تباينت ردود أفعال عدد من الخبراء العسكريين والسياسيين على ما نشرته صحيفة "اليوم السابع" فى عددها أمس الثلاثاء، عن أن هناك لقاء تم ما بين قيادات من جماعة الإخوان المسلمين المحظورة منذ ثلاثة أيام، مع جهاديين سوريين وعراقيين على الأراضى الأردنية للاتفاق على زرع النواة الأولى لـ"الجيش المصرى الحر"، على غرار السيناريو السورى.
فمن جانبه، قال الخبير العسكرى اللواء حمدى بخيت إن سعى جماعة الإخوان لإنشاء ما يسمى بـ" الجيش المصرى الحر" لا يتعدى كونه عملية إرهاب فكرى ونفسى للشعب المصرى.
وأضاف بخيت فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" لن يسمح المناخ الداخلى لمصر، وتركيبة الشعب المصرى، والوعى الوطنى، وقدرات الجيش والشرطة، والعلاقة المنسجمة بين أجهزة الدولة والشعب بحدوث هذه الخزعبلات فى مصر.
فى حين قال الخبير العسكرى اللواء طلعت مسلم أن خطة قيام جماعة الإخوان بإنشاء مايسمى بـ"الجيش المصرى الحر" متوقعة واحتمال نجاحها فى عمل ذلك ضعيف للغاية.
وأضاف مسلم فى تصريحات خاصة لــ"اليوم السابع": هم أطلقوا من قبل إشاعات عن وجود انشقاقات فى الجيش المصرى وطبيعة الجيش المصرى لا تعطى الفرصة لعمل انشقاقات داخله، مشيرًا إلى أن الوضع فى مصر مختلف عن الوضع فى سوريا فى إشارة لنجاح إنشاء الجيش الحر هناك.
بينما قال أبو العز الحريرى المرشح الرئاسى السابق والقيادى بحزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إن فكرة محاولة جماعة الإخوان المسلمين المحظورة إنشاء ما يُسَمَّى بـ"الجيش المصرى الحر" هى عملية إعلامية تستهدف إحياء ماء وجه الجماعة.
وأوضح الحريرى فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع"، أن هذه المحاولات تأتى بعد كل الانهيارات التى حدثت للجماعة، مضيفًا "وهذا ما حدث فى تونس والسودان وانتكاسة المعارضة فى سوريا الآن، بالإضافة لمصر فالعالم العربى يتم تنظيفه الآن من الإخوان".
وقال تقادم الخطيب مسئول الاتصال السياسى بالجمعية الوطنية للتغيير، إن فكرة قيام الإخوان بإنشاء "جيش مصرى حر" على غرار السيناريو السورى سيكون صعبا تحقيقها داخل المجتمع المصرى لأن الشعب تركيبته ليست طائفية مثل سوريا فهو نسيج واحد ومتوحد.
وأضاف الخطيب فى تصريحاتٍ لـ"اليوم السابع": سيناء الآن أصبحت مرتعًا للجماعات الجهادية المرتبطة بالإخوان وذات الصلة بحماس وإسرائيل، والسؤال الذى يطرح نفسه هنا "ما مصادر تمويل تلك الجماعات؟ وكيف يتم إدخال الأسلحة لها؟"، وهذا معناه أن هناك طرفا داخليا يساعدهم على الحصول على تلك الأسلحة وطرفا آخر خارجى يجلبها لهم.
وتابع الخطيب: "يُراد من سيناء أن تكون مثل تورا بورا فى أفغانستان ليتم استنزاف قوى الجيش المصرى.. فالعمليات الإرهابية أصبحت تستهدف الجيش وأفراده بعد الإطاحة بمرسى، وبالتالى نحن أمام معضلة أساسية وهى أنه يبدو أن جماعة الإخوان تستخدم علاقاتها الدولية والإقليمية لعمل ضغط على مصر وإرباك المعادلة السياسية داخل البلاد، كل هذا يوضح أنهم يريدون كسر إرادة الجيش المصرى ونحن ضد هذه المسألة حتى لو كان بيننا وبين القيادة السياسية خلاف".
ويرى الخطيب أن سيناريو سوريا لن يتكرر فى مصر، وأنه علينا اليقظة ولكن يجب مراعاة عدم استعمال العنف ضد المدنيين فى سيناء خلال عملية تطهيرها.
فى حين أكد سعد عبود عضو مجلس الشعب السابق إن أقصى ما تستطيع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة فعله هى العمليات الإرهابية فى سيناء، بسبب وجود عدد من الإرهابيين هناك والجيش يقوم الآن بعمليات التطهير منهم وتجفيف منابعهم والسيطرة على سيناء بأقصى طاقته، أما فكرة قيامهم بإنشاء جيش منظم مواز للجيش المصرى تحت اسم "الجيش المصرى الحر" فكرة مستحيل حدوثها.
وأضاف عبود فى تصريحاتٍ خاصة لـ"اليوم السابع": فى أيام حكم الدكتور محمد مرسى كانوا ينوون عمل حرس ثورى بهدف أن يكون بديلاً للجيش، وهذا المُخَطَّط أفشله الشعب المصرى.
وتابع عبود "هذه أحلام يقظة.. فالإخوان يعيشون فى أوهام وتخيّلات، وهم يعادون الشعب، والمناخ العام فى مصر معادٍ لهم ومسألة انتهائهم مسألة وقت".
خبراء عسكريون وسياسيون يستبعدون نجاح الإخوان فى تكوين "جيش مصرى حر" على غرار السيناريو السورى.. حمدى بخيت: مجرد "خزعبلات".. الخطيب:الهدف تحويل سيناء لـ"تورا بورا" أفغانستان.. وعبود: فكرة مستحيل حدوثها
الأربعاء، 09 أكتوبر 2013 03:16 ص
أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة