ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، اليوم، السبت، أن هناك توجها لدى بعض أعضاء الكونجرس الأمريكى بفرض مزيد من العقوبات على إيران وهو الأمر الذى رأته الصحيفة غير ضرورى وقد يؤدى إلى عرقلة العملية الدبلوماسية وتقوية شوكة المتشددين الإيرانيين، موضحة أن الحل الأمثل الآن هو تخفيف العقوبات جزئيا كنوع من الحافز لتشجيع إيران على تقديم بعض التنازلات.
وأشارت الصحيفة الأمريكية - فى تعليق على نسختها الإلكترونية - إلى أنه فى السنوات الأخيرة كان دعاة الحد من التسلح ومنع انتشار الأسلحة النووية يرون باستمرار أن العقوبات هى الحل الأمثل للضغط على إيران فيما يتعلق ببرنامجها النووى، موضحة أن سياسة أمريكا بالحصول على تأييد مجلس الأمن لفرض عقوبات والتنسيق مع الحلفاء الأوروبيين لفرض ضغوط اقتصادية إضافية على إيران قد أحرزت إنجازا دبلوماسيا ملحوظا ويبدو أن هذه السياسة قد أتت ثمارها وهذا واضح فى اللفتات التصالحية التى قدمتها الحكومة الإيرانية الجديدة فى محادثات جنيف.
وأفادت الصحيفة بأن بعض أعضاء الكونجرس يريدون فرض مزيد من العقوبات على إيران ولكن معاقبة إيران فى الوقت الذى جلست فيه على طاولة الحوار قد يؤدى إلى تقوية موقف المتشددين فى إيران الذين يرون أن المفاوضات مع الجانب الأمريكى لا طائل منها.
وقالت الصحيفة إن الاستراتيجية المناسبة الآن تتمثل فى تخفيف العقوبات جزئيا كحافز لإيران يدفعها إلى مزيد من التنازلات.. مشيرة إلى أن الحوافز الاقتصادية والأمنية حاسمة فى كثير من قضايا منع انتشار الأسلحة النووية وأن التوجه ناحية فكرة فرض عقوبات فقط لن يثمر عن شىء ويعد الحل الوحيد هو العقوبات والحوافز جنبا إلى جنب لتحقيق نجاحات دبلوماسية.
وذكرت الصحيفة أن تخفيف العقوبات قد يأتى فى صورة تعليق العقوبات المالية على التجارة غير العسكرية مع إيران وستستمر هذه العملية لمدة ستة أشهر وقد يعاد تجديدها إذا صدقت طهران فى عروضها بالحد من إنتاج الأسلحة النووية وتخصيب اليورانيوم والسماح بتفتيش دولى على نطاق أوسع.
ومن المميز فى قضية تعليق العقوبات، أنه لو لم تستجب طهران أو لم تحاول استغلال هذه الفرصة فستفرض العقوبات مرة أخرى سريعا وقد يكون تقديم عرض تخفيف العقوبات على طهران هو خطوة ترمى إلى حثها على تقديم تنازلات وبناء الزخم للدفع بالمفاوضات الجارية للوصول إلى تسوية شاملة، فإذا أثبتت طهران سلمية برنامجها النووى فإن الولايات المتحدة وشركاءها على استعداد لرفع المزيد من العقوبات غير العسكرية.
وكان العرض الذى قدمته طهران فى محادثات جنيف هو تعليق تخصيب اليورنيوم والأنشطة النووية بشكل جزئى والسماح بدخول مفتشين من وكالة الطاقة الذرية الدولية لضمان السير على أهداف قرارات مجلس الأمن، ويوضح هذا الموقف أن طهران أصبحت أقل تشددا من ذى قبل حيث تقول الدبلوماسية المنطقية إنه حينما يقدم طرف أحد التنازلات ينبغى على الجانب الآخر الرد بالمثل وأن لا يقوم بأى تصعيدات.
"ساينس مونيتور" تطالب بتخفيف العقوبات المفروضة على إيران
السبت، 02 نوفمبر 2013 01:53 م
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة