زار أكمل الدين إحسان أوغلى، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى، عصر اليوم الجمعة، ولاية آراكان بميانمار، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع أعمال العنف هناك.
وجاءت زيارة إحسان أوغلى على رأس وفد ضم أيضا وزير الخارجية التركى، أحمد داوود أوغلو، ووزير الخارجية الجيبوتى، محمود على يوسف، ورؤساء وفود المملكة العربية السعودية، ومصر، وماليزيا، وبنجلاديش، وإندونيسيا، واستهدفت مخيمات النازحين والمتضررين جراء أحداث صيف 2012، من المسلمين والبوذيين.
وشملت الزيارة الميدانية جولة فى مخيم "مونج داو"، الذى يقطنه مسلمون وبوذيون، حيث استمع إحسان أوغلى والوفد المرافق لأبرز شكاوى الطرفين، كما حرص على تفنيد الفهم الخاطئ إزاء دور منظمة التعاون الإسلامى، فى الأحداث التى جرت فى ميانمار، نافيا الشائعات التى أوردتها بعض التقارير الصحفية حول تدخلها فى شئون الولاية.
وأكد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى موقف المنظمة من عدم التفريق فى مبدأ تقديم المساعدات الإنسانية لكلا الطرفين فى مخيمات النازحين، كما نفى أن تكون "التعاون الإسلامى" منظمة دينية، مشددا على أنها منظمة سياسية، تجمع فى عضويتها العديد من الدول التى تجمعها علاقات جيدة مع حكومة ميانمار.
وقال إحسان أوغلى إن بناء الثقة بين البوذيين والمسلمين، هو أول الطريق الذى من شأنه أن يكسر الهوة بين الجانبين، داعيا أبناء الديانتين إلى التعايش، والالتفات إلى بناء ولايتهم، ونبذ الخلافات فيما بينهم.
يأتى ذلك فيما أدى الوفد صلاة الجمعة فى مسجد ثاباتشونغ فى قرية مسلمة قرب العاصمة سيتوى، كما التقى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى سكان القرية والمخيم القريب، من المسلمين، واطلع على أوضاعهم، واستمع إلى شكاواهم، وطمأن إحسان أوغلى الجموع التى احتشدت للقاء وفد المنظمة، مؤكدا أنه تلقى تضمينات من حكومة ميانمار بشأن تعديل أوضاعهم.
من جهة أخرى استمع إحسان أوغلى ووفود (التعاون الإسلامى) لشرح وزراء الخارجية، والحدود، والوزير الأول لولاية آراكان، عن الإجراءات التى اتخذتها الحكومة الميانمارية بشأن احتواء الأزمة الإنسانية التى نشأت فى أعقاب الأحداث الدامية فى يونيو 2012، وأكتوبر 2013.
وعقد وفد المنظمة حوارا مفصلا مع مسئولين بولاية آراكان، اطلع خلاله الأمين العام، المسئولين البوذيين على حقيقة دور المنظمة ببعديه السياسى والإنسانى، كما استمع إلى شرح لأوجه القلق التى تساور أبناء الولاية بسبب الخلافات الدينية والعرقية فى آراكان، وسبل اجتثاث جذور المشكلة بين الجانبين.
وعلى الصعيد نفسه، التقى أكمل الدين إحسان أوغلى، ووفود سبعة دول إسلامية مرافقة، نائب الرئيس الميانمارى، ساى موك خام، ونائب رئيس البرلمان ناندا كواسوار، أمس الخميس، فى العاصمة نيبيداو، حيث أطلع أمين عام منظمة التعاون الإسلامى، القيادة السياسية فى البلاد على موقف الدول الإسلامية مما يجرى فى ميانمار، والآفاق الممكنة للتعاون بين الجانبين من أجل تجاوز تداعياتها.
وأعرب إحسان أوغلى أمله فى فتح قنوات للتواصل بين الجانبين، كما طالب بضرورة احترام حقوق الإنسان بعد الانتهاكات التى تعرض لها أبناء أقلية الروهينغيا فى أحداث صيف 2012.
ومن جانبهم، أقر أعضاء بالبرلمان بسوء الفهم الجارى بين الجانبين، مشددين على ضرورة بناء الثقة المتبادلة، والتمهيد للتعايش السلمى بين أبناء الولاية.
وتابع الأمين العام لـ"التعاون الإسلامى" أن وفد المنظمة شرح للجانب الرسمى الميانمارى ضرورة توضيح موقفهم من أجل رفعه إلى اجتماع وزراء الخارجية المرتقب فى كوناكرى فى غينيا، فى 13 ديسمبر المقبل.
وأشار إلى أن القيادة السياسية الميانمارية أكدت أنها منخرطة فى العملية، وتود المضى فى المرحلة الانتقالية، لضمان نجاح الديمقراطية فى البلاد، وأنها طلبت مساعدة منظمة التعاون الإسلامى من أجل بناء الثقة مع أقلية الروهينغيا، لافتا إلى أن الجانبين أكدا أهمية توفير تذليل كل العقبات وتقديم التسهيلات اللازمة، بهدف تقديم المساعدات إلى المتضررين فى ولاية آراكان.
وفى سياق متصل، عقد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامى جلسة حوار أديان مع ممثلين عن الأديان الأربعة فى ميانمار "البوذية والإسلام والهندوسية والمسيحية"، حيث بحث وفد مجموعة الاتصال حول الروهينغيا التابع للمنظمة والجانب الميانمارى، الأسباب الجذرية للتوتر القائم بين المسلمين والبوذيين، وكيفية إيجاد الحلول اللازمة لذلك.
للمرة الأولى منذ وقوع الاشتباكات الطائفية بالبلاد..
أمين "التعاون الإسلامى" ووفد وزارى يزور مخيمات النازحين فى ميانمار
الجمعة، 15 نوفمبر 2013 05:12 م
جانب من الزيارة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة