فوزى فهمى غنيم يكتب: عن مكانة الأزهر بين الأمم أتحدث

الخميس، 28 نوفمبر 2013 02:22 م
فوزى فهمى غنيم يكتب: عن مكانة الأزهر بين الأمم أتحدث الجامع الأزهر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تقتصر دراسة طلاب الأزهر على العلوم الشرعية والعربية والعملية، ولكنهم يدرسون أيضًا الأخلاق الإسلامية التى تعد جزءًا لا يتجزأ من القيادة الدينية المؤثرة وبناء ثقافة الحوار والتسامح، ولا تزال هذه المنهجية الشمولية للتعليم الدينى، مدمجة بفهم القضايا المعاصرة تجذب طلابًا من جميع أنحاء العالم للدراسة بالأزهر، وهؤلاء الطلاب يعودون إلى بلادهم ليس بالعلم فحسب، وإنما بذلك النموذج من التدين المعتدل الذى بالرغم من عدم تغير ثوابته، إلا أنه يظل قادرًا على تلبية احتياجات المجتمع الإسلامى فى عالم متغير.

لقد سعى الأزهر حثيثًا منذ وقت طويل إلى التفاعل مع التجمعات الدينية الأخرى سواء داخل العالم الإسلامى أو على المستوى الدولى، وهذه الروح للحوار واضحة فى تصريحات شيوخ الأزهر وفتاواهم، وكذلك فى أنشطة علمائه .

إن علماء مجمع البحوث الإسلامية يؤكدون على أن هناك مساحة كبيرة وشاسعة، يمكن فيها أن يتفاعل كل من العالم الإسلامى وأمريكا معًا، وتشمل رفض الإرهاب ، والدفاع عن القيم الأخلاقية للعدل والرحمة وتعزيزهما ونشر المودة وبناء جسور التفاهم والقضاء على المفاهيم المغلوطة والقوالب النمطية بين جميع شعوب العالم.

وقد ذكر معظم المكتشفين الجغرافيين الأجانب، أن الذين يقومون بنشر الإسلام فى أفريقيا أكثرهم من الدعاة والمسلمين الذين درسوا فى الأزهر الشريف بصفة خاصة. هذا الجامع الذى يهرع إليه الطلاب من جميع أنحاء العالم وبخاصة من شعوب أفريقية. وقد قام هؤلاء المعلمون بإنشاء المدارس والزوايا لتعليم أصول الدين، والتفقه فى أحكام الإسلام . وقد ذكر المقريزى فى خططه أن عدد هؤلاء الطلاب بلغ فى عهده – فى القرن التاسع الهجرى – الخامس عشر الميلادى ( 750 ) طالبًا وكان لكل طائفة منهم ( رواق ) – يعرف بهم ، وكان من أهم هذه الأورقة رواق ( الدكارتة ) و( رواق السناربة ) و ( رواق الجبرت ) و ( رواق برنو ) .. وقد انتهى عهد الأورقة فى الأزهر الشريف الآن ، بعد أن تكاثر عدد الوافدين إلى ( مصــر ) من أنحاء العالم الإسلامى . حيث أنشئت لإقامتهم مدينة خاصة هى ( مدينة البعوث الإسلامية ) تضم حوالى عشرة آلاف طالب من كل الجنسيات المعروفة فى العالم .. وكان آخر ما وصل إلى هذه المدينة من الطلاب الدارسين فى الأزهر، طلبة من اليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، وجنوب أفريقيا، وبريطانيا .. وقد عمل الأزهر الشريف على تسهيل دراسة هؤلاء الطلاب الذين لا يعرفون حرفًا واحدًا من اللغة العربية، فأنشئ من أجل ذلك قسم الدراسات الخاصة لتعليم اللغة العربية، كما أنشئ ( معهد البعوث الإسلامية ) الذى تسير مناهجه وفقًا لحاجات هؤلاء الطلاب اللغوية والدراسية.وكلاهما أى قسم الدراسات الخاصة ومعهد البعوث تابع للأزهر الشريف الذى يقدم لهؤلاء الطلاب المنح الدراسية، ويوفر لهم كل أسباب الراحة طوال سنوات التعليم والدراسة. وقد تخرج الآلاف من هؤلاء الطلاب فى الأزهر الشريف ، وتولوا فى بلادهم أرفع مناصب التعليم الدينى والتوجيه .. ولم يكن ذلك ليتم لولا تلك الرعاية التى شملتهم بها ( مصر ) طوال سنوات التعليم، ولولا الدور الذى تقوم به ( مصر ) فى خدمة الدين .. وقد خطت ( مصــر ) فى هذا المجال خطوة أخرى تختلف عنها فى الصورة وأن اتفقت معها فى القصد والغاية. هذه الخطوة أو ( الخطة ) تتمثل فى إرسال العلماء والدعاة إلى مختلف أقطار العالم الإسلامى، وفى إنشاء المراكز الإسلامية فى العواصم الهامة، وفى إقامة المعاهد والمدارس الخاصة. وفى نيجيريا مثلا توجد بعض المراكز الثقافية التى تنفق عليها ( مصر ) وتشرف عليها ، وفى الصومال أنشىء العديد من المدارس على حساب ( مصر ) لتعليم أصول الدين واللغة العربية، كما أن هناك فرعًا لجامعة القاهرة فى مدينة الخرطوم ، وفى الخرطوم نفسها قام أكبر مركز إسلامى لتخريج الدعاة الإسلاميين بمساعدة كبرى من القاهرة وإشرافها. وفى خارج العالم الإسلامى ، كان أول مركز إسلامى أنشئ فى أوروبا، وهو مركز لندن – من سعى ( مصر ) وعملها ، وهناك مركز آخر فى واشنطن أقامته ( مصر ) بجهودها ، وتبع ذلك إنشاء مراكز إسلامية أخرى . لكن .. هل هذا كل ما فعلته ( مصر ) فى سبيل نشر الدعوة الإسلامية ؟ إن فى ( مصر ) إذاعة خاصة بالدعوة الإسلامية هى ( إذاعة القرآن الكريم ) .. هذه الإذاعة تبث إرسالها على موجتين قصيرة ومتوسطة وتتنوع برامجها لتشمل كل حاجات المسلمين الروحية والفكرية وتذيع يوميًا لأكثر من عشرين ساعة، كما لا يفوتنا أن نسجل ما تقوم به ( البرامج المواجهة ) فى نشر الوعى بالحضارة الإسلامية، وتلبية حاجات المستمعين فى القضايا الدينية، لقد سجلت ( البرامج الموجهة ) تفوقًا ملحوظًا فى هذه الناحية ، واستكتبت لبرامجها كبار العلماء والمفكرين فى الأزهر الشريف والقاهرة . وهذا هو قدر ( مصــر ) قدرها دينًا .. وقدرها تاريخًا .. وقدرها مكانًا .





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة