"عمرى ما كنت أتوقع أن الدم يبقى مية، وأهون على أخويا شقيقى ويخطف ابنى، ويحسرنى عليه ويساومنى على مليون جنيه..هو الدنيا حصل فيها إيه يا جدعان..مش كفاية عمال يبلبع ويشرب مخدرات وكمان يخطف ابنى وهو عنده أولاد وعارف معزة الضنا عند والديهم".. كانت هذه الكلمات لوالد الطفل المختطف بأوسيم.
وأضاف "نزيه أبو الحسن" 42 سنة، فى حديثه لـ "اليوم السابع"، إن الواقعة بدأت عندما كان يلعب نجلى "عبد الرحمن" 8 سنوات، تلميذ بالصف الثانى الابتدائى أمام منزلى بمدينة أوسيم، حيث كانت الشمس فى طريقها إلى مخدعها، وسمعنا أذان المغرب، ولم يعود "عبد الرحمن" من الشارع إلى المنزل، وخرجت والدته حتى تطمئن عليه فلم تجده، ومرت الساعات ولم يعد ابنى، وبدأنا نعلن عن اختفائه عبر مكبرات الأصوات بالسيارات التى كانت تجوب مدينة اوسيم وفى المساجد دون جدوى.
واستكمل "مر الليل علينا والنوم يخاصم جفون العيون- الاب يواصل حديثه- والأم دموعها لا تتوقف والأبناء ينظرون إلى صور شقيقهم، ويشاركون الأم البكاء، بينما كنت أنا مشغولا فى البحث عنه برفقة أصدقائى وشقيقى الذى كان يبحث معى عن ابنى، ولم أعلم بعد بأنه وراء الجريمة" يعنى يقتل القتيل ويمشى فى جنازته"، واستمرت عمليات البحث حتى صباح اليوم التالى.
وتابع الأب، انتظرت حتى عادت الشمس للشروق مرة أخرى لعل "عبد الرحمن" يعود معها، لكن الآمال فى العودة بدأت تتبخر، وأثناء تفكيرى فيما أفعل، قطع صمتى صوت الهاتف، نظرت إليه فإذا برقم مجهول يظهر على شاشة الهاتف، أسرعت بالرد، وقال لى المتصل فى كلمات قليلة "ابنك عندنا وحضر مليون جنيه وهاتصل بك تانى...أه صحيح لو بلغت الشرطة يبقى انتظر جثة ابنك" وفصل المكالمة، ومن ثم بدأ القلق يتسرب إلى قلبى، وتحدثت مع المقربين عن المكالمة ونصحنى الجميع باللجوء إلى الشرطة، وبالفعل ذهبت إلى مركز شرطة أوسيم، والتقيت برئيس المباحث وسردت لهم ما حدث، ولم اتهم أحدا معينا، وأعطيته رقم هاتف الشخص المجهول الذى يساومنى بالمال.
واستطرد الأب قائلا، مرت 48 ساعة على اختفاء ابنى ولم تصلنا عنه أية معلومات، ولم يكف الشخص المجهول عن الاتصال والمساومة على المليون جنيه، وحاولت اقناعه بتقليص المبلغ، لكنه رفض، واستعطفت قلبه وأكدت له بأننى أعمل "سمكرى" وليس لدى المبلغ، ففوجئت به يؤكد لى بأنه يعلم بأنى أملك عقارا كاملا ثمنه يتخطى المليون جنيه، ولم أعلم من أين حصل على هذه المعلومات.
وأضاف الأب، بينما ابنى "محمد" بالصف الثالث الإعدادى، و"فاطمة" بالثانوية العامة ووالدتهما مشغولون بالبكاء على "عبد الرحمن"، رن هاتفى المحمول وأسرعت إليه ظنا بأن المتهم يتصل مرة أخرى، إلا أننى فوجئت هذه المرة باتصال من رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم، يطلب منى سرعة الذهاب إلى المركز لاستلام ابنى حيث تم تحريره من مختطفيه والقبض على المتهمين.
أسرعت إلى مركز الشرطة برفقة زوجتى، والفرحة تكاد تقتلنى، وعندما شاهدنا "عبد الرحمن" فى مكتب رئيس المباحث أسرعت زوجتى وحضنته، والدموع لا تتوقف من عينيها، بينما قدمت الشكر والتقدير لضباط الشرطة على المجهود الذى بذلوه فى سبيل إنقاذ ابنى، إلا أن فرحتى لم تكتمل بعودة "عبد الرحمن" حيث اكتشفت بأن وراء الجريمة شقيقى، وتخيلت أن يكون أى شخص قد ارتكب الجريمة دون أخى الذى طالما ساعدته بالمال ووقفت بجواره فى الأزمات، لم أعلم كيف تحول الدم إلى "مية"، ولم أتوقع يوما بأن إدمان شقيقى للمخدرات سوف تجعله يفعل أى شىء للحصول على المال، حتى وإن وصل الأمر إلى اختطاف ابن شقيقه، فى حين أنه لديه أطفال ويعلم حب الآباء لابنائهم و"غلاوة الضنا".
وأوضح الأب قائلا، بكيت بالدموع على ما فعله شقيقى فى ابنى الصغير، حيث احتجزه لمدة يومين داخل شقة فى بولاق الدكرور، بدون أكل أو شرب، ولم تأخذه به شفقة أو رحمة من أجل المال.
وكان العميد خالد فهمى مأمور مركز شرطة أوسيم، قد تلقى بلاغا من نزيه أبو الحسن 42 سنة، سمكرى، يفيد بغياب نجله، وأنه فوجئ باتصال هاتفى من أحد الأشخاص، وطلب منه مبلغ مليون جنيه لإعادته، وتوصلت تحريات المقدم عصام نبيل رئيس المباحث ومعاونيه الرائدين أحمد نصر ومحمد إدريس، إلى أن عم الطفل وراء اختطافه.
وتم إعداد حملة أمنية مكبرة بإشراف العميد مجدى عبد العال نائب مدير المباحث، وتمكنت من القبض على المتهم، والذى اعترف أمام اللواء محمود فاروق مدير المباحث والعميد جرير مصطفى رئيس المباحث الجنائية، بارتكابه للواقعة، بالاشتراك مع صديق له، وتم ضبطه أيضا، وأحال اللواء كمال الدالى مدير أمن الجيزة المتهمين للنيابة، حيث تم حبسهما 4 أيام على ذمة التحقيقات.
عدد الردود 0
بواسطة:
م / ممدوح فؤاد
لاحول ولا قوة الا بالله
عدد الردود 0
بواسطة:
Dr. Sayed
نطالب بتطبيق أقصى عقوبة