العولمة تعنى بشكل عام اندماج أسواق العالم فى حقول التجارة والاستثمارات المباشرة وانتقال الأموال والقوى العاملة والثقافات ضمن إطار من رأسمالية حرية الأسواق، وتاليا خضوع العالم لقوى السوق العالمية مما يؤدى إلى اختراق الحدود القومية وإلى الانحسار الكبير فى سيادة الدولة.
ومصر بما لها من مكانة دولية مصدر جذب لكثير من أبناء هذه الدول فنرى طلابها يسعون للالتحاق بالجامعات المصرية خصوصاً (جامعة الأزهر) التى تلعب دوراً كبيراً فى جذب الطلبة والطالبات من الدول الأفريقية ليكملوا دراستهم فى (مصر)، وقد أنشئت مدينة كاملة لاستقبال هؤلاء الطلبة وهى مدينة البعوث التى تضم بين جوانبها آلافاً مؤلفة من طلاب الدول الأفريقية والآسيوية، وبعضها سياحى، فقد عقدت (مصر) الاتفاقيات السياحية بيننا وبين هذه الدول فمصـر ترحب دائما بالسائحين، وتفتح كنوزها لهم من متاحف وآثار وفى (مصـر) كل مقومات السياحة، فجوها معتدل وبها آثار لا توجد فى أى بلد من بلدان العالم، ففيها الآثار الفرعونية، والآثار الرومانية، والآثار القبطية، والآثار الإسلامية، وتتجه (مصر) أيضا اتجاهاً عربياً باعتبارها قلب العروبة النابض وواسطة العقد بين عرب المشرق والمغرب وصلاتها بالدول العربية صلات قوية باعتبارها الأخ الأكبر لكل الدول العربية، بل ولها دور كبير فى مساعدة هذه الدول فى نيل استقلالها، وهى بهذا لم تدخر جهداً فى مد يد المساعدة لكل هذه الدول فى مجال الطب والتعليم والهندسة وغيرها وتدعو (مصر) إلى فتح سوق عربية أسوة بالسوق الأوروبية المشتركة حتى يستطيع العرب أن يقفوا بصلابة أمام التكتلات الغربية التى تسعى إلى تهميش السوق العربية خاصة بعد اتفاقيات التجارة العالمية، فمصر حريصة على أن يأخذ العرب مكانهم فى هذا العالم، ونعيش الآن عصر المعرفة فكل يوم يكتشف الجديد فى شتى المعارف والعلوم هذه المعارف جاءت من بذل الجهود المضنية فى سبيل رقى البشرية وفى سبيل تقدمها، ومن أجل ذلك أخذ العلماء يسعون وراء الاكتشافات الحديثة التى نجحوا فى نشرها والإفادة منها، إن العلم الآن هو أهم الأسس التى تقوم عليها نهضات الشعوب ورقى الأمم فوسائل الاتصال الحديثة جعلت العالم الآن قرية صغيرة تستطيع أن تتصل بأى مكان فى العالم، فالأقمار الصناعية تجوب السماوات وفيها قنوات الإرسال الكثيرة تنقل الأخبار والحوادث والمباريات الرياضية والبرامج المختلفة، وأصبح الانتقال أمراً ميسراً فى ساعات معدودات تستطيع أن تصل إلى أى مكان فوق الأرض، ومن أبرز وسائل الاتصال والتى خدمت العلم الحديث شبكات المعلومات أو ما يطلقون عليها (الإنترنت) هذه الشبكات التى تخترق كل معارف العصـر، لتمد المشترك فيها بما يريد من معلومات قديمة أو حديثة بل من الممكن أن تمد أى باحث بالمعلومات التى تغنيه عن قراءة مئات الكتب والمراجع ولا يستطيع إنسان أن ينكر دورها فى رقى البشرية ودفع المعارف إلى عوالم كانت مجهولة.
فوزى فهمى غنيم يكتب: العولمة والمعرفة وعوالم كانت مجهولة
الأحد، 17 نوفمبر 2013 10:11 م
جامع الأزهر
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة