يمر التعليم الجامعى فى مصر منذ بدأ العام الدراسى الجديد 2013/ 2014 بمنعطف خطير وتحديات كبيرة وأزمات خانقة تتصاعد حدتها فى جامعات الدولة يوما بعد يوم، وذلك على أثر موجة التظاهرات اليومية العنيفة والناشئة عن طلاب الإخوان الجامعيين، الذين يقفون الآن فى خندق المعارضة حسب زعمهم عقب الثلاثين من يونيو للمطالبة بعودة الشرعية.
وحسبنا أن نرى مثل هذه التظاهرات العنيفة والبعيدة كل البعد عن التصرفات العاقلة والواعية فى عدد من الجامعات وخاصة جامعتى الزقازيق والمنصورة وجامعة الأزهر، والتى خلّفت وراءها آثارا مادية ومعنوية تسربت إلى نفوس الطلاب المعتدلين، الذين لا ذنب لهم ولا جريرة فيما يحدث إلا أنهم يغدون إلى جامعاتهم مع كل صباح فى أنحاء مختلفة بهدف تحصيل العلم حتى ينفعوا به أنفسهم ومن ثم وطنهم وهذه هى أبسط حقوقهم وأمانيهم لتحقيق أهدافهم التى يسعون إليها فى الحياة.
لاشك أن طلاب مرحلة التعليم الجامعى يبذلون الجهد الجهيد كل يوم لحضور المحاضرات من جهة ولإفساد مشروع تعطيل الدراسة الذى يسعى إلى تحقيقه طلبة الإخوان من جهة أخرى، ولكنهم مع ذلك يشعرون وكأنهم أشبه بإنسان يجرى خلف ظله فلا هم يستفيدون من حضورهم المنتظم إلى الجامعة ولا هم يقدرون إلى اليوم على وقف هذا المخطط الإخوانى اللعين، والذى يعطى مؤشرا خطيرا على طول أمد التظاهر.
ومع كل هذه المفارقات الغريبة فإنه ليس من المعقول أن تنتظم المحاضرات ويُسهب الأساتذة فى شرح الدروس المقررة وسط هذه الأجواء الغائمة، والملبدة بدخان الغاز المسيل للدموع والماطرة بحجارة طلبة الإخوان وكيف تنتظم المحاضرات والأبنية تخرب والمناضد والمقاعد تحطم والسيارات يضرم فيها النيران، وكيف للخواطر والعقول أن تستوعب كل ما يلقى عليها من دروس أثناء المحاضرات فى مثل هذه الظروف العابثة والخارجة عن نطاق السيطرة النفسية والأمنية؟
كان من المفترض ألا يكون طلاب المرحلة الجامعية هم ضحية هذا الخلاف السياسى أو الأمنى الناجم بين فصيل الإخوان والدولة والذى تتسع هوته كل يوم دون إيجاد حلول مناسبة للتوافق أو للحد من مثل هذه التظاهرات، لأن استمرارها بالقطع يقلق طلاب المرحلة الجامعية ويثير هواجسهم لما يتحملونه طوال الوقت من عناء السفر وهموم التظاهرات، ومع ذلك فإنهم قد يجدون أنفسهم فى نهاية المطاف مهددين بالرسوب هذا العام للأسباب آنفة الذكر، وربما يكون ذلك لعدم اكتراث أساتذتهم بشئونهم الدراسية أو لمخاوفهم من مخطط الإخوان للحيلولة بينهم وبين تأدية امتحانات الترم الأول أو الثانى وكل هذه الأمور لا ريب من أنها محل جدل بين الطلاب وأساتذتهم فى هذه المرحلة الصعبة.
والسؤال المطروح اليوم بقوة هو هل ستنجح الجامعات المصرية فى تجاوز العقبة، التى تمضى على نسقها الحالى فى ظل هذه التداعيات المقلقة والمخيفة والمنبثقة من الوضع المنفتل عن كل التدابير الأمنية والسياسية، التى كان يجب على الجهات المعنية أن تجعلها بمعزل عن خطر التوقف الذى يتهددها اليوم أم أن الموقف ذاته سيظل حائرا بين تصريحات وجمجمة المسئولين ونفور المعارضين، وتبقى مشكلة طلاب الجامعات كما هى لا تراوح مكانها.
رمضان محمود عبد الوهاب يكتب: التعليم الجامعى وشبح التوقف
السبت، 02 نوفمبر 2013 12:03 م
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
wael
الجامعات المصرية!
راية!