القومى للترجمة يصدر النسخة العربية من مصادر الطاقة غير التقليدية

الأربعاء، 27 نوفمبر 2013 03:14 ص
القومى للترجمة يصدر النسخة العربية من مصادر الطاقة غير التقليدية غلاف الكتاب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن المركز القومى للترجمة، النسخة العربية من كتاب (مصادر الطاقة غير التقليدية) من تأليف د.س.شاوهاون وس ك سريفاستافا ومن ترجمة وتقديم عاطف يوسف محمود. ويقع فى 539 صفحة من القطع الكبير، ومن خلال خمسة عشر فصلا؛ يستعرض الكتاب - بدايةً – مختلف أشكال الطاقة، مصنفا إياها إلى تجارية وغير تجارية، وتقليدية وغير تقليدية، ومتجدّدة وغير متجددة، ثم ينتهى إلى الحقيقة الحتمية الأسيفة، وهى وشك نفاد مصادر الطاقة من المصادر الأحفورية فى صورها المختلفة، من فحم ونفط غاز طبيعى، نظراً لمحدودية احتياطيات العالم منها، ومن ثم حتمية اللجوء إلى بدائل الطاقة غير التقليدية التى لا تُستنفد، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والمحيطات والطاقة الحيوية وغيرها.
ومن هنا كانت أهمية البحث عن مصادر بديلة وملائمة للطاقة، ومن ثمَّ تنبع أهمية هذا الكتاب الذى يتقصى بالتحليل والتفصيل مصادر الطاقة غير التقليدية، ومدى جدوى استغلالها،ويومئ الكاتبان إلى ما تشير إليه تقارير منظمات التغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة عن استهلاك الطاقة على مستوى العالم، وعن الهوّة الشاسعة التى تفصل ما بين البلاد المتطورة صناعيًّاً وتلك النامية فى هذا الشأن، حيث يصل استهلاك الفئة الأولى إلى نحو 66% من إجمالى الاستهلاك العالمى، فى حين يصل تعداد ساكنيها إلى ما لا يربو على رُبع تعداد العالم، وذلك فى مقابل اقتصار استهلاك الدول النامية التى تحتضن ثلاثة أرباع سكان المعمورة على 34% من ذلك الإجمالى.
ويتطرق المؤلفان بعد ذلك إلى استعراض أساليب الطاقة غير التقليدية مبيِّنيْن كيف أن الاعتماد عليها، كفيل بحل مشكلتين متلازمتين فيما يتعلق بالإمداد بالطاقة، فهى – من جهة – تحقق اللامركزية فى التزوّد بها، ومن جهة أخرى تضرب بسهم وافر فى الحفاظ على نظافة البيئة، تلك القضية التى باتت تؤرق العلماء والخبراء العاملين فى مجالها. ويوصى الكتاب بضرورة وضع البرامج اللازمة للإفادة من كافة مصادر الطاقة المتجددة، وتطوير التقنيات فى سبيل استغلالها. وإذا كان الكتاب – ومؤلفاه خبيرا طاقة هنديان – يتسم بالتركيز الشديد على ظروف شبه القارّة الهندية وملابسات البيئة بها، فما من ريب فى إمكانية تطبيق الكثير، بل والكثير جداً من معطياته على مصر والبلدان العربية، باعتبارها بلداناً نامية، تربط ظروفها بظروف الهند وشائج قوية. وما من شك فى أن الهند فى نهضتها الحديثة التى برزت بها، تنهض مثلاً لما يمكن أن تتأثّره مصر وتترسم خطواته فى هذا السبيل الذى قطعت فيه الهند شوطاً لا يُستهان به.
يحلل الكتاب بعد ذلك كلا من مصادر الطاقة غير التقليدية، بادئا بالطاقة الشمسية التى تحظى بلادنا العربية – على نحو خاص – بقسط وافر منها، مشيرا إلى ما يحدّ من انتشار المنظومات الشمسية، من ارتفاع الاستثمارات الابتدائية اللازمة لها وكبر مساحات الأراضى الضرورية لإقامة تلك المظومات، والعوامل التى تؤثر فى أداء الخلايا الشمسية من عدم انتظام الإشعاع الشمسى على مدار اليوم، بالإضافة إلى صعوبة تخزينه. ثم يتطرق الكتاب إلى أحدث التطورات فى مجال تصميم الخلايا الكهروضوئية والتى تكفل رفع كفاءتها وتقليص عناصر تكلفة تصنيعها وتنويع تطبيقاتها، وبصفة خاصة فى المناطق الريفية والمحرومة من الكهرباء،ثم يعرج الكاتبان على صور الطاقة المنتجة من الكيانات الحيوية وكيفية الإفادة منها، من نفايات مادية عضوية أو محاصيل تُستزرع بغرض توليد الطاقة، مع مراعاة الظروف المناخية والزراعية المتباينة، وكيف يوفر الغاز الحيوى المستخلص من هذه النفايات، وقوداً نظيفاً ورخيصاً، يصلح لمتطلبات الطهى والإنارة وإدارة المحركات الصغيرة.
ثم يتحدث الكتاب عن صور طاقة المحيطات التى بالوسع استغلالها، من طاقة حرارية مستفادة من فرق درجات حرارة سطح المياه وباطنها، وتسخير طاقة الأمواج المتمثلة فى حركتها الدائبة ارتفاعاً وانخفاضاً، وطاقات موجات المد والجزر الناجمة عن الشد الجذبوى لكل من الشمس والقمر، وما تم تشييده بالفعل من محطات قوى تعمل على أساسها، وكذلك الطاقة المستمدة من منحدر درجة ملوحة مياه المحيطات وظاهرة التناضح التى تصلح لتوليد الكهرباء.
يخلص الكاتب فى النهاية إلى ان تأمين إمدادات الطاقة من القضايا التى تحتل بؤرة اهتمام دول العالم، توخّياً لحماية أمنها القومى وتأمين احتياجات الأجيال القادمة من الطاقة، بأسلوب يكفل توفيرها بما يتناسب مع متطلبات التنمية وتقوم السياسة الرشيدة لقطاع الطاقة على عدد من المحاور: أولها هو تنويع مصادر الطاقة، والمحور الثانى هو الاستغلال الأمثل لمصادر الطاقة المتاحة، والمحور الثالث: تحسين كفاءة ذلك الاستغلال مع الحفاظ على البيئة.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة