوى حلفاء الأسد فى الدعوة إلى وقف إطلاق النار فى سوريا، وتم تحديد موعد 22 يناير لعقد مؤتمر السلام فى جنيف فى ظل انطلاق محادثات رسمية بين الفصائل المتحاربة فى سوريا.
وفى نفس الوقت، تتابع الصحيفة، شهدت المنطقة ارتفاعا حادا فى أعمال العنف الشديدة على أسس طائفية، مثل إعدام ثلاثة من أعضاء حزب الله على يد مقاتلين تابعين للقاعدة فى سوريا، وإحياء نشاط القتل بالرصاص فى العراق، وهو ما يشير إلى المخاطر الكامنة فى إعادة الترتيب الجارى الآن فى المنطقة.
وتمضى الصحيفة قائلة، إنه على الرغم من التهديد بحرب بين إسرائيل وإيران قد تراجع الآن، إلا أن الكثيرين يخشون من أن إعادة التقارب يشمل احتمال تفاقم الصراعات القائمة، مثلما يشمل احتمال حلها، وذلك من خلال التلاعب بتحالفات الولايات المتحدة ووضع الكفاح الطويل من أجل نفوذ بين إيران الشيعية والدول العربية السنية على المحك.
ونقلت الصحيفة عن محمد عبيد، المحلل المقيم ببيروت والمقرب من حزب الله ومطلع على تفكير قادته، قوله إنه ستكون هناك حروب صغيرة. وأضاف لن تكون هناك حرب كبيرة، ولكن ستكون هناك عدة حروب صغيرة، وستزداد بعد ذلك.
من جانبه، يقول مصطفى العانى، مدير دراسات الأمن والإرهاب بمركز أبحاث الخليج، إن الدول العربية السنية لا تعارض اتفاقا يمكن أن يقيد طموحات إيران النووية، إلا أنها تقلق من تداعيات العلاقات الدافئة بين طهران وواشنطن. وأضاف أن أكثر ما يثير القلق هو اتفاق تطبيع العلاقات على المدى الطويل بين إيران الولايات المتحدة، سيكون على حساب النفوذ السنى.
وتابع قائلا، لدينا مخاوف بشأن نوع التنازلات التى سيقدمها الأمريكيون، هل سيدعمون إيران كقوى عظمى إقليمية. وأشار إلى أن فكرة أن تكون إيران قوة مهيمنة هى خط أحمر تماما لجميع الدول العربية.
واشنطن بوست: اتفاق إيران يثير الآمال والمخاطر للصراعات الإقليمية القائمة
الأربعاء، 04 ديسمبر 2013 12:41 م
وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة