فى 11 فبراير 2011 أعلنت القوات المسلحة المصرية انحيازها إلى ثورة الشعب المصرى العظيم، وفى 30 يونيو كررت الأمر نفسه، وانحازت إلى ثورة المصريين مجددا، ووضعت خارطة الطريق الجديدة بالاتفاق مع القوى الوطنية والثورية، ورغم تشابه الموقف فى المرتين فإن المناخ الداخلى والتحالفات السياسية والأخطار التى تحيط بالوطن وتستهدف جيشه، اختلفت فى المرة الثانية عن الأولى.
1 - جاء الإخوان إلى سدة الحكم وفى ذهنهم التجربة الإيرانية التى قامت بتفكيك مناحى الحياة، وأعادت تركيبها بما يناسب طبيعة حكم الملالى، كما أعادت تركيب الأجهزة الأمنية والمخابرات والقوات المسلحة، وهو ما حاولت جماعة الإخوان القيام به فى مصر، وعندما فشلت الجماعة وهبت عليها رياح التغيير فى 30 يونيو، أدرك قادتها أنه فى ظل وجود الجيش المصرى لن تنجح فى العودة إلى السلطة مرة أخرى، لذلك بدأوا، منذ أجبروا على ترك السلطة، عقد مؤامرات لتشويه الجيش وإضعافه وإنهاكه.
2 - أدرك الفريق السيسى وقادة القوات المسلحة ما يحاك من مؤامرات ضد الجيش المصرى، ولم يكن طلبه نزول المصريين لتفويضه لمواجهة ما أسماه بالإرهاب المحتمل إلا لكى يرسل عدة رسائل للداخل والخارج، لعل أهمها على الإطلاق أن الشعب المصرى يحتضن جيشه، ولن يتركه وحيدا فى مواجهة قوى التكفير والإرهاب التى تستهدفه.
3 - لبى المصريون النداء ونزلوا بالملايين إلى الشارع، لأنهم أدركوا بحسهم الفطرى أن شيئا ما يدبر بليل يستهدف الدولة المصرية العتيدة وقواتها المسلحة. نزل المصريون لأنهم يعلمون أن الجيش الذى انحاز للثورة هذه المرة سيتولى حمايتها من كل طامع، ولن يسمح بسرقتها مرة أخرى، سواء من الإخوان أو غيرهم من المنتمين لنظام مبارك الذى أعطاه عاما من حكم الإخوان ما لم يكن يحلم به من إبراء ذمة مزيف صنعته سياسات الجماعة.
4 - من الأخطار التى تحيط بتحالف 30 يونيو، ليس الاختلاف على خارطة الطريق وإقامة الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية أو أن تجرى بالنظام الفردى أو القائمة أو نظام يجمع بينهما، فالاختلاف فى هذه الأمور صحى وجائز، وهو اختلاف يدفع الأمور للأمام، إنما أخطر ما يهدد تحالف 30 يونيو هو تصوير بعض المنتمين للنظام القديم، 30 يونيو، على أنها ثورة على ثورة يناير فى محاولة للفصل التعسفى بين الثورتين، قيادات النظام القديم يحاولون العودة لتصدر المشهد السياسى مرة أخرى، وكأن ثورة لم تقم، وكأن لم يكن هناك شهداء سقطوا من أجل رحيلهم عن السلطة.
5 - لابد أن يدرك من بيدهم الأمر أن هؤلاء العائدين إلى دائرة الضوء من بقايا النظام القديم لا يقلون خطرا عن جماعة الإخوان، ولا عن الجماعات الإرهابية التى تحاول إرباك المشهد السياسى وتعطيل خارطة الطريق ومنع الاستحقاقات التى وضعتها من دستور وانتخابات رئاسية وبرلمانية، فلم يثر المصريون مرتين فى أقل من ثلاث سنوات، وقدموا الشهداء لكى يعود النظام القديم مرة أخرى ويعيد إنتاج نفسه فى شكل جديد، وفى اعتقادى أن المصريين عندما خرجوا لإعلان تفويضهم فى 26 يوليو الماضى، كانوا يعنون حمايتهم من كل الأخطار التى تحيط بهم وبثورتهم، وأن العقد غير المكتوب بين الشعب وقواته المسلحة هو الاحتضان فى مقابل الحماية، بمعنى، أنا أحتضنك لكى تحمينى، هذه العلاقة المتينة بين الشعب المصرى وجيشه، فشلت حتى الآن بعض قوى الإسلام السياسى وعلى رأسها جماعة الإخوان أن تضربها وتنهيها، لكن عودة بعض رموز النظام القديم تعطى مبررا سهلا لهؤلاء المتربصين بأن نظام مبارك عائد، خاصة بعد مهرجانات البراءة وإخلاء السبيل التى لا ذنب لأحد فيها سوى فساد الأدلة التى قدمت وأدت إلى هذا.
6 - الهتاف العبقرى الذى تصدر المشهد فى 25 يناير بأن الجيش والشعب إيد واحدة يدل على فهم الشعب المصرى صاحب المبادئ فى يناير ويونيو لدوره، وهو ما يجب أن يكتمل بالوعى بأن حماية الشعب تأتى من تنفيذ أهداف ثورته التى خرج من أجلها، وأن أى تخاذل أو تهاون سيعطى ذريعة لهواة الصيد فى الماء العكر لرفع شعار يسقط حكم العسكر مرة أخرى، ليعيدوا شق الصف وهذا ما يراهنون عليه قبل 25 يناير المقبل.
شعب يحمى «جيشا» يحمى ثورة .. بعض رموز النظام القديم لا يقلون خطرا على الثورة من الإخوان..ومحاولة تصدرهم الساحة تقضى على آمال الثوار
الإثنين، 23 ديسمبر 2013 06:31 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الفلول عصام عبد الخالق احمد العاشر من رمضان
ليس نظام مبارك بل نطام مصر
عدد الردود 0
بواسطة:
علي مصطفي
الثورة مستمرة