نقلا عن اليومى :
لم أشاهد فيلم «أسرار عائلية» التجربة الإخراجية الأولى لكاتب السيناريو هانى فوزى صاحب «بحب السيما»، و«بالألوان الطبيعية»، والذى قرر أن يدخل منطقة شائكة جديدة، وهى تناول شخصية شاب «مثلى» بعد أن كسر تابوه الشخصية المسيحية فى السينما المصرية.
صاغ هانى سيناريو الفيلم ليتحدث عن المسكوت عنه من قضايا يصر المجتمع على التعامل معها وكأنها غير موجودة، وبعيدة كل البعد عن الواقع المصرى، وانطلاقا من رفضه حالة الصمت المجتمعى، خاض هانى تجربته وتقدم بالسيناريو إلى الرقابة على المصنفات الفنية والتى كان يرأسها فى ذلك الوقت الكاتب عبدالستار فتحى فى فترة حكم المعزول محمد مرسى، وتحدث عبدالستار بصدق مع صناع العمل، وطالبهم بإجراء بعض التعديلات على السيناريو، خصوصا أن القضية شائكة وتستفز مشاعر البعض، وخرج عبدالستار بعدد من الملاحظات تتعلق بجرأة الحوار وتخفيف بعض اللقطات، التى رآها قد تؤذى مشاعر العامة.
وبالفعل قامت أسرة العمل بتنفيذ بعض التوصيات بما لا يتعارض مع حرية المبدع الذى صاغ وجهة نظره فى القضية، مستندا إلى أن هناك العديد من الأعمال فى السينما المصرية، سبق أن تناولت هذه الشخصية، فى أفلام متعددة ومنها حمام الملاطيلى للمخرج صلاح أبوسيف، وإسكندرية كمان للمخرج يوسف شاهين، ومرسيدس ليسرى نصر الله، وقطة على نار لسمير سيف، ونور الشريف، وعمارة يعقوبيان لمروان وحيد حامد، وديل السمكة لوحيد حامد وسمير سيف، وواحد صحيح لهادى الباجورى، وهى الأفلام التى صنعت حالة تراكمية رفعت سقف الحرية وسمحت للمبدعين بتجاوز التابوهات، وذلك فلا يحق لأى رئيس رقابة جديد أن يقرر هكذا وببساطة أن يضرب بعرض الحائط الحقوق التى اكتسبها المبدعون بعد نضال طويل مع الرقابة، ومؤسسات الدولة، ويقول بالفم المليان للمخرج احذف 13 مشهدا. المفارقة أن من يجلس على كرسى الرقابة حاليا هو مخرج بالأساس، وأستاذ فى معهد سينما، وهو ما يعنى أنه مسؤول عن عقول مبدعين، فماذا سيقول لهم عن حرية الإبداع بعد هذا الموقف المتعنت مع مخرج وكاتب هو بالأساس زميل له، خصوصا أن الفيلم قد تم تصنيفه للكبار فقط، عليه فقط كرئيس للرقابة، أن يحاول الوصول إلى منطقة وسط فى التفاوض مع المبدع لصالح العمل الفنى وعليه أن ينتصر للإبداع مهما كان مختلفا معه.
والمفارقة أن المخرج أحمد عواض قبل أن يعتلى كرسى الرقابة ويفرض سطوته على المبدعين زملائه، كثيرا ما طالب فى تصريحات صحفية وإعلامية بأن يتم إلغاء الرقابة، وهو المطلب الذى كثيرا ما نطالب به، خصوصا أنه فى ظل التطور التكنولوجى الحالى تصبح فكرة وجود جهاز رقابة فكرة ساذجة، ويجب أن يكون الاتجاه فى التفكير نحو إلغائها، والعمل على استبدال تحديد فئات عمرية لارتياد السينمات بها، لكن يبدو أن عواض نسى تصريحاته بعد أن أصبح سيف الرقيب فى يده. ولا أعرف ما الذى جعل المخرج أحمد عواض يدخل فى هذا الصدام المبكر مع زملائه فى الوسط السينمائى هل هو الخوف من اتخاذ القرار، خصوصا أن قضية الفيلم شائكة؟ أم أن الفيلم بهذه الدرجة من السوء الذى يجعله يصرح ويردد للبعض أنه فيلم بورنو فى محاولة لخلق رأى عام مناهض للفيلم ورفضه بمنطق أخلاقى قبل نزوله إلى دور العرض، وفى ظنى أن عواض خانه التصرف، وكان عليه أن يكون أكثر ذكاء فى التعامل مع أول أزمة رقابية تواجهه، وكان عليه أن يتعلم من الرقباء الذين سبق أن جلسوا على هذا الكرسى، ومنهم الدكتور مدكور ثابت، وعلى أبوشادى ومصطفى درويش، والدكتور سيد خطاب الذين كانوا يقفون فى صف المبدع، ويحاولون معه التغلب على القوانين البائسة والرجعية والتى يعود تاريخ صياغتها إلى الخمسينيات من القرن الماضى، ولا أعرف أيضا عن أى أخلاق وآداب عامة وحرية إبداع يتحدث سيادة الرقيب فى وقت سمح فيه بعرض أفلام مثل القشاش، وقلب الأسد، و%8 وعش البلبل، وأغانى تذاع فى الأفلام من نوعية «أديك فى السقف تمحر، وأديك فى الأرض تفحر».
الرقابة تطالب بحذف 13 مشهدا من الفيلم
- كتب عمرو صحصاح
اتهم السيناريست والمخرج هانى فوزى هيئة الرقابة على المصنفات الفنية برئاسة المخرج أحمد عواض، بتعطيل فيلمه السينمائى الجديد «أسرار عائلية»، وحرمانه من العرض بالسينمات، بعد أن اشترطت عليه حذف 13 مشهدا من أحداث الفيلم تزعم أنه تحمل إيحاءات جنسية وتدعو إلى الشذوذ.
أوضح فوزى فى تصريحاته لـ«اليوم السابع»، أنه فى حالة الانسياق وراء أمر الرقابة وحذف هذه المشاهد سيتم تشويه الفيلم، بل سيتأثر السياق التسلسلى لأحداثه ومضمونه، والقضية التى يطرحها من ورائه.
وقال فوزى، إن هناك موقفا تعسفيا ضده من قبل القائمين على الرقابة، خاصة أن المشاهد التى طالبه المخرج أحمد عواض بحذفها ليس بها عرى على الإطلاق وتمت إجازتها فى أفلام أخرى عرضت بالسينمات، مؤكدا أنه سيذهب إلى لجنة التظلمات بالرقابة حتى يحصل من خلالها على حقه فى عرض الفيلم. وأعلن فوزى عن اندهاشه من مطالبة الرقابة بحذف 13 مشهدا من فيلمه، فى الوقت الذى وضعت فيه العمل فى خانة «للكبار فقط»، مشيرا إلى أن الرقابة طالما وضعته تحت هذا المسمى، وليس من المعقول أن تطالب بحذف مشاهد كل ما فيها مجرد شاب يخلع قميصا يرتديه، مؤكدا أن الفيلم لم يتواجد به مشهد جنسى واحد على الإطلاق.
ورفض فوزى الاتهامات التى وجهها له المخرج أحمد عواض رئيس الرقابة بعد اجتماعه به مساء الأربعاء الماضى حيث أبلغه عواض، بأنه لم يجر التعديلات التى أعدتها الرقابة على الفيلم عند عرض السيناريو قبل تصويره، مشيرا إلى أن القائمين على الرقابة يسعون إلى تشويه صورة العمل وتوجيه الاتهامات له بأنه فيلم إباحى حتى يكون لها مبرر فى موقفها التعسفى ضده، لافتا إلى أنهم يضخمون حجم الملاحظات حتى يكون لهم الحق فيما يقولون. وتساءل فوزى قائلاً: كيف يوافقون على سيناريو وحوار الفيلم من البداية، وبعد تصويره والانتهاء منه، يتهموننى بأننى لم أنفذ ملاحظات الرقابة على السيناريو بل وقمت بتزويد بعض المشاهد عليه، وهذا لم يحدث على الإطلاق. وطالب فوزى جميع السينمائيين بالوقوف ضد من يحاول أن يحجر على إبداعهم وفنهم أو يقيد حريتهم أو يسعى للتقليص من حجم هذه الحرية، خاصة بعد قيام ثورتى عظيمتين مثل 25 يناير و30 يونيو، من المفترض أن تكون هيئة الرقابة على المصنفات الفنية بعدهما أكثر انفتاحا وإدراكا للهوية الثقافية المصرية.
وأضاف السيناريست والمخرج، أن «أسرار عائلية»، كان من المفترض عرضه خلال هذه الأيام، لأنه ليس فيلما لمواسم محددة، بل إنه عمل سينمائى تنويرى يناقش قضية شائكة وفى منتهى الخطورة، حيث يلقى الضوء على قضية الشذوذ الجنسى، بطريقة علمية، وما الدوافع وراء إقبال بعض الشباب على ممارسة الشذوذ وتجعله منعدم الإحساس بالمرأة، ولماذا يتجهون لذلك وما هى طبيعة إحساسهم الداخلى، مشيرا إلى أنه يطرح من خلال الفيلم وفى نهاية أحداثه طرق العلاج الصحيحة التى يتم بها معالجة مثل هذه الحالات الجنسية الشاذة التى يتعرض لها العديد من الشباب فى مقتبل العمر.
«اليوم السابع» طرحت تساؤلات هانى فوزى وحملتها إلى رئيس الرقابة على المصنفات الفنية أحمد عواض لكنها فوجئت بأن الأخير لا يعير الموضوع اهتماما، وكأنه لا يدرك حجم مسؤولية منصبه كرئيس الرقابة، حيث رفض ذكر الأسباب التى من أجلها طالب فوزى بحذف 13 مشهدا، مكتفيا بالتعليق «ليس أوانه الرد». وقال عواض: ليس لدى تعليق على ما قاله هانى فوزى، وقد فعلت ما يمليه على ضميرى.
أفلام «المثلية» فى تاريخ السينما المصرية تكسر حجج الرقابة الواهية
- كتب محمد التركى
حجج واهية تسوقها الرقابة على المصنفات الفنية من أجل التعنت ورفض فيلم «أسرار عائلية»، بدعوى أن الفيلم به مشاهد شذوذ جنسية، لكن هذه الادعاءات تتفند جميعها أمام استعراض تاريخ السينما المصرية الملىء بالأفلام التى عالجت قضية المثلية الجنسية سواء فى سينما الأبيض والأسود أو السينما الحديثة.
ومن أبرز الأفلام التى تناولت قضية المثلية الجنسية وعرضت فى السينما فيلم «حمام الملاطيلى» إنتاج عام 1973 وبطولة يوسف شعبان ومحمد العربى وشمس البارودى وإخراج صلاح أبوسيف وتدور أحداثه حول الشاب أحمد - يجسد دوره محمد العربى - المهاجر من الإسماعيلية ويعيش مع أسرته فى الشرقية، ويـأتى أحمد للقاهرة على أمل أن يعمل فى وظيفة ويدرس بكلية الحقوق ولكنه يفشل فى العثور على المدير الذى سيقوم بتعيينه لأنه مسافر دائما، وتنفد أمواله فيضطر لترك الفندق المتواضع الذى كان يعيش فيه ويسير بدون تخطيط فى الشوارع ويقابل بالصدفة فتاة الليل نعيمة - شمس البارودى - والتى هربت من أهلها متوقعة أن تعيش فى ثراء وحياة مترفة، تنشأ قصة حب بينها وبين أحمد وتأمل أن تعيش معه حياة نظيفة، ويضطر أحمد إلى العمل والمبيت بحمام الملاطيلى بالجمالية وهناك يقابل رؤوف الرسام الشاذ جنسيا - يوسف شعبان - ونشأت بينهما علاقة جنسية.
ولم يكن ذلك الفيلم الأول لصلاح أبوسيف الذى يتناول فيه قضية المثلية الجنسية بل سبقه بفيلم آخر بعنوان «الطريق المسدود» قامت ببطولته النجمة القديرة فاتن حمامة، حيث ظهرت فى العمل شخصية مدرسة شاذة جسدته الفنانة ملك الجمل.
كما كانت هناك مشاهد جريئة فى فيلم «حين ميسرة» للمخرج خالد يوسف لكن المشاهد هناك كانت توضح علاقة المثلية الجنسية بين سمية الخشاب وغادة عبدالرازق فى الفيلم، ولم تعترض وقتها الرقابة على العمل وأجازت عرضه، والأمر نفسه فى فيلم المخرج داود عبدالسيد «رسائل البحر» حيث كانت هناك علاقة جنسية بين فتاتين من شخصيات الفيلم.
ويعد دور النجم خالد الصاوى فى فيلم «عمارة يعقوبيان» واحدا من أبرز أدوار المثلية الجنسية فى السينما المصرية المعاصرة حيث أجاد تجسيد شخصية «حاتم رشيد» رئيس تحرير إحدى الصحف ويمارس علاقة جنسية مع شاب صعيدى جسد دوره باسم سمرة، وبعد تألقه فى هذا الدور سطع نجم خالد الصاوى فى السينما والدراما التليفزيونية وبات واحدا من أشهر النجوم فى مصر.
ويحفل تاريخ السينما المصرية بالعديد من المخرجين الكبار الذين ظهرت فى أفلامهم شخصيات مثلية جنسية ومنهم يسرى نصرالله فى فيلمه الأول «سرقات صيفية»، وفيلمه أيضا «مرسيدس»، والمخرج سمير سيف فى فيلمه «قطة على نار» بطولة نور الشريف وبوسى وفريد شوقى، والمخرج يوسف شاهين من خلال فيلمه «إسكندرية ليه» و«إسكندرية كمان وكمان».
ومن المخرجين الكبار فى تاريخ السينما المصرية الذين تناولوا موضوع المثلية الجنسية فى أفلامهم يأتى المخرج كمال الشيخ بفيلمه الصعود إلى الهاوية عام 1978 بطولة محمود ياسين ومديحة كامل حيث تظهر فى العمل علاقة مثلية جنسية بين الجاسوسة التى جسدت دورها مديحة كامل وإيمان سركسيان، وأيضا المخرج على عبدالخالق بفيلمه «المزاج» بطولة مديحة كامل وفيفى عبده، والمخرج سمير سيف بفيلمه «ديل السمكة» بطولة عمرو واكد.
رؤية الحذف
يرى السيناريست والمخرج هانى فوزى أن حذفه لأكثر من 13 مشهدا يشوه فيلمه «أسرار عائلية» وبالتالى سيحرمه من العرض السينمائى بدور العرض، مشيراً إلى أن عمله الفنى يقدم قضية هامة فى المجتمع المصرى ويعرض حلولها بالعمل أيضا.
وأنه سيظل متمسكا بفيلمه وعدم حذف أى مشهد منه خاصة أن جميع المشاهد التى طلب منه حذفها ليس بها أى شىء خارج وأنه سيذهب إلى لجنة التظلمات بالرقابة فى حال استمرار تعنت الرقيب الحالى أحمد عواض ضد الفيلم على الرغم من وضع لافتة «للكبار فقط».
حمام الملاطيلى
شهدت السينما المصرية على مدار تاريخها العديد والعديد من الأعمال الفنية التى تقدم صورة واقعية من المجتمع المصرى ولم تعترض الرقابة فى أى زمن على الرغم من الجرأة التى كانت عليها تلك الأعمال سواء كانت فى زمن الأبيض والأسود أو مع بداية الألفية الجديدة. ويعتبر فيلم «حمام الملاطيلى» واحدا من أبرز الأفلام التى قدمت فى فترة السبعينيات حول المثلية الجنسية وهو من بطولة شمس البارودى ويوسف شعبان ومن إخراج صلاح أبوسيف، وبعد ذلك قدم المخرج نفسه فيلما آخر حول نفس القضية وكان بعنوان «الطريق المسدود» للنجمة فاتن حمامة.
عدد الردود 0
بواسطة:
الشيف عزت ...مكة المكرمة
لا ... لعرض هذا الفيلم..
عدد الردود 0
بواسطة:
محمود مرعي
هي ناقصة
عدد الردود 0
بواسطة:
الخالدي.الدمام
شكرا للرقابة
عدد الردود 0
بواسطة:
د.يسرى المناديلى
رسالة من سينمائى