أكد الدكتور عفت عصمت السادات، مؤسس حزب السادات الديمقراطى، أن الوضع السياسى فى مصر ضبابى، ولا يمكن التكهن بمستقبل جماعة الإخوان، لكنه رجح أن يبقى الصراع على السلطة منحصرا بين تيارات التأسلم السياسى والسلطة الحاكمة لعدة عقود، حتى تفرز التجربة الديمقراطية قوى فعالة.
وقال لـ«اليوم السابع»: إن أسرة السادات تعرضت لظلم فى عهد مبارك، وهو الأمر الذى دفع السيدة جيهان السادات إلى السفر إلى الولايات المتحدة بعد شعورها بالمرارة، مشيرا إلى أن علاقته بابنى الرئيس المخلوع علاء وجمال مبارك كانت علاقة صداقة، وكان يدعم ترشح جمال مبارك للرئاسة لأنه «الأصلح» حسب اعتقاده.
فلنعد إلى الماضى ماذا تذكر من استشهاد الرئيس الراحل السادات؟
- شاهدنا حادث المنصة على التليفزيون، كانت مشاعرنا مختلطة، فيها الذهول والمفاجأة والحزن والألم، وكنت فى ذلك الوقت مع والدى وتحركنا إلى مستشفى المعادى العسكرى بمجرد وقوع الحادث، فكان وصولنا فى نفس لحظة وصول الرئيس السادات، وأتذكر وقتها أن والدى احتد على الرئيس الأسبق مبارك واتهمه بالتقصير والإهمال فى حماية الرئيس الراحل السادات.
هل ترى أن اختصار حرب أكتوبر فى الضربة الجوية لمبارك ظلم للرئيس السادات؟
- على الإطلاق يجب التفريق بين تعظيم الإعلام لدور مبارك كقائد للقوات الجوية، وبين الرئيس السادات كقائد أعلى للقوات المسلحة، ولكن لا يمكن أن نغفل الدور العظيم الذى قامت به القوات الجوية، خاصة بعد الهزيمة المريرة فى 67 التى ضرب فيها سلاح الطيران على الأرض.
سبق للسيدة رقية السادات أن اتهمت «مبارك» بالضلوع فى مقتل الرئيس السادات، فهل تتفق معها فى ذلك؟
الأسرة لم تتهم الرئيس الأسبق مبارك اتهاما مباشراً بالضلوع فى قتل الرئيس الراحل، ولكننا اتهمناه بالإهمال الجسيم فى تأمين المنصة، ولكن هناك علامات استفهام حول واقعة القتل، والأسرة لا تتفق مع «رقية» فى ظنونها.
كيف كان تعامل مبارك مع أسرة السادات بعد رحيله؟
- مبارك تعامل مع أسرة السادات عكس ما فعل الرئيس الراحل مع أسرة جمال عبدالناصر، الذى نشأ أبناؤه تحت رعاية الرئيس السادات، السيدة جيهان السادات غادرت إلى أمريكا بعد أن شعرت بالمرارة، وعملت من أجل الإنفاق على أبنائها.
وكانت عائلة السادات مستهدفة من مبارك ونظامه، ومن المواقف التى تؤكد ذلك هو تعرضنا لمحنة كبيرة بعد رحيل السادات بمحاولة صفوت الشريف وكمال الشاذلى، التقليل من قيمة السادات بالتأكيد على أن عهده كان مليئاً بالفساد، ولكن لم ينجح تدبيرهما.
فالأسرة عاشت حالة من المعاناة والحرب خلال 30 سنة من حكم مبارك، وكان أحد مظاهر هذه المعاناة نزع عضوية مجلس الشعب من طلعت السادات واتهامه فى قضايا ربح، وهو ما أثبت القضاء عدم صحته.
صف لى إحساس العائلة عندما وجدت قتلة الرئيس يشاركون فى احتفالات أكتوبر فى حضور الرئيس المعزول محمد مرسى؟
- تألم جميع المصريين من المشهد، فالرئيس السادات لم يكن ملكا لأسرته فقط، ولكنه كان ملكًا لكل مصر، ورفض المصريين لهذا المشهد يؤكد الرصيد الكبير للرئيس الراحل فى نفوس الشعب المصرى بل والشعوب العربية كلها، أما بوادر الاحتفال هذا العام فواضحة بالفخر والعزة بالجيش.
ما تقييمك للمعاهدة فى الوقت الحالى؟
- لا تحتاج إلى تعديل أو إلغاء، إن أراضى سيناء كلها تحت السيطرة والسيادة المصرية، ولا ينازعنا فيها أحد، والوجود الأمنى الضعيف فى سيناء لم يكن سبباً فى تحولها إلى بؤرة إرهابية، ولكن السبب الحقيقى هو وصول الإخوان للحكم، خاصة بعد قرار مرسى بالعفو الرئاسى عن 3000 مجرم وإرهابى ليستوطنوا فى سيناء.
هل تقبل التصالح مع جماعة الإخوان المسلمين؟
- لا أقبل المصالحة مع الجماعة لأن بيننا وبينهم دماً، فالمحاسبة أولاً على الدم الذى سال فى الشوارع، فيجب أن يحاسب كل قيادات الجماعة الذين شاركوا فى الإرهاب والترويع، أما المواطنون العاديون فإذا عادوا إلى رشدهم فهم من الشعب المصرى ونرحب بهم.
تصورك لمستقبل «الجماعة» بعد 30 يونيو؟
- الجماعة الآن فى حالة انعدام وزن، ولكن صعب التكهن بمستقبلها، ومن المؤكد أنهم سيسعون لإعادة تنظيم صفوفهم، والخروج بمراجعات فكرية وإصلاحات، وفى تصورى الشخصى أن الصراع السياسى فى مصر سيظل محصورا بين حزب السلطة والأحزاب الدينية.
خرج عدد من الأحزاب بمطالبات بتعديل خارطة الطريق، هل تتفق معهم؟
- من أراد أن يعدل خارطة الطريق فعليه أن يحشد 30 مليونا فى الشارع، وهذا مستحيل فكل القوى السياسية الحالية لا تستطيع تحريك أى حشود شعبية.
هل ترى أن جبهة الإنقاذ غير قادرة على الحشد فى الشارع؟
- «الجبهة» ليس لها وجود أو تأثير فى الشارع، ولا تمتلك القدرة حتى لتحريك الحشود، فالمصريون شاركوا فى 30 يونيو، من أجل مصر وليس بدافع من «الإنقاذ» أو أى فصيل سياسى، و«الإنقاذ» يقتصر دورها على توزيع الأدوار فى الانتخابات القادمة.
هل تدعم ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية؟
- السيسى رجل عظيم حقق المعادلة وحافظ على الوطن، ويجب أن يتفرغ لممارسة دوره المنوط به، والحملات التى تدعو لترشحه للرئاسة ما هى إلا موجة من التملق يقوم بها بعض الأشخاص الذين لديهم مصالح خاصة، أحب أن أبسطها لكم: «السيسي» فى منصبه الجميع يقدم له التحية العسكرية، فإذا خلع البدلة العسكرية سيصبح كما سابقيه، وسيتعرض كل يوم للتشويه والانتقاد من المعارضين.
البعض يصف السيسى بأنه إعادة لإنتاج عبدالناصر والسادات، فهل ترى فيه ذلك؟
- لا أتفق مع تلك المقولة، لأن ما من زعيم يشبه زعيما، وتقديرى أن السيسى رجل عسكرى تحمل المسؤولية وفيه ملامح رجل الدولة.
من الآن الأصلح لرئاسة مصر؟
- كل من يترشح للرئاسة هو مرشح وطنى، والساحة مفتوحة للجميع، وكل من خاض الانتخابات السابقة عليه أن يتوارى، فالتجربة أثبتت أنهم لم يقنعونا للمحاربة والإصرار عليهم.
كنت من الداعمين للفريق أحمد شفيق، هل ستدعمه لو ترشح فى الانتخابات الرئاسية المقبلة؟
- لا لن أدعمه، لأن لكل مرحلة الشخصية المناسبة لها، فى الانتخابات الرئاسية الماضية عندما نفاضل بين شفيق ومرسى، نجد أن خلفية شفيق العسكرية تدفعنا لتأييده ضد مرشح جماعة الإخوان المسلمين التى نعرف خطورتها على المجتمع، ولم يحدث بيننا أى اتصال بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية.
ما حدود علاقتك بجمال وعلاء مبارك؟
- كانت العلاقة تقتصر على الصداقة، ولم تتجاوز ذلك ولم يكن بيننا شراكة فى أى مشروعات، لكنى كنت أؤيد ترشح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية، خاصة أنه لم يكن هناك أى شخص جدير برئاسة البلاد فى تلك المرحلة غيره.
هل ترى أن وجود أحمد عز فى الدائرة المقربة من جمال مبارك أضر به؟
- أحمد عز ظُلم، وكان خطأه الكبير هو إقصاؤه لكل الفصائل فى الانتخابات البرلمانية لعام 2010، على الرغم من إمكانية تحقيق أهداف الحزب فى السيطرة على الأغلبية البرلمانية دون إقصاء لجميع الفصائل.
كيف ترى مستقبلك السياسى خلال الفترة القادمة؟
- أتصور أننى سأشارك فى الانتخابات البرلمانية من خلال حزب السادات الديمقراطى، الذى أسسناه مؤخراً بعد شعورنا بفراغ كبير فى الشارع السياسى وغياب رصيد الأحزاب الحالية، وجاء اسم الحزب حاملاً اسم الرئيس الراحل، ليضيف إلينا المزيد من ثقة المواطنين.
البعض يروج أنك تحاول إنتاج فلول الحزب الوطنى من خلال حزب السادات الديمقراطى؟
- أتمنى ذلك، فالحزب الوطنى كان يضم الكثير من الأعضاء والعائلات المحترمة والقوية فى محافظات الصعيد والدلتا، وكان البعض منهم يتقرب من الحزب الوطنى لمصالح عمل أو الحصول على وظائف وللظروف المعيشية، خاصة أن الحزب الحاكم هو من له اليد العليا.
هل تأثرت أعمالك فى عهد «المعزول» بسبب تأييدك للفريق أحمد شفيق؟
- أعمالنا تأثرت بشكل كبير جداً فى عهد الإخوان بسبب محاباتهم للمقربين منهم، ولم أفكر أبدا فى التصالح معهم أو البعد عن العمل العام والسياسة، كما فعل الكثير من رجال الأعمال.
هل هناك نية للاندماج أو تدشين تحالفات انتخابية مع أحزاب أخرى؟
- نسعى للاندماج مع عدد من الأحزاب، ويتم التفاوض حالياً مع أحزاب المصريين الأحرار والحركة الوطنية والمؤتمر، ليكون هناك اندماج حزبى وليس مجرد تحالف انتخابى، والأقرب للوصول إلى اتفاق معه حتى الآن هو حزب المصريين الأحرار.
هل تؤيد إجراء الانتخابات البرلمانية على النظام الفردى؟
- نعم، ومن يطالب بإجراء الانتخابات البرلمانية على نظام القوائم لا رصيد له أو قوة فى الشارع، وهذا هو السبب الحقيقى لإصرار عدد من الأحزاب على نظام القائمة، والتمويل هو سبب ضعف الأحزاب.
تقييمك لزيارة آشتون والهدف منها؟
- مرحلة الضغط على مصر انتهت، ولا مجال للتفاوض والوساطة للإفراج عن «مرسى»، وتلك الزيارات ما هى إلا محاولة لوقف الإجهاز الكامل على التيار الدينى وجماعة الإخوان المسلمين.
عفت السادات: أتمنى انضمام «فلول الوطنى» لـ«السادات الديمقراطى»ووالدى اتهم «مبارك» بالتقصير فى حماية الرئيس الراحل على المنصة و «كامب ديفيد» لا تحتاج تعديلا ومصر تبسط سيطرتها على كامل سيناء
الأربعاء، 09 أكتوبر 2013 08:37 م
عفت السادات
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم
حوار شيق فعلا
حوار يحتوى على كثير من الحقائق التاريخيه الهامه
عدد الردود 0
بواسطة:
مازن
رائع
الحوار اكثر من رائع