عادت من جديد أزمة عدم الثقة بين إيران والقوى الغربية، بعد أن كانت قد اجتاز إيران، والغرب تلك المرحلة بإبرام اتفاق جنيف المبدئى حول برنامجها النووى، بعد انتهاك أمريكا للاتفاق الذى لم يستمر سوى أسابيع بعد إبرامه فى 24 نوفمبر الماضى، بفرض وزارتى الخزانة، والخارجية الأمريكيتين، عقوبات على 19 شركة، ووضع أفراد على القائمة السوداء، فيما رأت المتحدثة باسم الخزانة الأمريكية أن العقوبات لا تتعارض، ولن تتعارض مع جهودنا المتواصلة لكشف من يدعمون البرنامج النووى الإيرانى أو يحاولون التهرب من عقوباتنا. رأت إيران التى حذرت مرارا من فرض عقوبات فى هذا الوقت، ومايترتب عليه من إلغاء أو إيقاف اتفاق جنيف، رأت أن فرض عقوبات أثناء سير المباحثات بين إيران والقوى الغربية "يتعارض مع روح اتفاق جنيف".
ومازالت إيران تعكف على تقييم الوضع، واتخاذ رد فعل مناسب حيال العقوبات الجديدة، وقالت مرضية أفخم المتحدثة باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إن "الإجراء غير البناء، وغير المفيد والمتكرر" من جانب الحكومة الأمريكية يتعارض مع جهود إثناء المشرعين الأمريكيين عن فرض عقوبات جديدة.
وإثر فرض عقوبات جديدة، غادر الوفد الإيرانى فجأة فى وقت متأخر مساء الخميس الماضى جنيف، عائدا إلى طهران بعد ساعات من إعلان قرار واشنطن.
وجعل هذا الحدث المحافظين المتشددين فى إيران ممن كانوا يعارضون عملية التفاوض بين إيران والغرب مجموعة 5+1، يزدادون ثقة بأنفسهم، ويرون أنهم كانوا على حق فى مناداتهم بوقف المباحثات النووية مع الغرب، وأمريكا التى يرون أنه لا يمكن الوثوق فيها، وكتبت صحيفة كيهان التى تنتمى للمحافظين المتشددين، والتى كانت تعارض بشدة المباحثات مع الغرب، كتبت، تحت عنوان، وضحت النوايا الأمريكية هل نثق فيها مجددا، وقالت إنه رغم تفاؤل بعض المسئولين الإيرانيين باتفاق جنيف، والصورة المضيئة التى رسموها بعد الاتفاق، إلا أن الإجراء الأخير الذى قامت به واشنطن، بفرض عقوبات جديدة كان الرصاصة الأخيرة لهذا التفاؤل، وقالت الصحيفة أنها حذرت خلال تقاريرها مرارا من الاحتيال الغربى بهذا الاتفاق المؤقت، وأظهرت أن أمريكا لا يمكن الثقة فيها، وهذه الأيام أثبتت صدق تقاريرها.
ووصفت صحيفة جمهورى إسلامى، الإجراءات الأخيرة التى قامت بها أمريكا بغير الدبلوماسية، وتعارض اتفاق جنيف، ورغم مزاعم مسئولى الخزانة الأمريكية بأن العقوبات لا تتعارض مع اتفاق جنيف، لكن المسئولين الإيرانيين، رأوا أن العقوبات تتعارض وروح اتفاق جنيف، وقالت إنها أول مرة يحدث ذلك بعد اتفاق جنيف الشهر الماضى مع القوى الست الكبرى.
وتوقع وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى، استئناف المحادثات النووية مع إيران فى الأيام القادمة فى تصريحه له أثناء زيارة لإسرائيل، وأضاف أن كل التوقعات تشير إلى أن المحادثات ستستمر فى الأيام القليلة القادمة، وسنتابع الأمر لحين التطبيق الكامل لهذه الخطة".
كما توقع مايكل مان، المتحدث باسم كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى استئناف المباحثات قريبا.
وأغضت اتفاق جنيف رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، الذى وصفه بالاتفاق السيئ، أعقب الاتفاق زيارات واتصالات بين البيت الأبيض، وتل أبيل لطمئنة نتنياهو على أمن إسرائيل، ويشار إلى أن إسرائيل واللوبى الإسرائيلى لديه دور كبير فى وقف المحادثات وممارسة ضغوط على واشنطن لفرض مثل هذه العقوبات فى هذا التوقيت لعرقلة المفاوضات، والإخلال بالاتفاق الذى أزعج إسرائيل.
صحيفة: عدم الثقة يعود مجددًا بين إيران والغرب بعد انتهاك أمريكا اتفاق جنيف
السبت، 14 ديسمبر 2013 03:52 م
وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة