حرب الجنرالات " الحلقة الأولى ".. أشباح الإخوان تطارد رجل مبارك المخلص .. الصراع على كرسى الرئيس

الثلاثاء، 12 نوفمبر 2013 07:53 ص
حرب الجنرالات " الحلقة الأولى ".. أشباح الإخوان تطارد رجل مبارك المخلص .. الصراع على كرسى الرئيس سامى عنان
حلقات يكتبها محمد الباز

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نقلا عن اليومى :

ماذا قدم عنان من خدمات للإخوان حتى وصلوا إلى كرسى الرئاسة؟

عنان تمكن من الصعود داخل القوات المسلحة بشفاعة مبارك الذى عينه رئيسا لأركان حرب الجيش متجاوزا كل الأعراف العسكرية

لجأ إليه مبارك لتأمين عودة علاء وجمال من السودان بعد مباراة الجزائر متجاوزا طنطاوى.. وكانت آخر مناسبة اجتماعية حضرها جمال قبل الثورة حفل زفاف ابنة عنان

يعتقد الجنرالات - من قادة الجيش السابقين - الذين تربوا على يد مبارك وبرعايته وعنايته ودعمه، أن الشعب المصرى لا يمكن أن يحكمه إلا عسكرى، يعرف جيدا قواعد الضبط والربط، ربما لأنهم يعتقدون أنه شعب فقط يجمعه الصفير ويفرقه العصا، وربما لأنهم يعتقدون أيضاً - كما عبر عن ذلك عمر سليمان فى حوار قصير مع كريستيان أمانبور مذيعة الـ«سى إن إن» الشهيرة أيام ثورة يناير - أنه شعب غير مؤهل للديمقراطية، ولذلك فإن حكم مصر بالنسبة لهم حق مكتسب، لأنهم وحدهم القادرون عليه، والذين يستطيعون القيام به بكفاءة عالية، حتى لو كان بعضهم لم يحقق إنجازا سياسيا حقيقيا يمكن أن يشفع له.

عندما تولى المشير طنطاوى، وزير الدفاع السابق، مهمة إدارة شؤون البلاد، بعد أن تخلى مبارك عن منصبه، أخذ على قادة المجلس العسكرى - كان إلى جواره دائما الفريق سامى عنان رئيس أركان حرب الجيش السابق - عهدا ووعدا ألا يرشح أحد منهم نفسه فى الانتخابات الرئاسية، كلهم وافقوه وأقسموا له على ذلك، لكن وعندما مضت الشهور بهم فى السلطة ببريقها وفتنتها، شعر طنطاوى أن هناك من بين قادة المجلس من تراوده نفسه وتدفعه إلى الترشح طمعا فى المنصب الكبير، فسألهم فى أحد اجتماعات المجلس: هل يمكن لى أن أرشح نفسى فى الانتخابات الرئاسية القادمة؟ ولما وجد منهم تجاوبا، نظر إليهم معاتبا: ألم نتعاهد على ألا يرشح أحد منا نفسه، وأن مهمتنا تسليم البلاد لمن يختاره الشعب، فلزم الجميع الصمت.. وكان صمتهم فى الغالب صمت المضطر وليس صمت المقتنع، قبل 48 ساعة فقط من إغلاق باب الترشح لرئاسة الجمهورية فى إبريل 2012 حاول سامى عنان ترشيح نفسه للرئاسة، لكن تم وأد المحاولة، لأنه كان لا يزال فى منصبه العسكرى من ناحية، وأنه لم يسجل اسمه فى كشوف الناخبين من ناحية ثانية.. ثم وهذا هو الأهم لأنه كان هناك من قطع عليه الطريق داخل المجلس العسكرى.. بما يعنى أن عنان كان قد خرج على العهد والوعد مبكرا جدا.. وها هو يعود مرة أخرى ليطل برأسه عارضا نفسه مرشحا رئاسيا معتقدا أنه الأنسب لحكم مصر، أحلام الرئاسة لا تراود سامى عنان وحده، فهناك من بين الجنرالات السابقين - الذين اكتسبوا صفة المدنية - من أعلن دخول المعركة مبكرا، البعض أعلن وفى إصرار - يبدو منه أنه لن يتراجع - على خوض المنافسة مثل اللواء مراد موافى، مدير المخابرات العامة الأسبق، واللواء حسام خير الله، وكيل جهاز المخابرات العامة السابق - كانت له تجربة محبطة فى الانتخابات الرئاسية السابقة - والبعض منهم ينتظر - كما أعلن - موقف الفريق السيسى من ترشيح نفسه مثل أحمد شفيق وصيف الرئيس السابق.

فى الظل وبالقرب من هؤلاء يقف المشير طنطاوى، لا يستطيع أحد أن يقول إنه يفكر فى ترشيح نفسه للرئاسة - قد يكون هذا زهدا وقد يكون احباطا وقد يكون لأن الواقع تجاوزه شخصا ودورا - لكنه فى النهاية سيمثل رقما صعبا فى المنافسة، فانحيازه إلى مرشح بعينه يمكن أن يكون عاملا مساعدا فى فوزه، فالرجل يتم الترويج له الآن على أنه الرجل الذى سلم الإخوان المسلمين إلى الشعب المصرى حتى يكشفهم.. تمهيدا للتخلص منهم إلى الأبد.

هذه محاولة لقراءة المشهد عن قرب.. فالجنرالات أمامهم معركة فيما بينهم، عليهم حسمها أولا، قبل أن يتوجهوا إلى حسم معركة الانتخابات الرئاسية، وهى معركة قائمة بالفعل على الأرض، تستخدم فيها كل الأسلحة، ولأنها معركة بين جنرالات، فالأسلحة التى أعنيها ثقيلة وموجعة، ولن يتم حسمها إلا بتشويه كامل للجنرالات، وهو تشويه كفيل بإزاحتهم جميعا من المشهد السياسى وإلى الأبد هذه المرة.

هذه المعركة فيما أعتقد لن تكون مجرد جولة فى حرب طويلة، ولكنها ستكون الحرب الأخيرة بين الآلهة الذين يطمعون فى حكم مصر، وكأنه مجرد مكافأة لنهاية خدمة طويلة وشاقة، فهم بالفعل - وكما يرون أنفسهم - آلهة يعتقدون أنهم قادرون على حكم شعب أصبح متخصصا فى حرق رؤسائه وهم أحياء، لن أعدكم بالحقيقة كاملة، كل ما أملكه محاولة لرسم ملامح الصراع بين الجنرالات على كرسى الرئاسة، وهو صراع أقرب إلى دراما الأساطير الإغريقية التى يشكلها الآلهة بكل من لديهم من قوة ونقاط ضعف، صراع يكشف سوءاتهم ويضعهم عرايا أمام الشعب الذى سيقول كلمته فى النهاية، وهى كلمة - فيما أعتقد - يملكها وحده، ولن يستطيع أحد أن يصادرها لحسابه مرة أخرى.

عندما فكر سامى عنان فى كتابة ونشر بعض فصول من مذكراته السياسية عن دوره فى ثورة يناير - حدث هذا قبل عدة أسابيع - كان يعتقد أنه ومن خلال عدة وقائع يرويها بنفسه عن نفسه يمكن أن يغسل كل تاريخه السياسى من توابع علاقته بمبارك وشبهات تورطه مع الإخوان، وهو تورط حدث قبل وصول مرسى إلى السلطة فى 30 يونيو 2012، وحدث أيضا بعد وصوله إلى قصر الاتحادية، عندما بقى الفريق مستشارا للرئيس الإخوانى لما يقرب من عشرة شهور، انتهت قبل أيام قليلة من عزل مرسى، وبعد أن تأكد عنان أن ثورة 30 يونيو 2013 لن تبقى ولن تذر.

لم تكن كتابة سامى لمذكراته من بنات أفكاره، ولكنها فكرة ألقى له بها عرابه السياسى الذى يخطط له الآن، ويحاول أن يعيد صياغته من جديد، اعتقادا منه أنه برتوش قليلة يمكن أن يتجمل عنان ويعيد طرح نفسه على الرأى العام طمعا فى منصب الرئيس، الذى يبدو أنه كان حلما راود الفريق طويلا، لكن توالى الأحداث حال بينه وبين طموحه.

لم يحقق الفصل الوحيد المنشور من مذكرات سامى عنان ما خطط له الفريق وعرابه.. بل جرت عليه حكاياته عن دوره المبالغ فيه أيام الثورة مشاكل كثيرة أقلها تم نشره وأكبرها وأعنفها تم حجبه لأسباب ليس من العسير علينا تخمينها.

حاول سامى عنان أن يظهر نفسه صاحب الكلمة الأخيرة فى إنهاء عصر مبارك، وصاحب الكلمة الأخيرة فى تحديد موقف الجيش من الثورة، وهو الموقف الذى تم على أساسه تبنى الجيش لمطالب الثوار، ورفض استخدام القوة فى التعامل معهم.. متجاوزا فى ذلك وبه أى دور قام به المشير طنطاوى وزير الدفاع السابق فى الثورة، وكان طبيعيا أن يغضب طنطاوى من عنان، ويرفض بعد نشر المذكرات أن يرد على اتصالاته الهاتفية.

مقربون من المشير طنطاوى أشاروا إلى أن غضبه الشديد من سامى عنان كان لأن الفريق خان العهد الذى قطعه المشير طنطاوى على قيادات المجلس العسكرى بألا يتحدث أحد منهم عن دور المجلس فى الثورة إلا فى الوقت المناسب، وألا يكون ذلك لمصلحة شخصية، لكن أغلب الظن أن المشير طنطاوى غضب من تجاهل دوره وتهميشه، فقد ظهر الرجل فى مذكرات الفريق وكأنه لم يكن هناك من الأساس.

لم يستطع سامى عنان بمذكراته أن يخفى تورطه السياسى سواء فى عصر مبارك أو فى عصر الإخوان، وهو ما يجعل الكثيرين ممن يرون فيه الرجل المناسب لحكم مصر يراجعون أنفسهم.

أعتقد أن القصة طويلة وتستحق أن تروى من البداية.

لقد وضعت الأقدار سامى عنان فى وجه مبارك، فأخذه الرئيس الأسبق من طريق كان يقترب به من الخروج إلى المعاش إلى طريق الترقى والمجد داخل صفوف القوات المسلحة.

فى 17 نوفمبر 1997 وقعت مذبحة الأقصر فى الدير البحرى، مخلفة وراءها 58 قتيلا من جنسيات مختلفة.. يومها صرخ مبارك فى وزير داخليته حسن الألفى بأن ما حدث تهريج أمنى، لكن فى مقابل هذا التهريج كان انضباط اللواء سامى عنان قائد الفرقة 15 دفاع جوى، الذى عندما سأله مبارك عما جرى، قدم له تقريرا وافيا ومفصلا عن الحادث، وكيف قام بتأمين المدينة، وهو ما جعل مبارك يلتفت إليه ويسأله عما يريده - ربما مكافأة له - فتردد عنان أن يطلب شيئا من مبارك، لكن المشير طنطاوى شجعه بنظرة منه، فطلب أن يلتحق بكلية أركان الحرب، وهى الكلية التى تؤهل من يدرسون بها إلى المناصب العليا فى القوات المسلحة.

الصدفة خدمت سامى عنان، لكن مجاملة مبارك له خدمته أكثر، فالدراسة بكلية أركان الحرب كانت قد بدأت منذ شهور، لكنه التحق بها بشفاعة الرئيس، ولم يدرس بها إلا ستة شهور فقط، ليصبح بعد شهر واحد من تخرجه رئيس فرع عمليات الدفاع الجوى.

فى العام 2000 أصبح سامى عنان رئيسا لأركان قوات الدفاع الجوى، وبعد ستة شهور فقط أصبح قائدا لقوات الدفاع الجوى، وفى العام 2005 أصبح رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة.. وهو المنصب الذى كان يستعد منه إلى القفز على كرسى وزير الدفاع بمباركة نهائية من مبارك، إلا أنه ورغم مكانته التى احتلها بعد الثورة تم تعطيل طموحه، ولم تتركه الثورة التى اختطفها الإخوان إلا بعد أن أخرجته من منصبه على يد الرئيس الإخوانى.

لا يمكن أن ننفى عن سامى عنان كفاءته العسكرية، لكننى لا أستطيع تجاهل إشارات تؤكد أن صعود الرجل كان بسبب ثقة مبارك المطلقة فيه.

تأمل عابر فى تصعيده يمكن أن يدلنا على ذلك، فعندما تم تعيين عنان رئيسا لأركان حرب الجيش المصرى كانت تلك سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ العسكرية المصرية - وربما العالمية أيضا - أن يعين ضابط دفاع جوى فى منصب رئيس أركان، وهو منصب يستدعى من صاحبه وضع خطط الحرب لقوات الجيش من المشاة والمدفعية والمدرعات.

ثقة مبارك فى عنان جعلت الرئيس الأسبق يلجأ له متخطيا المشير طنطاوى فى حالات كثيرة، ربما من أهمها ما حدث فى 21 نوفمبر 2009.

فى هذا اليوم كانت قد أقيمت مباراة مصر والجزائر فى السودان، كان علاء وجمال مبارك موجودين فى المدرجات لتشجيع الفريق المصرى، انتهت المباراة بهزيمتنا، وبمذبحة فى المدرجات كادت أن تقضى على عدد كبير من الجماهير المصرية.

كان من الصعب إبلاغ مبارك بشىء بعد أن يدخل فراشه، لكنهم هذه المرة أيقظوه لأن الأمر يتعلق بنجليه، وكانت المفاجأة أن مبارك طلب من سكرتيره الشخصى المرحوم اللواء جمال عبدالعزيز أن يتصل بالفريق سامى عنان حتى يتولى بنفسه تأمين عودة علاء وجمال من السودان عن طريق الجيش، قال له جمال عبدالعزيز: ولماذا لا نتصل بالمشير طنطاوى؟ فرد مبارك: المشير بينام بدرى وليس أمامنا وقت.

كان سامى عنان نائما هو الآخر، وعندما اتصل به جمال عبدالعزيز، طلب منه عشر دقائق مهلة حتى يجهز لاستقبال مكالمة الرئيس، وبالفعل تحدث إليه مبارك، وطلب منه تأمين علاء وجمال أثناء عودتهما إلى القاهرة، ولم تمر سوى دقائق إلا وكانت قوات الفرقة «777» التابعة للصاعقة قد توجهت للسودان وأمنت عودة نجلى الرئيس.

عرف سامى عنان أن وصوله إلى منصب وزير الدفاع لابد أن يمر برضا مبارك ونجله جمال، ولذلك اقترب منهما، وحاول أن يوثق علاقته بأسرة الرئيس، ولم يكن غريبا أن من الأحداث الاجتماعية الأخيرة التى ظهر فيها جمال مبارك وشقيقه علاء مع نهايات 2010، كان حفل زفاف ابنة عنان.. فقد امتدت حبال الود بين الفريق وبيت الرئيس، وكان ينتظر فقط لحظة الحصاد.

مبارك كان يثق فى عنان حتى اللحظة الأخيرة، فبعد أن زادت حدة الاضطرابات فى الشارع ورغم نزول الجيش فى 28 يناير 2011، طلب مبارك من طنطاوى أن يضع حدا للاعتداءات على المنشآت وأن يتصدى للفوضى، لأن أداء طنطاوى لم يكن يعجبه، بل لم يخف استياءه الشديد منه، ولم تكن مفاجأة لأحد عندما قال: أنا أنتظر سامى عنان.. فبعد أن يعود من الولايات المتحدة سوف تسير الأمور كلها بشكل طبيعى.

عاد سامى من الولايات المتحدة، وقد عرف أن مبارك انتهى تماما، فلم يتردد فى خلعه والقيام بانقلاب عسكرى ناعم عليه، ليبحث عن حليف جديد يمكنه من الاستمرار فى دائرة الضوء.

لم يتآمر سامى عنان على مبارك، لم يضع يده فى يد الأمريكان لإنهاء عصره، لكنه لم يتردد عن قبول صيغة كان يتم الإعداد لها.. تقضى بأن يكون سامى عنان هو الرئيس الذى يخلف مبارك - قائد قادم من المؤسسة العسكرية - وأن تكون الحكومة من التيار الدينى وتحديدا من الإخوان المسلمين.

لم تكن هذه الصيغة بعيدة عن التجربة الباكستانية التى رعتها السفيرة الأمريكية السابقة فى القاهرة «آن باترسون» والتى كانت قادمة لتوها من باكستان، لترعى صيغة مماثلة هنا فى مصر، ولأن المسرح كان مجهزا تماما، والممثلون يحفظون أدوارهم، فقد تم تفعيل السيناريو من خلال تلميع سامى عنان عبر وسائل الإعلام الأمريكية، ومن يراجع الصحف الأمريكية فى الشهور الأولى التى أعقبت ثورة يناير سيعثر على إشارات كثيرة تتجه جميعها إلى أن سامى عنان هو الرئيس القادم لمصر.

كانت الولايات المتحدة تعرف أن الجيش لن يتخلى عن السلطة بسهولة، ولذلك انحازت أن يكون الرئيس الجديد من أبناء المؤسسة العسكرية، لكن ولأن الإخوان أكثر الجماعات تنظيما وقدرة على الحشد فى الشارع، فلا يمكن تجاهلها، ولذلك سيكون من المناسب أن تشكل الجماعة ومن يتحالف معها من تيارات الإسلام السياسى الحكومة.. ولتحتفظ واشنطن بحرية اللعب فى المساحات الرمادية التى تفصل بين الجيش والإخوان على خلفية الثأر التاريخى بينهما، فهما لن يتفقا أبدا، وبذلك تحتفظ أمريكا بعصا الحكم طول الوقت.

كان سامى عنان مطمئنا إلى أن هذا السيناريو سيتم تنفيذه دون عقبات، لكن لجأت الجماعة إلى هوايتها المفضلة وهى الانقلاب على كل اتفاقاتها وتعهداتها، وكانت أن قدمت نفسها بشكل كامل إلى الولايات المتحدة بعد الانتخابات البرلمانية التى استطاعت أن تحقق فيها الأغلبية المطلقة من خلال أعضائها وحلفائها.

كان انتصار الإخوان وحلفائهم فى الانتخابات البرلمانية عاملا حاسما فى تحول قناعات الجماعة، فهى تستطيع أن تحكم بمفردها دون الحاجة إلى وسطاء تعمل من خلفهم، وكان أن عرضت الجماعة على الولايات المتحدة أن تتولى الحكم بنفسها دون حاجة إلى رئيس عسكرى، ولم تجد واشنطن أمامها إلا الموافقة، خاصة أن الجماعة تعهدت بأن تنفذ كل وأى شىء يطلب منها، وهو ما جرى بعد ذلك بالفعل.

لم يقطع سامى عنان حبل الود، لكن الرجل قامت قيامته عندما استبعده محمد مرسى من منصبه كرئيس لأركان حرب الجيش المصرى مكتفيا بتكريمه من خلال منحه وسام الجمهورية.. وهو الذى كان يمنى نفسه بخلافة المشير طنطاوى.. فإذا به فجأة خارج المنصب الذى فاز به الفريق أول عبدالفتاح السيسى.

لم تكن العلاقة بين عنان والسيسى جيدة طول الوقت، كان عنان غير راض عن قرب عبدالفتاح من طنطاوى.. ولذلك لم يتورع عن كتابة تقارير فى السيسى للطعن فيه، وهى التقارير التى لم يلتفت إليها طنطاوى، ربما لمعرفته أن النفوس بين عنان والسيسى ليست صافية بالمرة، ولذلك فهذه التقارير ليست إلا من باب الكيد السياسى، وليس أكثر من ذلك.

كان من المفروض أن يخرج سامى عنان من قصر الاتحادية إلى بيته مباشرة رافضا تماما أن يقبل العمل مع الرئيس الذى أهانه، لكنه لم يفعلها، قبل بالعمل مستشارا للرئيس الإخوانى، وإذا كان سامى عنان يشدد الآن على أنه لم يكن راضيا عن حكم محمد مرسى، فإنه لا يستطيع مطلقا أن يدعى أنه أعلن ذلك، أو أظهره لمرسى أو للذين معه.

لقد حاول سامى عنان تقديم أقصى ما يستطيعه من خدمات لنظام الإخوان المسلمين، وهو ما كشف رجل الأعمال نجيب ساويرس جانبا منه، عندما كشف عن اتصالات عنان به أثناء حكم مرسى، ليتوسط بينه وبين النظام من أجل العودة وتسوية أموره المادية.

ساويرس وحده الذى تكلم.. لكننى أعتقد أن هناك آخرين لم يتكلموا.. لكن ما تم الكشف عنه يشير إلى أن الفريق لم يعارض مرسى ولو بالصمت، لكنه عمل معه وحاول أن يحل له كثيرا من مشاكله.. ربما لأنه كان طامعا فى منصب أو سلطة.. لكن الإخوان لم يمكنوه من شىء.

لا أستطيع بالطبع أن أجرد سامى عنان من مشاعره النبيلة.. فالرجل ظل مخلصا لمبارك حتى اللحظة الأخيرة.. ولم أكذب من قال لى إن عنان ظل لشهور بعد ثورة يناير متأثرا للغاية مما حدث للرئيس الأسبق، بل بكى الرجل أكثر من مرة أمام زوجته وقال لها: لقد أسأنا للرجل ولم يكن يستحق منا ذلك أبدا.. وقد حاول عنان حتى اللحظة الأخيرة أيضا العمل مع الإخوان محافظا على علاقته بهم.. لكن تبدل الأحوال فى كل مرة كان يحرمه من الوصول إلى العتبات الأولى من طموحه.

كان سامى عنان مخطئا إذن عندما فكر فى غسل يديه من علاقته بمبارك والإخوان، لأن هذا تاريخ من الصعب التبرؤ منه.. لم يجن عنان من وراء ما فعله إلا غضب الأجهزة السيادية عليه، فقد خالف القانون العسكرى الذى يقضى بمراجعة مذكرات القادة العسكريين قبل نشرها، ثم إنه حاول أن يوظف الدور الذى قام به من أجل تقديم نفسه لجماهير اعتقد ربما فى غفلة منه أنه يمكن الضحك عليها بسهولة.

فمن بين الصور الجديدة التى أضيفت إلى ملف سامى عنان، صورة له وهو يدخل أحد الفنادق ومقابلة بعض الأشخاص يظهر أحدهم على كرسى متحرك.. وقد يكون هذا الكلام ساذجا للغاية فالصورة بلا دلالة ولا قيمة، لكن هذا ما قيل ونشر أيضا.

الغريب أن هذا الكلام لم ينشر إلا فى موقع إلكترونى واحد هو «مفكرة الإسلام».. وليس عليك إلا أن تراجع الإشارة إلى أن مؤيدى عنان من يروجون لهذا الكلام، وعندما تنشر تفاصيله فى موقع إسلامى فلن يكون من الصعب عليك أن تعرف أنصار سامى عنان القادمين، فالتيارات الإسلامية ستحتشد خلفه فى معركته الرئاسية، ليس عن قناعة به، ولكن اعتقادا منهم أنه يمكن أن يخوض حربا شرسة مع عبدالفتاح السيسى الذى يتعامل معه الإسلاميون - حتى من يظهرون له الود - على أنه عدوهم الأول.





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر البنهاوى

وصاح الديك وقالت مولاى

مصطفى بكرى مش انسان

عدد الردود 0

بواسطة:

مصري

انت كده

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد سليمان

تصحيح لمعلومة

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

فشار كبييييييير

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد سليمان

سؤال

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح زكي

جديدة دي بالنسبة لي ...........

عدد الردود 0

بواسطة:

عموووووووووووووووور

الحناوى

هذا هو الحكم الجبرى//كما اخبرنا رسول الله

عدد الردود 0

بواسطة:

د/أحمد

جنان أحلام عنان

عدد الردود 0

بواسطة:

د إيهاب بكر

ماذا لو؟

عدد الردود 0

بواسطة:

ياسر البنهاوى

وصاح الديك وقالت مولاى

م

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة