رأى عدد من الأدباء والمثقفين أن حكومة الدكتور حازم الببلاوى، رئيس مجلس الوزراء، لا تتعامل كما ينبغى مع مؤيدى جماعة الإخوان المسلمين، والتى مازالت حتى الآن مستمرة فى نهج العنف ضد الشعب المصرى منذ خلع الرئيس المعزول محمد مرسى، وفض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، وقد تجلى ذلك فى مشاركة البعض من جماعة الإخوان المسلمين فى ذكرى محمد محمود، بالأمس، وأظهرت ذلك العديد من الصور التى تداولها العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"توتير"، وتشير لأشخاص يرفعون شعارات رابعة أثناء مشاركتهم فيها، بالإضافة إلى ما شهدته مصر اليوم من تفجير أتتوبيس نقل جنود أثناء أجازتهم.
فى البداية قال الروائى عبده جبير فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن ما حدث بالأمس فى ظل الاحتفال بأحداث محمد محمود، إنما يدُل على أن الإخوان قد انتهوا، أو أنهم يلفظون النفس الأخير، والدليل على ذلك الأعداد الضئيلة جداً كما لاحظ الجميع، أى أن هناك عددا من الشباب وأطفال الشوارع المأجورين الذين طُلبوا لإثارة الشغب، ويتسبب فى نهاية الإخوان حالة الغباء المُستحكمة من قيادتهم.
أما عن مسألة الاغتيالات والعربات المفخخة فيقول "جبير" قد يكون ذلك بتوكيل التنظيمات الإرهابية ذات الخبرة بهذا المجال، وإذا ثبت صحة هذا الاعتقاد، فإن الإخوان بذلك يضعون النهاية الكاملة إلى الأبد فى مصر بل والعالم كله، ويندهش المرء من هذا الكم من الفاشية التى تتحكم فى أرواح هؤلاء الناس، مما يدل على أنهم لا صلة لهم بأى دين، فليس هناك دين يدعو أو يقُر عمليات القتل العنيفة بهذا الشكل.
من جانبه أرجع الكاتب ناصر عراق شغب الإخوان أمس إلى الحكومة الحالية كونها لا تتعامل معهم بطريقة لا تليق، فجماعة الإخوان تعتقد أن اغتيال أحد الضباط والجنود، وإثارة الشغب قد يُغير من الأمر شيئاً، فى حين أن التاريخ يؤكد لنا أن الاغتيالات على مدار الزمن لم تحقق نجاحا أو تغير سُلطة، وبالتالى على المثقفين والحكومة بشكل رئيسى أن تتخذ من التدابير والإجراءات الأمنية الحازمة والحاسمة لتوقف هذا الجنون الإخوانى، والذى لن يتوقف إلا بشيئين: هما الحزم وسرعة المحاكمات وإصدار أحكام على الموجودين فى السجون من قيادات هذه الجماعة.
وأشار "عراق" إلى أنه يرجو من شباب الثورة بكل مجالاته وطوائفه أن ينتبه لما يحُاك ضد الدولة المصرية المدنية، والتى قد تتعرض لخطر جسيم إذا ما تركنا الدولة فى يد الإخوان، وبالتالى علينا جميعاً أن نتكاتف شعباً وجيشاً وسلطة لمواجهة الفاشية التى تطل برأسها من هنا وهناك، ثم بعد القضاء عليها نستطيع أن نُعيد علاقتنا ببعض الحريات المدنية والعدالة الاجتماعية، ولكن الخصم الآن هو الفاشية التى تتاجر بالدين وتقتل فى كل مكان.
فى السياق نفسه، أكد الفنان التشكيلى محمد الطراوى أن ذكرى محمد محمود كان ينبغى الاحتفاء بها من قبل كل الثوار وأبناء الشعب المصرى تكريماً للشهداء الذين قُتلوا برصاص الأمن إلى حد كبير، لكننا لاحظنا أن الإخوان يعيدون نفس اللعبة فى محاولة الحشد مرة أخرى، وبالطبع من المفترض أن يحاول الشعب المصرى الترسيخ بقدر الإمكان أو الانتصار إلى الدولة المدنية دولة الاستقرار وهكذا.
وأضاف "الطراوى": الذين نزلوا للتحرير منهم الثوار لاشك إيماناً بدور الشهداء، وآخرون نزلوا من أجل الشغب والاشتباك بمختلف الطرق، وكان يجب أن نحتفل بهذه الذكرى بطريقة تليق بالشهداء وبثورتى 25يناير و30يونيه، ولكن ما حدث استفاد منه التنظيم المحظور.
ورأى "الطراوى" أن الأداء المتردى من الحكومة الحالية يؤدى إلى التحام مجموعة من الشعب مع هذا التنظيم، فهناك نوع من الغصة تجاهها، ووفاة ضابط ومقتل إصابة بعض الجنود هذا الأسبوع يشير إلى محاولة هدم المؤسسات الأمنية فى مصر من قبل تلك الجماعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة