قال مسئولون كبار لدى بنك مورجان ستانلى الاستثمارى الأمريكى، إنهم يرون انتعاشا فى النشاط المصرفى الاستثمارى فى منطقة الخليج ويتوقعون انتهاء عمليات خفض النفقات لدى البنوك العالمية مع تحسن الأسواق المالية.
ومع انتعاش أنشطة الدمج والاستحواذ وإصدار الأسهم والسندات فى الشرق الأوسط بعد ركودها لعدة أعوام، فإن مورجان ستانلى يستهدف عملاء يبحثون عن المشورة فى صفقات مركبة تتطلب خبرة دولية وليس مجرد التزام مالى كما فى إدارة عمليات الاكتتاب.
ولطالما كان تحديد نموذج عمل فى الشرق الأوسط تحديا للبنوك العالمية التى تدافعت إلى المنطقة فى أوائل القرن بعدما جذبتها الاحتياطيات النفطية وصناديق الثروة السيادية الغنية، والنمو الاقتصادى السريع فى الشرق الأوسط.
لكن الصفقات التى كانت قيمتها مليارات الدولارات انحسرت فى أعقاب الأزمة المالية العالمية، بينما شهد القطاع زيادة كبيرة فى عدد البنوك وهو ما اضطرها إلى تقليص أعداد موظفيها بشكل حاد وإعادة تقييم استراتيجية أعمالها فى المنطقة.
وتم تسريح مسئولين مصرفيين كبار فى بنوك عالمية أو نقلهم إلى مناطق أخرى أفضل حالا بينما أوقفت بنوك بعض الأنشطة، مثل تجارة السلع الأولية وأنشطة أدوات الدخل الثابت وتقديم المشورة فى صفقات الدمج والاستحواذ.
وقام مورجان ستانلى بتعديل أنشطته فى المنطقة ونقل إدارة أنشطة السلع الأولية للشرق الأوسط إلى لندن وأنشطة تداول الأسهم إلى الرياض العام الماضى.
وتظهر أنشطة الصفقات الآن دلالات على الانتعاش بفضل تحسن الأسواق المالية، والنمو الاقتصادى القوى.
وبلغت رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية التى حصلتها البنوك العاملة فى الشرق الأوسط 535.9 مليون دولار فى التسعة أشهر الأولى هذا العام بزيادة 22%، عن الفترة نفسها من العام الماضى وتعد هذه أفضل أول تسعة أشهر من حيث الرسوم فى المنطقة منذ 2009 بحسب بيانات لتومسون رويترز.
وقال سامى كيلو، الرئيس التنفيذى لأنشطة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى مورجان ستانلى "تبدو الأسواق فى حالة أفضل، أحجام التداول فى البورصات مرتفعة والأنشطة المصرفية الاستثمارية تتحسن وتتفتح شهية المستثمرين على الأصول بفئاتها المختلفة.
"إذا استمر هذا الاتجاه فلا أتوقع أن تشهد تلك الصناعة تراجعات، كما شهدنا فى السابق".
ومورجان ستانلى هو أكبر مستشار لصفقات الدمج والاستحواذ فى المنطقة ويرجع ذلك بشكل رئيسى إلى دوره فى صفقة اندماج بقيمة 15 مليار دولار مدعومة من الحكومة لشركتين لإنتاج الألومنيوم، فى دولة الإمارات العربية المتحدة.
ويتوقع البنك مزيدا من صفقات الدمج فى المنطقة مع سعى الشركات لتعزيز حجم العمليات، ورفع الكفاءة.
وقال كلاوس فروليش، رئيس الأنشطة المصرفية الاستثمارية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى مورجان ستانلى "نشهد صفقات استراتيجية حقيقية مثل عمليات الدمج وصفقات أخرى كانت متوقفة فى السابق وسط الأزمة المالية، وتداعيات الربيع العربى.
"هذا الاندماج فى السوق صحى للغاية، ولم يكن بمثل هذا الوضوح من قبل".
وكان مورجان ستانلى، أحد المستشارين فى عملية اندماج شركتى الدار وصروح العقاريتين بأبوظبى فى أوائل يناير وهى صفقة أخرى تدخلت فيها الحكومة لدمج شركتين عقاريتين تواجهان صعوبات.
وقالت مصادر مطلعة فى وقت سابق من أكتوبر، إن أبوظبى ودبى عينتا أيضا بنوكا لتقديم المشورة فى اندماج محتمل بين بورصتيهما.
وفيما يتعلق بأسواق دين رأس المال قال فروليش إن البنك يشهد صفقات مركبة متزايدة لعملاء يتطلعون لعمليات مبتكرة مثل إصدارات سندات هجين، إضافة إلى سندات مرتفعة العائد وأدوات أخرى لزيادة رأس المال مثل السندات المستديمة.
وكان مورجان ستانلى مستشارا لإصدار صكوك هجين بقيمة مليار دولار لمصرف أبوظبى الإسلامى فى نوفمبر من العام الماضى فى أول صفقة من نوعها فى المنطقة، أطلقت سلسلة من إصدارات مماثلة.
وقال فروليش "أخيرا مجال الإصدارات الهجين يفتح أبوابه، ليس فقط فى قطاع البنوك وإنما أيضا فى قطاع الشركات.
"نشهد أيضا إصدارات سندات مرتفعة العائد، من شركات غير حكومية".
وسعرت شركة توباز للطاقة والملاحة، وهى إحدى وحدات النهضة للخدمات العمانية أول إصدار لها لسندات بقيمة 350 مليون دولار الأسبوع الماضى فى صفقة مرتفعة العائد من منطقة الخليج.
وجمعت ماجد الفطيم الإماراتية التى تدير مجموعة من مراكز التسوق 500 مليون دولار من سندات هجين فى وقت سابق هذا الشهر، بينما باعت شركة المراعى السعودية لمنتجات الألبان صكوكا هجين بقيمة 1.7 مليار ريال فى سبتمبر فى أول إصدار من نوعه فى منطقة الخليج.
مورجان ستانلى: الأنشطة المصرفية تجاوزت مرحلة صعبة فى الشرق الأوسط
الإثنين، 28 أكتوبر 2013 10:22 م
أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة